الشريف..

Cover Image for الشريف..
نشر بتاريخ

هذه أبيات نظمتها على عجل، وقرأتها في حفل تأبين الأستاذ الوالد محمد العلوي السليماني، رحمه الله وكتبه عنده في المحسنين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، الذي نظم ببيت الفقيد يوم الثالث من ذي الحجة سنة 1429هـ، الموافق لـلثاني من دجنبر سنة 2008.في التُرْب صار شريفُ الفعل والنسب

ياربِّ، اِرْحم حبيبا كان صنوَ أبـــي
يا قبرُ، ارفُقْ بجسم في ثراك ثــوى

قد عاش جسما كبير الأصل والحسـب
لبيت آل رسول الله نسبتُــــــه

أكرم بجسم له وصلٌ ببيت نــبـــي
ترجّل الفارسُ المغوار فانطلقـــت

تبكيه أفئدة بالدمع والخطـــــــب
رأيت جسما ذوى، والروح قائمـــةٌ

روحُ الرجولة والإكــــرام والأدب
روحُ الفضائل، والإحسانُ سيدُهـــا،

يُعطي بلا منَنٍ، يسعى بلا تَعَــــب
عرفتُ شمسَه في الإكرام مشرقـــةً

في الحرّ والقرّ لم تشحَب ولم تغِـــب
قد كان للجبر رفّاضا ومعترضــــا

لم يخش بطشَته، يوما، ولم يهَــــبِ
لم يَثنه الحجزُ في قبو الجحيــم، ولا

سجنُ الطغاة، ولم يرْتَبْ ولم يَغِــــبِ
مكائدُ المخزن الجبّار خائبـــــةٌ،

وصولةُ الظلم والطغيان لم تُصــــب
ولم يزل حدثُ الطوفان يذكــــره،

مع الحبيبين، في التاريخ والكتــــب
المرشدُ الفذ والملاّخ صاحبُـــــه؛

ثلاثةٌ كتبوا التاريخَ بالذهـــــــب
رفقُ الشريف له لونٌ يميــــــزه

في القول والفعل، في السّـرّاء والغضب
مراكشيٌّ أصيلٌ في دعابتــــــه،

دعابةٌ غرسُها في الجدّ لا اللعــــب
جدّ رزينٌ وهزلٌ لست تُنكـــــره،

والشرع ميزانه في الضيق والرحــب
قد كان مرشدنا الأستاذُ يُكبـــــره

ظن الحبيب المربي فيه لـم يخـــب
نؤبنُ الراحل الباقي بسيــــرتــه

حبا ورفقا وإكرامـــا بلا سبـــب
يا ربّ، هذي قلوبُ الحفل ضارعــةً

إليك أن تُعليَ المفقود في الرّتــــب
يا ربّ، هذي أكفّ الجمع داعيــــة

أن تٌكرم الميّت المحبوب بالقـــرب
وأن تُسلّي أهل الدار كلهـــــــمُُ

عزاؤنا واحدٌ، للأهل والصّحــــب