إعلام طلاب النصر بفضائل صلاة الفجر

Cover Image for إعلام طلاب النصر بفضائل صلاة الفجر
نشر بتاريخ

مقدمة
تخضع معادلة النصر والغلبة لقانونين مختلفين، ليس اختلاف تباين وانفصال بالضرورة، ولكن قد يكون –بل ينبغي أن يكون- بينهما تداخل وتكامل، الأول وهو القانون المادي الطبيعي ويقضي بالغلبة للكثرة على القلة، وللعُدة على انعدامها، وللسلاح المتطور الحديث على السلاح البدائي العتيق، وللدبابة والجرافة على البندقية والرشاشة، وقس على ذلك، وأما الثاني فهو قانون روحي معنوي يحكم بانتصار الإيمان الحقيقي على العقائد الفاسدة، والرجال على أشباه الرجال، والصبر على الجزع، والشجاع على الجبان، واليقين على الشك، الإرادة القوية على التردد والانهزامية.

والمطلب الشرعي والعقلي والواقعي أن يأخذ الإنسان في الحسبان القانونين معا، ويُعد القوتين، سواء المادية عُدة وعددا، أو المعنوية سندا ومددا، قال الله تعالى: وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اَ۪سْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ اِ۬لْخَيْلِ [الأنفال: 61]، وقال سبحانه: يَٰٓأَيُّهَا‏ اَ۬لنَّبِےٓءُ حَرِّضِ اِ۬لْمُومِنِينَ عَلَي اَ۬لْقِتَالِۖ إِنْ يَّكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَٰبِرُونَ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِۖ وَإِن تَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ يَغْلِبُوٓاْ أَلْفاٗ مِّنَ اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٞ لَّا يَفْقَهُون اَ۬لَٰنَ خَفَّفَ اَ۬للَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفاٗۖ فَإِن تَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِۖ وَإِنْ يَّكُن مِّنكُمُۥٓ أَلْفٞ يَغْلِبُوٓاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اِ۬للَّهِۖ وَاللَّهُ مَعَ اَ۬لصَّٰبِرِينَۖ [الأنفال: 67-66]﴾، انظر إلى الصفات الموجِبة للنصر بإذن الله؛ مؤمنون صابرون يغلبون كافرين لا يفقهون، دون إغفال العَدد والقوة والضعف المعني وظروف التشديد والتخفيف، والأخذ بالعزيمة أو الرخصة.

فأمرُ النصر يتوقف على ما معك من قوة مادية وصلابة إيمانية، ولا سبيل إلى ذلك غير العبادة، والبداية بعد الشهادة بأفضل الطاعات وهي الصلاة، في أعظم الأوقات وهي الفجر، وقد جاء فيها من الفضل ما لا تسعه هذه السطور، وإليكم بعضها:

أولا: الصلاة خير من النوم

يقول الله تعالى: وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاٗ وَجَعَلْنَا اَ۬ليْلَ لِبَاسا [النبأ: 9-10]، ممتنا على عباده بنعمة النوم، ومستدلا على قدرته بتبدل أحوال عباده تبعا لاختلاف الليل والنهار، فيخلد العبد  إلى الراحة ثم يناديه داعي الله ليستنهضه لنعمة أفضل ويتعرض لعطاء أكبر، لا يليق مع هذا العرض التأخر ولا التكاسل، «الصلاة خير من النوم»، بل يتعين أن تُعد له وتهيئ أسبابه المادية والمعنوية حتى لا تفوتك الصفقة الرابحة، فيا عجبا لمن باع صلاة الفجر بفضل لقمة، وضحى بنسيم السحر في سبيل نومة، وأعلن انسحابه من نادي المجتهدين من أجل هجعة، يا هذا لو بعت لحظة تهجد بعمر نوح في ملك سليمان لكنت من الخاسرين..!

ثانيا: الفجر واسطة العقد بين تبتل الليل وسبح النهار

الفجر هو ابتداء ظهور النور بعدما تأخذ ظلمة الليل في الانصرام، وهو وقت مبارك للناس، إذ عنده تنتهي الحالة الداعية إلى النوم الذي هو شبيه الموت، ويأخذ الناس في ارتجاع شعورهم وإقبالهم على ما يألفونه من أعمالهم النافعة لهم 1، وقد يتسع زمنه قبليا وبعديا مستصحبا بركته، كما يجوز أن يراد به وقت صلاة الصبح، فالفجر إذن لحظة مباركة فاصلة بين نوم وتبتل الليل وبين سبح ومعاش النهار، فهي تتويج لعمل الليل، وتحفيز وتأهيل لجهاد النهار، لذلك اعتنى الإسلام بتنظيم يوم المؤمن وليلته على هذا الأساس تجنبا للغفلة وفوضى المد والجزر للواجبات والأعمال، كما قيل إن لله أعمالا بالليل لا يقبلها بالنهار، وأعمالا بالنهار لا يقبلها بالليل، وأثِر عن ابن تيمية قوله: “هذه غدوتي لو لم أتغذاها لانهارت قوتي” تعليقا على استغراقه في الذكر بعد صلاة الفجر.

وفي هذا الباب عقد ابن القيم فصلا مفيدا في تدبير النبي صلى الله عليه وسلم لأمر النوم واليقظة، ضمن كتابه الطب النبوي، ومما جاء فيه: “من تدبر نومه ويقظته صلى الله عليه وسلم وجده أعدل نوم، وأنفعه للبدن والأعضاء والقُوى، فإنه كان ينام أول الليل، ويستيقظ في أول النصف الثاني، فيقوم ويستاك، ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له… وهذا غاية صلاح القلب والبدن، والدنيا والآخرة” 2، ومن هديه صلى الله عليه وسلم في النوم النافع ما رواه البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَهْبَةً ورَغْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ” 3، ولا يخفى ما يجلب هذا الهدي الأقوم من مصالح ويدرأ من مفاسد حسية ومعنوية، فردية وجماعية، وهكذا ينبغي للعاقل أن ينام على أفضل العزائم وأكمل الوجوه وأنفعها، فيظفر بفوائد النوم وأجوره، فالنوم المعتدل ممَكِّن للقُوى الطبيعية من أفعالها، ومريح للقوة النفسانية، فيه سكون الجوارح وراحتها، وهضم الغذاء ونضج الأخلاط، واستغفار الملائكة وحفظ الله.

من هديه صلى الله عليه وسلم في يقظته “فكان يستيقظ إذا صرخ الصارخ، وهو الديك، فيحمد الله تعالى ويكبره ويهلله ويدعوه” 4، وللأسف الشديد أن جمهور الناس اليوم يعيشون حياة غفلة جراء طوفان اللهو واللغو والسهو والحرص وهموم الدنيا على معظم أوقاتهم، فلا يعرف لسمره قيودا، ولا لنومه حدودا، نهارهم جدال وليلهم انجدال ويدعون الوصال!!

ثالثا: صلاة الفجر زاد ومدد وسند

فصلاة الليل عموما والفجر خصوصا لا يعدلها زاد ولا مدد، عطاء من الله ومنة، فهي وقود إيماني وطاقة روحية وإمكانات وحوافز، قال الله تعالى: اِنَّ نَاشِئَةَ اَ۬ليْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْـٔاٗ وَأَقْوَمُ قِيلاًۖ [المزمل: 5]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بقيامِ الليلِ، فإنه دَأْبُ الصالحين قبلَكم، وإن قيامَ الليلِ قُرْبَةٌ إلى اللهِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ، وتكفيرٌ للسيئاتِ، ومَطْرَدَةٌ للداءِ عن الجسدِ” 5، “مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدْرِكَهُ، فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ” 6، وكَلامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هنا يفيد معانٍ كثيرة، الأول: أنَّ مَن صلَّى الفَجْرَ فقدْ أخَذَ مِنَ اللهِ أمانًا، فلا يَنبغِي لأحدٍ أنْ يُؤذيَهُ أو يَظلِمَه، فمَن ظلَمه أو آذاهُ فإنَّ اللهَ يُطالِبُه بذمَّتِهِ. الثَّاني: لا تَترُكوا صَلاةَ الصُّبحِ، فيُنتَقَضَ بذلكَ العَهدُ الَّذي بيْنكُم وبيْنَ ربِّكُم فيَطْلُبَكم بهِ، فمَن فعَلَ ذلكَ يُدرِكُه اللهُ، ويَكبُّه في نارِ جهنَّمَ. الثالث: بيانُ انتقامِ اللهِ تعالَى ممَّن يَتعرَّضُ لعِبادِه الصَّالحين، وأنَّ اللهَ تعالَى لنْ يُعجِزَه شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ.

رابعا: تقرير مشرِّف لمن شهد الفجر

صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “يتَعاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بالنَّهارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ العَصْرِ وصَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ” 7، يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة ترفع تقريرا للعليم الخبير سبحانه يخص أعمال الإنسان في اليوم مرتين، أي شرف وأي فخر واعتزاز أن  يجدك ربك حيث أمرك، وفي هذا الحديث دلالات كثيرة، منها أنَّ سؤال الله عز وجل لملائكته في المَلأِ الأعلى إنما هو تَنويه بشَأنِ بَني آدَمَ، وبَيان لِفَضلِهم، ولِيُباهيَ بهمُ المَلائِكةَ، فالله عز وجل يسأل عن عباده برا ولطفا وإحسانا وتقربا، ومنها أيضا أن جواب الملائكة اقتصر على ذكر الصلاة فقط، ولا شك أن للعباد أعمالا أخَر غير الصلاة، وهذا ينبئ عن قيمة الصلاة عماد الدين، إذا صلحت صلح سائر العمل، وهي مكفرة للذنوب، وفي الحديث أيضا تعظيم لشأن صلاتي الصبح والعصر، فمن حافظ عليهما فكأنه في صلاة دائمة، تَرَكناهم وهُم يُصَلُّونَ، وأتَيْناهم وهُم يُصَلُّونَ، ويشهد لهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ” 8، والبردين 9 هما الفجر والعصر، وخصَّ هنا الفَجرَ والعصرَ؛ لأنَّ الفَجرَ يكونُ عندَ لذَّةِ النَّومِ، والعصرَ يكونُ عندَ اشتِغالِ الإنسانِ بعَملِه، فمَن حافَظَ عليهِما كان مِن بابِ أَوْلى أنْ يُحافِظَ على بقيَّةِ الصَّلواتِ، وقيل: إنَّما خُصَّتَا بالذِّكْرِ والتأكيدِ؛ لفَضْلِهما باجتِماعِ مَلائكةِ اللَّيلِ وملائكةِ النَّهارِ فيهما، وظاهرٌ أيضا من الحديث الشريف أن أحب الخلق عند الله المتلبسون بالعبادة، كيف وجدتم عبادي؟ نسب تشريف، وأفضل أعمال العباد الصلاة، وأرجى الصلوات قبولا وبركة الفجر والعصر، “رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا” 10.

