أرقام صادمة تلك التي حملتها المذكرة الإخبارية للمندوبية السامية للتخطيط حول وضعيَّة سوق الشغل بالمغرب خلال الربع الأوَّل من العام الجارِي. أرقام تترجم الارتفاع المطرد للبطالة وسط الشباب المغربي، وتبخر عشرات الآلاف من فرص الشغل في الفترة الممتدة على مدى العام الماضي.
ويترجم وطأة الوضعية الصاعدة في درجات الأزمة رقم الـ114 ألف شخص الذين انضموا مكرهين إلى قافلة العاطلِين عن العمل ما بين الفصل الأول من العام الماضي والفصل ذاته من العام الحالي، منها 70 ألف عاطل في المدن و40 ألفًا بالبوادي. وبهذا ارتفع معدل البطالة بالمغرب بحسب المذكرة من 9,4 بالمائة إلى 10,2 بالمائة خلال الفترة نفسها، مسجلا بذلك ارتفاعا ب 0,8 نقطة.
وفي هذا السياق ارتفع معدل العاطلين الشباب البالغين ما بين 15 و24 سنة من 19,5 إلى 20,2 بالمائة، ولدى حاملي الشهادات من 16,5 إلى 17,5 بالمائة. على أن المذكرة أكدت أن 29 بالمائة من العاطلين هم في هذه الوضعية بسبب الطرد أو توقف نشاط المؤسسات المشغلة لهم.
وبتدقيق النظر في الأرقام الواردة في مذكرة المندوبية السامية للتخطيط، وبغض النظر عن الهوة السحيقة بين هذه الأرقام وبين ما تكابده شرائح واسعة من الشعب المغربي وخصوصا منه الشباب في الواقع المعيش، فإن هذه الأرقام تترجم هذا الواقع المزري الذي تتخبط فيه البلاد.