سل عصبة الشرك حول الغار سائمةً
لولا مطاردة المختار لم تسم
هل أبصروا الأثرالوضّاء أم سمعوا
همس التسابيح والقرآن من أمم
وهل تمثّل نسج العنكبوت لهم
كالغاب والحائمات والزغب كالرخم
فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم
كباطل من جلال الحقّ منهزم
لولا يد الله بالجارين ما سلما
وعينه حول ركن الدين لم يقم
تواريا بجناح الله واستترا ومن
يضمّ جناح الله لا يضم
يا أحمد الخير لي جاه بتسميتي
وكيف لا يتسامى بالرسول سمي
المادحون وأرباب الهوى تبع
لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
مديحه فيك حبّ خالص وهوىً
وصادق الحبّ يملي صادق الكلم
الله يشهد أنّي لا أعارضه
من ذا يعارض صوب العارض العرم
وإنّما أنا بعض الغابطين ومن
يغبط وليّك لا يذمم ولا يلم
هذا مقام من الرحمن مقتبس
ترمي مهابته سحبان بالبكم
البدر دونك في حسن وفي شرف
والبحر دونك في خير وفي كرم
شمّ الجبال إذا طاولتها انخفضت
والأنجم الزهر ما واسمتها تسم
أحمد شوقي