عبر الدكتور عبد الواحد متوكل عن تضامن الجماعة ومواساتها “للمعتقلين وأسرهم وذويهم ومحبيهم”، وعن رفضها المطلق “لهذه الأحكام التي نعتبرها، كما يعتبرها كثير من الناس والمنصفين والحقوقيين والقانونيين، أحكاما جائرة وظالمة”، مضيفا أن هذه المحنة “فيها ألم وفيها تفريق بين المرء وزوجه وذويه وأحبابه وأقاربه، وفيها سجن وفيها ظلم… ولكن فيها في نفس الوقت شرف معارضة الظلم والطغيان، وفيها شرف الموقف والثبات على الحق، فنرجو أن يحتسبوا هذا العمل لله وهو سينصرهم عاجلا أم آجلا”.
وعن سؤال الغاية من هذه الأحكام الثقيلة أجاب عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان ورئيس دائرتها السياسية قائلا:
“أنا قرأت لبعض من يكتبون ويتحدثون، وقد عبر كثير منهم عن استغرابهم لهذه الأحكام، واعتبروها مفاجئة، ولم يكونوا يتوقعونها… وأنا، بصراحة، لا أرى الداعي إلى استغراب هذه الأحكام، لأنها منسجمة تمام الانسجام مع منطق ونظام الحكم السائد في البلد”.
وتساءل متوكل في حواره مع الأستاذ محمد بلفول في برنامجه “لقاء خاص”، في موضوع الأحكام الجائرة في حق نشطاء الريف، والذي تنشره مساء اليوم قناة الشاهد الإلكترونية: “كيف نستغرب وكأن هذا حدث استثنائي، وكأنه يقع لأول مرة، وكأن المعهود في نظامنا القضائي أو في نظامنا السياسي هو وجود عدالة وحقوق واستقلالية للقضاء وشروط المحاكمة العادلة؟”.
وأضاف أن “هذه أشياء غير موجودة، وبالتالي كانت هذه الأحكام منطقية وطبيعية ومنسجمة مع ما هو موجود في البلد”.
واستدرك بأن الأحكام الصادرة في حق شباب الريف وفي حق الصحفي المهداوي “أحكام قاسية، ولكن، كما قلت، القسوة هي أسلوب للحكم في هذا البلد، وهي برنامج للحكم في هذا البلد. والقسوة تتجلى في كل مجالات الحياة وليس فقط في السياسة القضائية. القسوة تتجلى في السياسة الصحية؛ وقبل أيام رأينا شريطا لامرأة وهي تلد على الأرض. هل هناك قسوة أكبر من هذه لامرأة تلد في ظروف بشعة؟ القسوة تتجلى أيضا في التعليم حيث نرى الظروف الكارثية التي يعيشها حيث تحولت مدارسنا إلى ساحات للإجرام ولرواج المخدرات والموبقات وغيرها… القسوة في الإدارة حيث الإهانة والتسويف والتماطل… إذن القسوة هي برنامج لنظام الحكم، ولهذا فهذه الأحكام تنسجم مع أسلوب الحكم وبرنامج الحكم المعتمد وهو برنامج للقسوة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.
ولنا عودة إلى هذا الحوار لاحقا إن شاء الله.