سؤال:ماذا يعني ملتقى القدس الدولي بالنسبة للدكتور منير شفيق؟
جواب: ملتقى القدس الدولي مؤتمر هام جدا. في اعتقادي أنه جاء متأخرا شيئا ما.
وتكمن أهميته في أنه تأكيد على ثوابت الأمة العربية والإسلامية بالنسبة للقضية الفلسطينية بشكل عام، وقضية القدس بشكل خاص.
هذا التثبيت أمر ضروري اليوم لأن الدول الكبرى والدولة العبرية الصهيونية نسوا أن هناك أمة كبيرة جدا تدافع عن المسجد الأقصى ولم تسمح بأي شكل كان بانتهاكه، ولن تسمح بضياع قضية فلسطين، ذلك أن المغزى الكبير الذي يحمله هذا المؤتمر هو إحياء هذا التراث العظيم والذي لا يمحى ولن يمحى، وأظن أنه مهم من هذه الزاوية.
سؤال: ما دلالة انعقاد ملتقى القدس الدولي بإسطنبول؟
جواب: إسطنبول مدينة عريقة تحمل ذكريات عظيمة للأمة الإسلامية. فتركيا كانت دولة الخلافة. وأن تعود الحيوية اليوم لإسطنبول باستضافتها لهذا المؤتمر الذي تجتمع فيه الجمعيات الأهلية من كل أقطار العالم له دلالة عميقة. فتركيا من كبريات الدول الإسلامية.
سؤال: ماهي أهم الرسائل المتوخاة من هذا المؤتمر؟
جواب: وقوف ألأمة بأجمعها مع قضية القدس له دلالة عميقة. فعدد الذي شاركوا زاد عن 5000 مشارك يمثلون 65 بلدا وهو أكبر عدد في تاريخ مؤتمرات القدس على المستوى الشعبي. وهي في نظري رسالة كافية لتؤكد أنه اتفاق لدى الأمة على أن القدس عربية وإسلامية.
سؤال: هل لك أن تضعنا في المشهد الفلسطيني الآن، وما هي ملامحه؟
جواب: الذي يريد أن يقرأ المشهد الفلسطيني عليه أن يدقق في الوضع الذي يعاني العدو الصهيوني والأمريكي. نحن الآن نشاهد كيف خنس الجيش الصهيوني في حرب تموز بلبنان. خرج مزعزعا ومطأطأ الرأس، وبالنسبة للحكومة الإسرائيلية في حالة يرثى لها. ومن المفترض بأولمرت أن يكون مستقيلا الآن. والأمر كذلك بالنسبة لبوش لأن سلسلة الهزائم والإخفاقات ما زالت تلاحقه خلال ست سنوات الماضية. إذن من هذه الزاوية نستطيع أن نقول إن الوضع الفلسطيني بصورة عامة أصبح أقوى في ميزان القوة مقارنة مع المرحلة السابقة.
لكن هناك الإشكال الذي نشأ نتيجة الانقسام الفلسطيني الذي لولاه لكان الموقع أقوى بكثير. ورغم ذلك فأنا غير قلق على الوضع الفلسطيني ومن المحتم أن يعود الوفاق الفلسطيني ويعود الالتحام. وبذلك فميزان القوة في صالح الشعب الفلسطيني.
سؤال: يتميز خطاب الأستاذ منير شفيق بنبرة تفاؤلية رغم أن مؤشرات الواقع غير ذلك؟
جواب: كانت هناك أزمات أشد بكثير من الأزمة الحالية على الساحة الفلسطينية. المهم أن أعداءنا الذين يسيطرون على الوضع أنهم دخلوا في الأزمة ودخلوا في المأزق وهم الآن يتراجعون، لذلك فنبرة التفاؤل لا تقوم على غير أساس.
سؤال: يلاحظ وجود إسلامي بارز في المؤتمر، هل يمكن اعتبار ذلك تحولا في الصراع العربي الإسرائيلي؟
جواب: لا تستطيع أن تقول إنه تحول في الصراع بل هو خطوة إلى الأمام في حشد قوى الأمة في هذا الصراع.
سؤال: باعتباركم المنسق للمؤتمر القومي الإسلامي كيف ترون مستقبل التنسيق بين التيار القومي والتيار الإسلامي في العالم العربي؟
جواب: هذان التياران أصبحا اليوم متلازمين في العلاقة بينهما ولم يعد هناك “طابو” يمنع التواصل والحوار كما كان ذلك سابقا.
هناك اليوم تحديات سياسية كبيرة، لذلك اللقاء بين التيارين أصبح شيئا لازما. وعندما مارسنا هذا اللقاء عمليا وأخذت القضايا تطرح على مائدة البحث في الصراع لم نجد أي خلاف بين الإسلامي والقومي.
سؤال: ما تقويمكم للتنسيق المغربي في شأن القضية الفلسطينية؟
جواب: ألاحظ أن هناك نشاطا واسعا وحيويا خاصة على مستوى المجتمع الأهلي. وأعتقد أن المغرب فيه كل الخير وكل الأمل.
سؤال: كلمات من قاموس الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟ ما دلاتها بالنسبة للأستاذ منير شفيق؟
*الجدار: أرفض أن أسميه جدار الأبرتايد أو جدار الميز العنصري، لكن أراه نهب ألأرض ونزع الوطن. الجدار أراه جدار تهجير الأهالي والقرى.
*التهويد: زرع سكان من اليهود المستوطنين في أرض الفلسطينيين.
*الانتفاضة: أصبح الشعب الفلسطيني من أشكال مقاومته وممانعته، وأصبح يثبت للعالم أن هناك إجماعا كبيرا فلسطينيا من الكبار والصغار، الرجال والنساء …ينخرطون في الانتفاضة.
كلمة أخيرة أستاذ منير؟
على ألأمة أن تتوحد وأن لا تقع في مستنقع القطرية الضيقة وأن تخضع مشروعها القطري إلى المشروع النهضوي العام.