المجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان.. يدعم المقاومة الفلسطينية ويتدارس مدونة الأسرة والوثيقة السياسية (بيان)

Cover Image for المجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان.. يدعم المقاومة الفلسطينية ويتدارس مدونة الأسرة والوثيقة السياسية (بيان)
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه

بيان الدورة 25 للمجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان

انعقدت بحمد الله الدورة الخامسة والعشرون للمجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان يومي 5 و6 ربيع الثاني 1445 هجرية، الموافق لـ 21 و22 أكتوبر 2023 تحت شعار: «من الأقصى إلى الأقصى.. مع فلسطين وضد التطبيع»، وبحضور أعضاء المجلس وعدد من الضيوف. وتشرفت الدورة بكلمات لكل من فضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي ونائبه الأستاذ فتح الله أرسلان، ورئيس مجلس الشورى الأستاذ عبد الكريم العلمي، والدكتور عبد العلي مسؤول عضو مجلس الإرشاد.

انعقد المجلس في سياق خاص يتّسم بعدوان وحشي للاحتلال الصهيوني على إخواننا في فلسطين المحتلة بدعم وتغطية من قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف مع عدوانية هذا الكيان المجرم؛ وسياق محلي يميزه آثار وتداعيات الزلزال الذي ضرب مناطق من المغرب واستمرار ارتفاع الأسعار وكلفة المعيشة على المغاربة وتزايد خروقات حقوق الإنسان في ظل تغول السلطوية وتفشي الفساد.

وقد استُهل المجلس بكلمة رئيس الدائرة السياسية الدكتور عبد الواحد متوكل، الذي تحدث عن سياق انعقاد الدورة المتميز بحدثين هامين هما الانتصار التاريخي والاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية وما تلاه من فضح لعدد من الحكومات الغربية المتماهية مع الكيان الغاصب ومحاولاتها لشيطنة المقاومة التي كان فعلها مدروسا وليس مغامرة، وتجلى الحدث الثاني في الزلزال الذي كشف حدة المعاناة التي تعاني منها مناطق شاسعة من المغرب رغم الثروات التي تزخر بها، وتطرق الأستاذ متوكل لغياب دور الدولة حيث لم يجد المنكوبون سوى المغاربة لمواساتهم، وأثنى على جهود أعضاء وعضوات الجماعة في الميدان من اللحظات الأولى للزلزال. واستنكر الحملات المنظمة على الأخلاق وقيم المغاربة بشكل غير مسبوق، وندد بالتطبيع مع الكيان الصهيوني واستمراره في ظل هذه الجرائم البشعة.

كما عرف المجلس جلسة مع الأمين العام للجماعة الأستاذ محمد عبادي نوه فيها بجهود الدائرة السياسية، وذكر فيها بالحاجة إلى الجمع بين العدل والإحسان وأثنى على مجهودات المقاومة الفلسطينية التي تحرر الأمة وتبعث الأمل وسطها، ولذلك فهي معركة مصيرية تتطلب من جميع مكونات الأمة اليقظة والإسناد حتى تحرير الأرض والإنسان بشكل كامل.

وتميز المجلس كذلك بكلمة للأستاذ فتح الله أرسلان الناطق الرسمي للجماعة، تحدث فيها عن الأوراش المتعددة التي تشتغل فيها هيئات الجماعة بشكل تشاوري ومؤسساتي وتكاملي تفند الحملات المضللة التي تستهدف الجماعة، وعدد على سبيل المثال الورش التربوي الذي كانت ثمرته كتاب “السلوك إلى الله”، والورش التأطيري الذي كانت حصيلته “البرنامج التعليمي الجديد”، والورش السياسي الذي أثمر “الوثيقة السياسية”، والورش التنظيمي والميداني الذي بين حجم حضور الجماعة وسط المجتمع سواء خلال زلزال الحوز أو الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني وضد التطبيع.

جرى خلال هذا المجلس عرض ومناقشة التقريرين التنظيمي والأداء السياسي والمصادقة عليهما.

كما ناقش المجلس تعديل مدونة الأسرة من خلال عرض تضمن خلاصات واختيارات الجماعة ومقترحاتها في هذا الموضوع، وتطرق للمنهجية التشاركية التي سلكتها الجماعة بين كل مؤسساتها من أجل اتخاذ هذه المواقف.

وصدق المجلس على الوثيقة السياسية التي تم إعدادها انطلاقا من التصور العام للجماعة، وبناء على عقود من التجربة الميدانية ومشاركة كل المؤسسات المعنية، وتم من خلالها تقديم العديد من مداخل ومقترحات التغيير في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسيتم نشر هذه الوثيقة قريبا إن شاء الله.

