وماذا بعد الظلم…؟؟؟

Cover Image for وماذا بعد الظلم…؟؟؟
نشر بتاريخ

سنة الله تعالى ماضية في الأرض تتعاقب على الأزمنة والأمكنة، فتأخذ السماء والأرض منها العبرة وتوقنان بموعود الخالق كما يوقن كل مخلوق، عدا الإنسان المارق عن عقله الفاقد لحس وصوت العضلة الصنوبرية وهي بصيرة القلب الخافق للحق.

المنكر للباطل، هو الإنسان أو جله من قاده نهمه وحبه لسلطة الاستبداد وخرق سنة الله تعالى وأنى له ذلك، درب من العبث توحيه عنجهية العقل المظلم في عطالته وبطالته، فلا يدرك أين يضع يمناه من يسراه، فيحسب الظلم عدلا ويحسب الجور بذلا ويحسب أنين المقهورين رفقا، هو قاموس الاستبداد يحيك به سنته لعلها تكون الغالبة، ويا تراها من تغالب، سنة الله؟؟؟ وأي استكبار أشد من هذا؟ أنتجه فكر خواء يعربد بعدما اختلط في كيانه ظلام دامس لا صبح فيه، وأطبق على عينيه ضباب لا ينبلج منه نور يخرس الأصوات فلا يسمع إلا صدى صوته وهو سوط يجلد من بحت أصواتهم تنادي الخلاص الخلاص…

لمن الخلاص؟؟ لفلسطين الجريحة أو مصر القريحة أو سورية الذبيحة … للمغرب المنهوب من أشباح تمتص دماء مواطنيه وتنزل بهم الخطوب، ويكشر الظلم عن أنيابه يفترس أوصال الشعب المسلوب، وتدك أضلع أساتذة الغد في مشهد تباركه أيادي النظام الغاشم وترعاه حاشية الطاغوت وبدائلهم، جيل ممسوخ يقبل الأيادي في خضوع ويركع في ذل وخشوع، ويلبي تلبية سمعنا وأطعنا وإن كان القول منكرا بواحا دون رجوع.

هذا هو مواطنهم الصالح أبكم أصم أعمى، لا يرى إلا ما يرون، ولائحة المظالم طويلة … هذه هي سنتهم على الأرض يدافعون بها سنة الله تعالى ومن ساندها، فيكون جزاء من حمل لواء الدفاع عن سنة الله تعالى واسترداد المظالم لأصحابها وإحقاق الحق ونبذ الحيف، وتعريف الناس بخالقهم وهو الحق الأول للخلق، يكون نصيبهم المنع، ثم المنع، ثم المنع …ثم الاعتقال ثم تلفيق التهم ثم المتابعة…

إنه الغباء بعينه، فسنة الله تعالى ماضية، وأهل الظلم الى فناء، وأهل الحق باقون وهم ورثة الأنبياء.

ماذا بعد الظلم؟ سؤال تجيب عنه سنة الله تعالى، انبلاج صبح العدل المشرق، وبزوغ الحق الواثق، وصفاء العيش اللائق وقلب ينعم بحب خالقه حرا خافقا.