أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 390 فلسطينيا وإصابة 734 في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، ليرتفع عدد الشهداء إلى 20 ألفا و57 شهيدا وإصابة 53 ألفا و320 شخصا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، نتيجة القصف المستمر للآلة الحربية للعدو الصهيوني، أزيد من سبعين في المائة منهم من الأطفال والنساء والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة، وتدمير ثلثي مباني القطاع.
قصف همجي يهدف إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتدمير الكلي للمنطقة، ويستهدف كل مقومات الحياة، توازيه اعتداءات على الرهائن وإعدامات ميدانية، وتعذيب وقتل للمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وقطع للماء والغذاء والكهرباء والنت، وقصف للمستشفيات وأماكن اللجوء.. جرائم حرب بالجملة أكدت ضعف جيش الاحتلال الصهيوني المدعوم بأعتى الأسلحة التي تمده بها دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، وعجز قيادته عن بلوغ الأهداف التي أعلنت عنها في بداية الحرب، حيث يسعى كيان الاحتلال للتغطية على إخفاق جيشه في المعارك الدائرة على الأرض والذي يتكبد الهزائم تلو الأخرى كل يوم، يعلن عن بعض نتائجها ويحجم عن ذكر أكثرها، ولعل من أكبر تجلياتها سحب لواء غولاني من غزة بعد 60 من مشاركته في هذه الحرب القدرة أمس الخميس 21 دجنبر، مما يدل على حجم خسائره سواء على المستوى البشري أو على مستوى المعدات والآليات، خصوصا بعد إجماع فصائل المقاومة على رفض أي مفاوضات حول هدنة مؤقتة وتبادل أسرى إلا بشروط معينة على رأسها الوقف الكامل لإطلاق النار، وهو ما يعكس ثقتها الكاملة في إمكانياتها وقدراتها القتالية.
جرائم فضحت الطبيعة الإرهابية لدولة الاحتلال ومعها أمريكا وباقي الدول المساندة، وأسقطت القناع عن كل الترسانة الحقوقية والقانونية التي كانوا يروجون لها، والتي تحطمت على صخرة الصمود والإباء والشجاعة التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية الموحّدة ضد العدو وحاضنتها الشعبية؛ التي لم تفلح كل جرائم المحتل في الفت في عزيمتها، بل لم تزدها إلا يقينا في صوابية اختيارها وإصرارا على المضي في طريقها إلى نهايته.