في سلسلة “آيات في المنهاج” التي تبثها قناة الشاهد الإلكترونية وتتدبر آيات قرآنية تؤصل لمفاهيم منهاجية بالاعتماد على كبار المفسرين وعلى ما أثله الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في كتبه، يتحدث الدكتور رشيد عموري عن قوله تعالى:
لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
فيقول:
قال المفسرون إن هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أقواله وأفعاله وأحواله صلى الله عليه وسلم. وتتحدث سورة الأحزاب التي وردت فيها هذه الآية عن حصار المشركين لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتدعو الآية إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في صبره ومجاهدته للأعداء.
الإمام عبد السلام ياسين تحدث عن هذه الآية فقال إنه لا أسوة لنا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بشرط رجاء لقاء الله تعالى وذكر الله كثيرا. فإذا كان حظنا من الذكر قليلا ولم نكن نرجو الله واليوم الآخر فلا أسوة لنا فيه صلى الله عليه وسلم.
التأسي الكامل برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدر عليه إلا الصادقون المصدقون بالله وباليوم الآخر وبوعده الذي أعطى الذاكرين الله كثيرا الفضل والأجر الجزيل.
من الصدق في الذكر أن نثبت عليه ونداوم عليه ونكثر منه وإلا فحظنا من الأسوة قليل جدا. والمعين في هذا هو صحبة الذاكرين والصادقين المصدقين الذين يرجون الله واليوم الآخر.