خامسا: فوائد صحية ونفسية

من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم “اللَّهمَّ بارِكْ لأمَّتي في بُكورِها” 11، فالبركة كنز لا يناله إلا المستيقظون في هذا الوقت الذي يفيض بركة على العبادة علما وعملا، بركة في الأهل والمال والصحة، والعزيمة فلا وهن، وفي الوقت فلا ضيق، وفي العقل فلا شطط، وفي الحركة نشاط وحيوية، وفي الدعوة تسديدا وتأييدا، هذه بركة خاصة للمؤمنين، أو بركة ألوهية.

هذا فضلا عن بركة عامة لهذا الوقت يستفيدها المؤمن والكافر، وهي بركة ربوبية، إذ يذكر الباحثون أن أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو تكون عند الفجر، ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي ومنشط للعمل الفكري والعضلي، كما أن نسبة الأشعة فوق البنفسجية تكون أعلى ما يمكن عند الفجر، وهذه الأشعة تحرض الجلد على صنع فيتامين (د)، كما أن للون الأحمر تأثير باعث على اليقظة، وغير ذلك مما خص به الله تعالى وقت الفجر 12.

سادسا: الفجر بشرى النصر

من أجاب النداء ورفع اللواء، تحقق له النصر على الخصوم والأعداء، والمعادلة واضحة جدا:  يقظة من منام + إجابة للأذان + صلاة مع أهل الإيمان وذكر للرحمان = ثواب قيام ليلة + بركة الوقت + مدد الملائكة + حفظ من الله العزيز الحكيم.

وهذه الآية جامعة للمراد: بَل۪يٰٓ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَاتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ اَ۬لْمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوَّمِينَۖ وَمَا جَعَلَهُ اُ۬للَّهُ إِلَّا بُشْر۪يٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۖ وَمَا اَ۬لنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اِ۬للَّهِ اِ۬لْعَزِيزِ اِ۬لْحَكِيمِ [آل عمران: 125-126]، صبر وتقوى يبدأ بمكابدة الليل وأداء صلاة الفجر، لاستمطار مدد الله سبحانه، فيأذن للملائكة المتأهبة بدخول المعركة إلى جانب المؤمنين حاملين للبشرى بالنصر والتمكين، والحمد لله رب العالمين.

خاتمة
 فمن شأن المواظبة على صلاة الفجر وأدائها على الوجه الأحسن شروطا وأركانا وخشوعا أن ترقى بالمسلم إلى أن يكون عبدا ربانيا، محل تنزل مدد الله، مشرق النفس، نير القلب، حاضر الذهن، متقد الفكر، فهجر الوسادة ثمن السيادة، ومن عرف حلاوة الأجر هانت عليه مرارة الصبر.


[1] انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور، في تفسيره لمطلع سورة الفجر.
[2] الطب النبوي، ابن قيم الجوزية، حققه وخرج أحاديثه محمد محمد تامر،  دار التقوى، 2003م، ص173.
[3] أخرجه البخاري (247)، ومسلم (2710)، وأبو داود (5046). عن الموسوعة الحديثية الدرر السنية.
[4] الطب النبوي، ص177.
[5] انظر: الدرر السنية، سنن الترمذي، حديث رقم 3549.
[6] رواه مسلم في صحيحه، عن جندب بن عبد الله،  رقم 657
[7] البخاري رقم 7486  ومسلم  رقم 632
[8] رواه البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري، رقم 574
[9] سُمِّيَتا بالبَردين؛ لأنَّهما يَقعانِ في وقتِ إبرادِ الجَوِّ وتلَطُّفِه في الصَّباحِ حيثُ تَظهرُ رُطوبةُ الهواءِ وبُرودَتُه، وعندَ العصرِ حيثُ يَظهرُ انكِسارُ حرارةِ النَّهارِ والدُّخولُ في وقتِ اعتدالِ الجَوِّ.
[10] رواه مسلم في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين، رقم 725.
[11] أخرجه أحمد (1319)، والترمذي في ((العلل الكبير)) (311)، والبزار (696).
[12] انظر: صفقات رابحة،  خالد أحمد أبو شادي، دار البشير للثقافة والعلوم، طنطا، الطبعة الأولى، 200م، ص40، نقله عن مجلة المجتمع الكويتية.