جدد سكان مدينة الدار البيضاء احتجاجاتهم في وقفة حاشدة أمام القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء تنديدا بالمجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا عمليا في قطاع غزة منذ 37 يوما.
الوقفة التي كانت بمثابة مهرجان جماهيري بفقرات نضالية وثقافية وفنية وخطابية، تحولت إلى مسيرة حاشدة نحو ساحة ماريشال، قبل محاصرتها من قبل قوات الأمن بالعنف في شارع الحسن الأول لتغير مسارها بالعودة إلى شارع مولاي يوسف في اتجاه القنصلية الفرنسية، لكن السلطات منعت تقدمها مجددا بالعنف والحصار، فاضطر المنظمون إلى تحويلها لمعتصم مع إضاءة الفضاء بأضواء الهواتف، ما زاد التظاهرة جمالا على جمال الإصرار لتبليغ صوت الاحتجاج والتضامن.
وشهدت الوقفة منذ بدايتها مشاهد تمثيلية معبرة أدتها فرق مسرحية، نقلت من خلالها جزءا من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة وما يعانيه الأطفال والنساء من مجازر، كما عبرت عن الحالة الحقيقية التي يعيشها المنتظم العربي الرسمي من عجز تام عن التأثير من أجل وقف المحرقة التي تشنها آلة الحرب الصهيونية، ومن هذه الفرق المسرحية، فرقة الثنائي الصراحة راحة الذي أعاد تمثيل مسرحية “لا سمح الله”، تلته مسرحية ميمية لفرقة مكونة من الأطفال الصغار ذكورا وإناثا.
وكما شهت هذه التظاهرة البارزة إلقاء مقطوعات إنشادية ومواويل متناسبة مع حجم الألم من قبل منشدين منهم الفنان رشيد طيوبي، شهدت أيضا إلقاء قصيدة شعرية من قبل الشاعر حسن الوثيق بعنوان: “غزة قرة العين” وقد أبدع فيها ونقل معاناة أهل غزة بلغة أهل الشعر.
وكانت للتطبيع في هذه التظاهرة فقرات وكلمات وشعارات ولافتات وبطاقات ويافطات فضلا عن الكاريكاتير والمشاهد التعبيرية… وكل هذه الوسائل أجمعت على رفض التطبيع مع الصهاينة المجرمين، ودعت الدولة إلى الوقف الفوري لعلاقاتها معهم مع إعلان إسقاطه وإغلاق مكتب الاتصال في الرباط.
“إدانة شعبية.. لأمريكا الإرهابية”، “أمريكا أمريكا أمريكا.. عدوة الشعوب”، “أتينا لنقول أجمعين… تعيش تعيش فلسطين”، “لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة”، “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”، “الله أكبر عاصفة لليهود ناسفة”…. كانت تلك بعض الشعارات التي دوت في سماء مدينة البيضاء أمام القنصلية تعبيرا عن الإدانة الشعبية لما يجري في أرض فلسطين أمام أعين العالم.
الدكتور بوبكر الونخاري نائب منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ومنسق فقرات هذه التظاهرة، شكر كل من لبى نداء الجبهة ونداء واجب التضامن مع أهلنا في غزة في هذه الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها بدعم أمريكي وغربي، وعجز دولي، وخذلان عربي رسمي.
وتناول الكلمة الختامية منسق الجبهة المحلية بالبيضاء الدكتور عبد المجيد الراضي الذي رفع تحاياه الحارة لكل فصائل المقاومة الفلسطينية في الميدان، التي شرفت كل أحرار العالم وحيا كل الشهداء بمن فيهم الشهداء المغاربة الذين ارتقوا في سبيل الدفاع عن القضية قديما وحديثا. وشدد على أن هذه الأحداث هي فرصة تاريخية للنظام المغربي من أجل وقف التطبيع وتدارك خطئه الجسيم في التقارب مع المجرمين قتلة الأطفال والنساء.


