رهانات النجاح الأسري

Cover Image for رهانات النجاح الأسري
نشر بتاريخ

تعتبر الأسرة الخلية الأساس التي منها يتكون جسم أي مجتمع، وهي النواة الأولى التي تبني لنا التجمعات البشرية. وبالتالي، فبصلاحها تصلح المجتمعات وبفسادها تفسد.
فلا يمكن أن نتكلم عن استقرار أمة من الأمم في غياب استقرار الأسرة.
فالأسرة المستقرة أساس مجتمعات مستقرة، والأسرة المتماسكة تبني مجتمعا آمنا من كل الفتن، والأسرة الصالحة هي محور الأمة الصالحة.
لكن، هل يمكن أن نتكلم عن أسرة مستقرة تحت وطأة الظلم والاستبداد والفساد؟
هل يمكن لأسرة تعيش الجهل، والبؤس، والتفقير، والظلم بجميع أنواعه أن تساهم في بناء مجتمع مستقر؟!
هل يمكن لأسرة همها الأول والأخير هو كسرة خبز تسد بها رمقها ورمق أبنائها أن تحسن تخريج رجال حاملين غير محمولين؟
علاقة بنيوية تجمع بين الاستقرار الأسري والاستقرار المجتمعي،
خطان متوازيان، لا يستغني أحدهما عن الآخر: العمل على استقرار الأسرة وتماسكها، وبث روح المودة والرحمة والسكينة فيها..  والتدافع من أجل تغيير ما بالأمة من ظلم وبؤس وجهل، إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل.
فالعمل على بناء أسري متوازن متماسك، لتخريج أفواج من الحاملين لهم الأمة والمساهمين في صناعة المستقبل، ولتثبيت دعائم المجتمع الصالح القوي بأفراده وبمواطنيه.. من أهم مهمات من يطرق باب التغيير، وينشد التجديد لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعه، لا بعده، العمل على تثبيت دعائم العدل والحرية والمساواة، ومناهضة جميع أشكال الظلم والاستبداد.. لكي تحظى مؤسسة الأسرة بالحد الأدنى من الحقوق فتؤدي وظيفتها التربوية التأهيلية كما أراد الله تعالى.
وقد وزع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسؤوليات، وحدد لكل ذي موقع اجتماعي أو سياسي مهمته، ففي الحديث الذي رواه الشيخان: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته. فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته. والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها. والخادم في مال سيده راع، وهو مسؤول عن رعيته”.
لكل مسؤوليته البنائية والتي سيسأل عنها، تتكامل الوظائف بتكامل الأدوار، الإمام يضمن الأمن والعدالة للرعية رجالا ونساء، والرجال يضمنون الكسب الحلال لأهل البيت في ظل العدل وضمان الحقوق، والنساء راعيات في بيوت الأزواج، يحفظن الفطرة ويزرعن معاني حب الله وحب الخير لخلق الله، فيكون البناء على الأساس.
جهاد هو، إذا، على جميع الواجهات لبناء مجتمع متماسك بتماسك أسره، لنبني مستقبل الأمة الشاهدة بالقسط، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون سورة التوبة الآية 105.