بصم الشباب المغاربة مسيرة اليوم، الأحد 06 أكتوبر 2024، التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، بحضورهم المميز في العاصمة الرباط، إحياءً للذكرى الأولى لانطلاق ملحمة “طوفان الأقصى” ودعماً للشعبين الفلسطيني واللبناني.
الشباب الذين توافدوا بالآلاف إلى جانب باقي مكونات الشعب إلى شارع محمد الخامس مروراً أمام البرلمان المغربي، عبروا عن ارتباطهم بالقضية الفلسطينية التي تلخص “حقيقة الصراع بين معسكر الشر الذي يصر على الدوس على كرامة البشر واستغلالهم باسم مؤسسات المنتظم الدولي خدمة للمصالح الشخصية، بقيادة الصهيون-أميركية ومعها حلفاؤها الموضوعيون من بعض دول الغرب من جهة وبين معسكر أهل الحق الذين يسعون إلى التحرر من قيود الاستكبار العالمي”. كما يقول الطالب صابر إمدنين الكاتب الوطني لطلبة المغرب في حديث لبوابة العدل والإحسان ضمن مشاركته في هذه المسيرة.
المسيرة التي كان فيها حضور قوي للشباب الذين عبروا عن آرائهم الداعمة للقضية الفلسطينية وعن انخراطهم في نصرتها، أكد من خلالها ممثل أكبر منظمة طلابية نقابية في المغرب استعداد الشباب المغاربة – ومن ضمنهم الطلاب خصوصا في الجامعات – دوما على خدمة هذه القضية والتعريف بها ومناصرتها، وليس ذلك بأمر جديد على من يعتبرونها قضية مركزية ومصيرية.
ولفت المتحدث إلى أن دعم هؤلاء الشباب والطلبة للقضية الفلسطينية يتجاوز حدود المشاركة الرمزية. فقال: “نحن لا نكتفي بالمشاركة في المسيرات والوقفات الاحتجاجية، بل نعمل أيضاً من أجل نشر الوعي عبر كل الوسائل المتاحة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، كما أننا ننظم فعاليات طلابية متنوعة في الجامعات المغربية لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني. فضلا عن إسناد المقاومة الذي نعتبره موقفا أصيلا ودائماً وليس فقط في المناسبات”.
من جانبها الشابة سلمى التي كانت إلى جانب أختها هاجر، طالبة جامعية تبلغ من العمر 22 عاماً من جامعة القنيطرة، أعربت عن مدى افتخارها بالمشاركة في هذه المسيرة، قائلة: “فلسطين ليست مجرد قضية دولية، بل هي جزء من هويتنا العربية والإسلامية. نحن كجيل شاب ندرك حجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، ولن نكون صامتين. مشاركتنا اليوم تعبير عن رفضنا التام للتطبيع وعن تأييدنا للمقاومة الفلسطينية واللبنانية”. وأضافت موضحة أن الفعاليات الشعبية التي تشهدها المدن المغربية تعكس حجم الوعي المتزايد بين الشباب وضمنها مسيرة اليوم أمام البرلمان المغربي..
وشدد الشاب عبد الناصر، الذي ينشط في المجال المدني والحقوقي، على أهمية تذكير الأجيال الجديدة بالتاريخ النضالي للقضية الفلسطينية. وقال: “ذكرى ملحمة طوفان الأقصى هي مناسبة لتسليط الضوء على التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه”. وقال في حديثه إلينا أثناء مشاركته في المسيرة أمام البرلمان؛ إنه “من المهم أن نواصل إحياء هذه الذكريات لتعزيز وعي الشباب بقضيتهم المركزية”. مؤكدا أن الهدف من مشاركته في المسيرة هو الوقوف ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني والتأكيد على أن فلسطين ستظل دائماً قضية الأمة.
من جهتها الشابة هاجر التي تبلغ من العمر 21 سنة، أكدت أن مشاركتها تأتي استنكاراً للجرائم الصهيونية في حق الشعبين الفلسطيني وتلبية لنداء الواجب في نصرة المظلوم، وعبرت المتحدثة عن أسفها البالغ عن ما وصفته “عقلية قبول التطبيع من الجانب العربي مع من يقتل الأطفال والنساء ودنس مقدسات الأمة، بما في ذلك دولتنا”.
وبينما جددت هاجر مطالبها للدولة المغربية بوقف اتفاقية التطبيع مع هذا الكيان الغاصب وكل التفاهمات التي ترتبت عنه؛ قالت: “نحن هنا اليوم لنقول بصوت واحد؛ لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني. ويجب على الحكومات أن تستمع لأصوات شعوبها، وخاصة الشباب الذين يرفضون بشكل قاطع أي خطوة تؤدي إلى التخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني”. وأبرزت إدراك الشباب المغربي تماماً لتبعات هذا التطبيع على استقرار المنطقة بما فيها بلدنا وعلى وحدة الشعوب العربية.
وعرفت المسيرة، إلى جانب المشاركة الحضورية والقوية للشباب، مشاركة أيضا في التنظيم وفي قيادة الفرق التي ترفع الشعارات، وقد رفعوا أصواتهم معبرين عن أملهم في أن تستمر الجهود الشعبية عبر العالم الحر في دعم حقوق الفلسطينيين حتى تحقيق النصر ودحر الاحتلال.
المسيرة الوطنية التي شهدتها الرباط اليوم تجاوزت هدف إحياء مناسبة ذكرى “طوفان الأقصى”، إلى كونها منصة للشباب المغربي للتعبير عن التزامهم الدائم بالقضية الفلسطينية ورفضهم للتطبيع. ومن خلال تصريحاتهم، يتضح أن الشباب يضعون القضية الفلسطينية في قلب اهتماماتهم، وهم الذين أكدوا أهمية النضال الشعبي والشبابي في كل المستويات لدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية.