ذ. عبادي: شهر رمضان فرصة سانحة للانتصار على الأعداء، وفي مقدمتهم نفسُنا التي بين جنبينا

Cover Image for ذ. عبادي: شهر رمضان فرصة سانحة للانتصار على الأعداء، وفي مقدمتهم نفسُنا التي بين جنبينا
نشر بتاريخ

عدّ الأستاذ عبادي شهر رمضان المُبارك “شهر الانتصارات”، ويكفي في نظره تصفُّح التاريخ الإسلامي وكُتب السِّيرة للتأكد أن معظم الانتصارات في المعارك التي خاضها المسلمون كانت في شهر رمضان المُعظّم. وأرجع سبب ارتباط هذه الانتصارات بشهر رمضان “أن المسلمين انتصروا بداية على العدو الأكبر الذي هو النَّفْس”، التي وصفها بالأعادي؛ “نفسُك التي بين جنبيك”.

واعتبر فضيلة الأمين العام لجماعة العدل والإحسان شهر رمضان، وهو يواصل رحلته الماتعة في سلسلة سُرج التربوية الدعوية التي تبثها قناة قناة بصائر الإلكترونية خلال شهر رمضان الأبْرَك، شهر خوض الحرب مع هذا العدو الأكبر (النفس) وحليفيه الشيطان والهوى؛ إذ “إن الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش” كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولهذا اعتبر الأستاذ المربي في موعظته هاته “انهزامنا في صراعنا مع العدو الأكبر، يفضي حتما إلى انهزامنا في ساحات المعركة مع العدو الخارجي”، واستحضر هنا ما نشاهد اليوم في غزة حيث إخوتنا يخوضون المعركة وحدهم لا من يقف إلى جانبهم، لا من يساندهم خاصة من الحكام الذين يحولون دون الشعوب التي تريد مناصرتهم فعليا. واستخلص من ذلك أصل الداء الذي أصاب الأمة الذي هو “الوهن”، والذي إن بقي في الأمة سيكون بحسبه عدوها هو المنتصر دائما. وأصّل فضيلته لذلك بالحديث المعروف الذي قال فيه المعصوم صلى الله عليه وسلم “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت”.

وعلق على هذا الحديث بأن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نُصرت بالرعب يقذفه الله في قلوب أعدائها مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام “نُصرت بالرعب مسيرة شهر”. ويقتضي في نظره الانتصار في المعارك ضد أعداء الله وأعداء المسلمين التخلص من مرض الوهن “بتوجيه الحب لمن يستحقه؛ حب الله وحب رسول الله وحب المؤمنين وحب العمل الصالح، في حين ينبغي أن توجّه الكراهية بدورها لمن يستحقها وهو مجمل ما يشغل الإنسان عن الله عزّ وجلّ من الشهوات الملذّات والنّزوات والتّرف وما شاكل ذلك”.

واستخلص السيد الأمين العام للجماعة من كلمته هاته الجامعة الرقيقة أن معركتنا أساسا هي مع النفس إذا لم نتغلب عليها لا نطمح أن نتغلب على أعدائنا الخارجيين، مُعتبرا شهر رمضان “فرصة سانحة لكسب معركة النفس بجهادها وفَطمِها عن ملذّاتها وشهواتها، وإرغامها على القيام وقراءة القرآن وذكر الله، وبذل الأموال في سبيل الله تعالى حتى تتطهّر من الشّح والبخل ومن الخوف والجُبن”.