حرب الصهيونية ضد النطف والأجنة

Cover Image for حرب الصهيونية ضد النطف والأجنة
نشر بتاريخ

اعتاد المجرم الصهيوني أن يتفنن في أشكال تعذيب ومطاردة وحصار الشعب الفلسطيني منذ احتلاله للأرض، خاصة وأنه مدعوم من قبل دول الاستكبار العالمي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ويعلم علم اليقين أن القوانين الدولية التي صيغت لحماية الإنسان وحفاظا على حقوقه في الحرية والعيش الكريم لا تشمل شعوب العالم الثالث، فبالأحرى أرض يعتبرها العالم المتغول برأسماله أنها مدخل وبوابة أساسية لاستغلال ثروات العالم العربي والإسلامي.

ومن هنا تمت شرعنة كل أشكال الحيف والظلم ضد شعب فلسطين الأعزل، ومن ذلك محاولة إبادة هذا الشعب عن بكرة أبيه، فلم تكتف الجماعات الإرهابية من الصهاينة بقتل أبناء أرض فلسطين، بل أسست مجموعات متطرفة تدعو إلى تمزيق بطون الأمهات الفلسطينيات وإخراج الأجنة منها، ولم تكن هذه الدعوة سرا بل خصص لها المتطرفون قمصانا تحمل شعار بطن امرأة حامل وخنجر يفتح البطن، لم تحرك هذه المشاهد قريحة العالم الذي يدّعي الإنسانية، وترك المتطرفين يفعلون أفاعيلهم خلال عدة مجازر ارتكبت في حق شعب فلسطين وخاصة النساء والأطفال دون محاسبة المجرم؛ وتطور الأمر باعتقال عدد من النساء الحوامل في سجون الاحتلال وفي ظروف قاسية قصد التخلص من هذه الأجنة قبل ولادتها، وقصة الأسيرة الفلسطينية سمر صبيح نموذج لأعداد كبيرة من الأسيرات؛ حيث اعتقلت وهي حامل في مقتبل عمرها وفي شهرها الأول من الحمل بما تحمله هذه الفترة من معاناة وحاجة ماسة للرعاية، تمكث الأسيرة سمر داخل زنزانة تفتقر لكل مقومات الحياة وتنعدم فيها شروط الإنسانية، ويحين وقت وضعها لجنينها فيجبرها السجان على ولادة قيصرية وهي مكبلة الأيدي والأرجل، ويشتمها أطباء الاحتلال بقولهم أنها مخربة ومن ستنجبه سيكون مخربا أيضا، وتمنع من لمس هذا الجنين، هذا مشهد ترويه سمر وقد خلفت وراءها كثير من الأسيرات الحوامل اللواتي لم نسمع بعد أصواتهن.

وفي مشهد آخر من مشاهد الإجرام ضد الإنسانية يبتكر الكيان الصهيوني طرقا أخرى للقضاء على الولادات في صفوف الشعب الفلسطيني، وذلك باعتقال عدد كبير من الأزواج الفلسطينيين وأحيانا دون محاكمات لفترات طويلة تعرف بالسجن الإداري، وقد يعتقل الرجل بعد عقد قرانه مباشرة فتبقى الزوجة رهينة الانتظار دون معرفة المدة الزمنية التي سيقضيها زوجها في الأسر.

هذا الأمر جعل الأسرى يفكرون في أساليب جديدة لاستمرار الحياة واستمرار أجيال تقاوم وتدافع عن الوطن السليب، فبدأت عملية تهريب النّطف من قبل الأزواج بطرق غاية في التعقيد، لتصل عبر عملية مخطط لها غاية في الإحكام قصد تلقيح الزوجة بشكل صناعي، علما أن قليل من هذه العمليات عرفت نجاحا وأغلبها باء بالفشل.

ورغم الحرب المستمرة للقضاء على الأجنة والنطف لاجتثاث جذور الشعب الفلسطيني الأبي، إلا أن مقاومة هذا الشعب تتجاوز كل الحدود يقينا منهم بنصر الله تعالى، واليوم يستمر الكيان الغاصب في إجرامه بعدما أطاحت به عملية طوفان الأقصى لينتقم من المدنيين، وقد بلغ الجبن بالكيان الصهيوني المجرم توجيه قذائفه نحو المستشفيات التي تحتضن مواليد خُدّج داخل حضانات، بل بلغ به الجبن حدّ تعطيل الكهرباء وجميع الخدمات التي يحتاجها هؤلاء المواليد قصد إنهاء حياتهم، وبعد موت عدد منهم فرض على البقية إخلاء المستشفى قسرا رغم خطورة الأمر!

فهل يعتقد الكيان الصهيوني بإعلانه الحرب على جيل المستقبل أنه سيحرز انتصارا وستنتهي قضية فلسطين مع موت الكبار ونسيان الصغار؟ واهم كل الوهم هذا الكيان؛ فأجنّة الأمس ونطف السجون هي من تقاومهم في ساحة الوغى اليوم، وتذل جيشهم الذي قالوا عنه لا يقهر حتى أصبح أمام المقاومة بآلياته الحربية مجرد أشلاء وخردة غير قابلة لإعادة الاستعمال، بل أصبح هذا الجيش سخرية للعالم يدرك عواره ولا يقيم له وزنا خاصة وأنه لا يستأسد إلا على الضعفاء وصغار السن، وبعدما باتت نهايته وشيكة زاد خبثه ضد الأبرياء، وما هي إلا صورة يستدرج الله تعالى بها الظالمين ليأخذهم جميعا أخذ عزيز مقتدر.