روى مسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا”.
فإن كان هذا فضل الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم، فكيف لا يستكثر منها المؤمن. وإنه لشح ما له مثيل أن يكتب المؤمن ذاكرا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكتب بين قوسين صادا صماء، ويحرم نفسه وقارئه من ذلك الفضل العظيم.
نكتفي بالصيغ الواردة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كثيرة.
والصلاة الإبراهيمية في التشهد وغيره هي العمدة. لا تذكر السيادة في الصلاة لكن لا مشاحة خارجها. ومن علمائنا من يحرصون على أن يذكر الاسم الشريف في الصلاة الإبراهيمية دون لفظ السيادة مطلقا. فلا نتخاصم على ذلك، ولا بأس.
صلاتنا على الرسول الكريم على الله عز وجل تبلغه، ويبلغه سلامنا، كما جاء في الحديث. فلنتأدب مع إمام الأنبياء وخيرة الخلق صلى الله عليه وسلم. وأول هذه الآداب تعظيمه في أنفسنا، ومحبته الموصولة بمحبة الله لا تنفك. ومن الآداب أن نهدي ثواب صلاتنا عليه لروحه الشريفة. ومنها أن نكثر من الصلاة عليه يوم الجمعة.
ولنحذر أن نبعد عن رحمة الله إن ذكر عندنا اسمه الحبيب فبخلنا عن الصلاة عليه، ومن هذا البخل الشنيع صاد بعضهم الصماء.
ولا يفوتنا كما يفوت الكثيرين أن المقصود من الصلاة عليه والتسليم والإكثار منهما هو صحبته ومحبته. فإننا إن أكثرنا ذكره كما أمرنا أصبحت صورته ومعناه في قلوبنا بمثابة النور الذي نهتدي به إلى ذكر الله ومحبته. نتيجة الصلاة على المحبوب المجتبى صلى الله عليه وسلم وصلتنا الدائمة به. فالصلاة صلة.
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الخير، لذلك أوصى بعض سلفنا الصالح أن يبتدئ المؤمن دعاءه ويختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: “فإن الله تعالى أكرم من أن يقبل الصلاتين ولا يقبل ما بينهما…”.