وفي الختام، يعلن المجلس للرأي العام ما يلي:

1ـ التنويه بالإنجازات النوعية والاستراتيجية للمقاومة الفلسطينية، والتي سيكون لها الأثر البالغ في معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني في المستقبل.

2ـ التنديد بالحرب العدوانية للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وبالدعم الذي يتلقاه من بعض الحكومات الغربية المنحازة المستعدة لإغماض العين عن كل الانتهاكات والأعمال الوحشية وجرائم الحرب التي تمارس في الأراضي المحتلة، بما فيها تبريرها وكذبها عقب جريمة قصف المستشفى المعمداني، وسكوتها عن الجرائم ضد الإنسانية من تهجير وحصار وتجويع ومنع وصول الأدوية. وبالمقابل، نوه المجلس بالموقف المشرف للشعوب وأحرار العالم المناصرين للقضية الفلسطينية.

3- التنديد بتخاذل عدد من الأنظمة العربية التي تتفرّج على المذابح في حق الشعب الفلسطيني، وتكتفي ببيانات لا تحمي مظلوماً ولا تمنع عدوانا، فضلا عن فضائح هذه الأنظمة المتواطئة بتطبيعها مع الصهاينة.

4- الإشادة بهبة الأمة التي خرجت في الساحات العامة دعما لغزة وفلسطين وإسنادا لفصائلها المقاومة الباسلة. والتنويه الخاص بحركية الشعب المغربي التي لم تهدأ، والذي خرج في مسيرة مليونية يوم الأحد 15 أكتوبر 2023 ونفّذ المئات من الفعاليات التضامنية في عشرات المدن والمناطق، طالبت كلها بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال وطرد ممثل الكيان الصهيوني المجرم عن أرضنا الطاهرة.

5ـ الترحّم على شهداء زلزال الحوز وتارودانت وورزازات وفيضانات ليبيا وزلزال أفغانستان، والدعاء للجرحى، والإشادة بالتضامن الشعبي الواسع الذي عبّر عنه المغاربة عقب الزلزال. ولم يفت المجلس التنويه بمشاركة أعضاء وعضوات جماعة العدل والإحسان، إلى جانب كل الخيّرين في هذا الوطن، أداء للواجب، ووقوفا إلى جانب إخوانهم المنكوبين.

6ـ دعوة السلطات العمومية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة في التسريع بمستلزمات الإيواء الكريم وإعادة الإعمار.

7- التضامن مع كل المتضررين من السياسات العشوائية التي تستهدف فئات كثيرة من الشعب المغربي، آخرها المشاريع التي تستهدف نساء ورجال التعليم، الذين يخوضون معركة نضالية ضد النظام الأساسي الذي يروم الاعتداء على ما تبقى لهم من كرامة، والنيل من حقوقهم.

8ـ تجديد التضامن مع كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وفي مقدمتهم نشطاء حراك الريف والصحافيين والحقوقيين، والدعوة الصريحة لإطلاق سراحهم، بلا قيد أو شرط. وهنأ المجلس الدكتور محمد أعراب باعسو بمناسبة الإفراج عنه، مع التنديد بالحكم الجائر في حقه على خلفية مواقفه وانتمائه السياسي.

9ـ تثمين ما تقوم به الهيئات والأصوات الحرة في التدافع والترافع لصالح قضايا الشعب المغربي العادلة، ووقوفها في وجه الفساد والاستبداد، ودفعها لأثمان مواجهة السلطوية وتغوّلها.

10- الرفض القوي لاستمرار التضييق على الجماعة، والدعوة إلى وقف كل الإجراءات الانتقامية التي تنتهك أساسيات القانون (الحق في التعبير والتنظيم، الترسيب في المباريات، الإعفاءات الوظيفية، تشميع البيوت…) كما أكد المجلس على أن الجماعة ماضية في عملها المجتمعي السلمي والواضح والمسؤول، والتي لن يضعفها حصار أو تضييق، إذ لن تتخلى عن خطها في مواجهة الاستبداد والفساد، والاصطفاف إلى جانب الشعب وقضاياه.

وقد انتهت الدورة في جو مفعم بالإيمان في كنف الحب في الله، والمسؤولية، وختمت بالدعاء بالنصر للمقاومة وفصائلها، وبالرحمة لشهداء فلسطين والزلزال وعموم المسلمين، وبالشفاء للجرحى والمرضى.

الدورة 25 لـ “مقدس”
5 و 6 ربيع الثاني 1445، الموافق لـ 21 و22 أكتوبر 2023