بقرات بني صهيون تذبح

Cover Image for بقرات بني صهيون تذبح
نشر بتاريخ

 أشار “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام في أحد خطاباته ضمن معركة طوفان الأقصى إلى “البقرات الحمراء الخمس”، وهي إحدى المعتقدات اليهودية التي عمل عليها اليهود المتطرفون سراً مؤخراً، والتمهيد لهدم المسجد الأقصى. وأشارت تقارير إعلامية إلى خبر جلب الكيان لخمس بقرات حمر من الولايات المتحدة الأمريكية، وحسب المزاعم اليهودية فإنه بمجرد ظهور تلك البقرة سيأتى موعد نزول ما يسمى بـ”المخلص”، وبدأ الجميع يتساءلون حول علاقة هذه البقرات بتنفيذ المخطط الصهيوني المزعوم لتدمير المسجد الأقصى.

هناك خمس بقرات أخرى غير البقرات الحمر المشار إليها، التي جلبها الصهاينة كإيذان بقرب تنفيذ مخطط هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان المزعوم، هناك خمس بقرات معنوية تكونت عبر عقود من دماء الشهداء الفلسطينيين وجراحهم، ذبحتها المقاومة الفلسطينية ومن ورائها الشعب الغزاوي الأبي الصامد الشامخ بعد ملحمة 07 أكتوبر.

1. بقرة الإسلام فوبيا

سعت الحركة الصهيونية عبر رأس الشيطان؛ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من دول الغرب، إلى زرع الفوبيا من الإسلام وسط الدول اللأوروبية خاصة وباقي دول العالم عامة عبر إلصاق تهمة الإرهاب وفكرة الإرهاب وممارسات الإرهاب بالإسلام، فأصبح الإسلام يساوي في ذهن شريحة واسعة من المغربين الإرهاب، لكن جاءت أحداث طوفان الأقصى ومشاهدها التي بثتها المقاومة، خاصة تلك التي تعلقت بإطلاق سراح الأسرى لتذبح أولى البقرات الخمس التي سمنتها الصهيونية عبر عقود بأكاذيبها وأباطيلها لتكرس الإسلام فوبيا في ذهن الأوروبيين، وبعد 07 أكتوبر وما تلاها من إبادة جماعية من قبل الصهاينة تأكد للعالم أن الإرهاب هو الكيان وحلفاؤه من أمريكا ومن والاها.

2. بقرة السلام والاستسلام

حاولت السلطة الفلسطينية المتصهينة عبر التنسيق الأمني والإسهام بتحقيق استقرار أمني في الضفة، في تكريس فكرة السلام بين الصهاينة المحتلين والفلسطينيين أصحاب الأرض، كما حاولت تكريس فكرة الاستسلام في ذهن الفلسطينيين للمخططات الصهيونية، والإيمان بأن المقاومة ضعيفة عاجزة عن مواجهة الاحتلال بالسلاح، وأن أعتى سلاح هو مقولة عباس “سلمية ياناس، سلمية بترجاكم”، ولم تتوقف عند هذا الحد بل ساهمت في إضعاف المقاومة عبر الاعتقالات والمحاكمات الصورية.

لكن هذه البقرة ذبحتها المقاومة من الوريد إلى الوريد بعد ملحمة 07 أكتوبر، خاصة بعد أن أكدتها عقود من تفعيل هم السلام وفخ الاستسلام لم تصاحبها أي نتيجة غير مزيد من الاستيطان والأسر والتمادي على حقوق الفلسطينيين وإذلالهم بتواطؤ من السلطة الصهيونية.

3. بقرة معاداة السامية

كرست الأمم المتحدة فكرة جرم معاداة السامية عبر قانون أقرته حوكمت على إثره العديد من الشخصيات بعد أن انتقدت الاحتلال أو أشارت إليه، لكن أحداث طوفان الأقصى والمجازر المريعة التي ارتكبها الاحتلال، واستهداف المدنيين والمستشفيات والأماكن العمومية، جعل الشعوب الأوروبية والشعب الأمريكي ينسف هذه الفكرة ويتحدى هذا القانون الجائر، فكانت معاداة السامية إحدى أهم البقرات الخمس التي ذبحتها المقاومة بعد الملحمة الأسطورية في 07 أكتوبر.

4. بقرة التطبيع

خلال السنوات الأخيرة وبعد إفشال الربيع العربي والتقاء مصالح الأنظمة المستبدة في إسكات أصوات الشعوب المطالبة بالتغيير الجدري وإسقاط الفساد، مع الصهيونية التي كانت ترغب في وضع اللمسات الأخيرة لمخططاتها الاستيطانية الاستعمارية من خلال هدم المسجد الأقصى، التقت هاته المصالح وتزاوجت لتلد لنا ما سمي بالتطبيع، لكن ما إن بدأت هذه الخطوة حتى شاء الله أن تنهيها المقاومة وتخلط أوراقها، وهنا ذبحت إحدى أهم البقرات الخمس في المهد.

5. بقرة الشذوذ

كما هو معلوم أن أهم مخططات الصهيونية هو تدجين الشعوب وتضبيع عقولهم عبر بث سموم الفسق والفجور والانحلال، حتى يتسنى لها أن تنفذ مخططاتها دون أي مواجهة، كان أنذلها محاولتها تكريس الشذوذ وسط كل المجتمعات مهما كانت هويتهم أو ديانتهم. لكن مرة أخرى تكون كلمة الله هي العليا على أيدي المقاومة من خلال إسكات السعار الذي تسارع خلال السنوات الماضية لترسيخ الشذوذ بالعالم، وجرت رياح القيم بما لا تشتهيه الصهيونية العالمية، فأصبحت الشعوب تتبنى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية تحمل قيما سامية ونبيلة، عكس قيم الفسق والفجور التي كان يحاول الأخطبوط الصهيوني عبر أذرعه الإعلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية بثها وسط مجتمعات العالم، وبذلك ذبحت آخر البقرات الخمس، ليعلن أبو عبيدة في خطابه الشهير عن نهاية حلم بني صهيون في هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، رمزِ وطنهم القومي الوهمي.

خلفت انتفاضة المذبوح للبقرات الخمس ما نراه من مجازر أزاحت القناع عن الكيان المحتل وأساءت وجهه، لكن المقاومة بصمودها وصبرها ومصابرتها ومن ورائها شعب غزة العظيم ستتجاوز هذه المحنة وتحولها لمنحة النصر الموعود بإذن الله.