بسم الله الرحمن الرحيم
جماعة العدل والإحسان
الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله
أرضية الندوة الفكرية: الشباب ورهانات البناء والتحرير
يذكرنا تاريخ حركات التحرر ومشاريع بناء الحضارات بالأيادي البيضاء للشباب على الشعوب، وفعله الحاسم في أشد لحظات مقاومة الاستكبار ومنعطفات إعادة البناء. ونشهد في حاضرنا صورا ناصعة لمشاهد المقاومة والصمود، وصفحات مشرقة من التاريخ الإنساني التي سطرها -في تلاحم وتآلف مع باقي فئات المجتمع- الشباب الفلسطيني من خلال ملحمة طوفان الأقصى، وما استتبعه من مقاومة باسلة واستماتة فريدة وفداء جليل، شكل عنصر إلهام وباعث حراك شبابي عالمي، تعددت تعبيراته وتوسعت تأثيراته وتنوعت أشكاله وتجلياته. وهو ما أعطى مؤشرا بارزا في مسارات صناعة الوعي والترافع عن قضايا التحرير ومناصرة القضايا العادلة للشعوب. كما أعاد إلى الواجهة نقاش طبيعة الأدوار الطلائعية التي يمكن أن يضطلع بها الشباب -الحامل للقضية الواعي بعمقها المتحفز للدفاع عنها- في هبة الشعوب وبعث الأمل في التغيير وقيادة مشاريع التحرير وإنجاح معارك البناء والتطوير. فقد وصف القرآن الكريم مرحلة الشباب بالقوة بين ضعفين: ضعف الطفولة وضعف الهرم في قوله تعالى: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ”(سورة الروم، آية 54). قوة الجسد والعزيمة والإرادة والحيوية والعطاء.
وفي سياق هذا النقاش، تطرح العديد من التحديات والتحولات الراهنة والمتغيرات السلوكية والقيمية المتسارعة في العالم، بمختلف أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، والتي تشكل عقبات تكبح الإسهام الفعلي للشباب في البناء والتحرير، وتقمع صرخاته الرافضة للإقصاء والاحتقار “الحكرة” والمطالبة بالكرامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وبالتحرر من قيود الاستبداد المحلي والاستكبار العالمي، في تعبيرات مبدعة ومتجددة جسدتها الحركات الاحتجاجية بالشارع العام والملاعب ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، حيث تعالت نداءات الشباب ومطالبه الرافضة لسياسات الإلهاء والتهميش والمطالبة بالإنصاف الاقتصادي والتمكين الاجتماعي والكرامة الإنسانية.
لقد أضحى الجميع يدرك أن تدبير المسألة الشبابية وغيرها من قضايا الأمة يستوجب وجود مشروع مجتمعي متكامل، وإرادة حقيقية للتغيير من أجل بناء وطن الحرية والكرامة. ولا شك أن وجود قراءات ترصد وتحلّل وتقيّم واقع وأفق الشباب أمر مطلوب، خاصة تلك التي تتم بعيون الشباب أنفسهم، فقد كان الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله يعتبر أنّ “مسؤوليتنا أنْ يصبح الشباب دواء لمشكلة الشباب” (المنهاج النبوي، موسوعة سراج، ص 352). فذلك يجعل القراءات تكتسي طابع الواقعية والموضوعية وتشخص أصل الداء؛ وتُبَصِّر بالتحديات والتحولات المجتمعية؛ وتُنتج الرؤى والأفكار والمداخل التغييرية؛ وتَفتح أفق الاستشراف. وهو ما يتطلب تكثيف فرص التقاء الشباب واستدامة الحوار والنقاش بينهم بغية التفكير الجماعي في سبل بناء مغرب أفضل يستجيب لتطلعاتهم لغد الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
أهداف الندوة:
تروم هذه الندوة تحقيق الأهداف التالية:
§ مساءلة الواقع الشبابي الراهن، من خلال القراءة في منجز مختلف الفاعلين في الحقل الشبابي.
§ الوقوف على تحديات وإكراهات ومتغيرات الوضع الشبابي.
§ مناقشة الرهانات والآفاق المستقبلية من أجل البناء والتحرير المنشودين.
محاور الندوة:
ستتم مقاربة موضوع الندوة من خلال التطرق للمحاور والمواضيع الآتية:
§ حاجات الشباب الملحة والمتجددة على ضوء التحديات والفرص المطروحة أمامهم في عالم متحول.
§ أدوار الشباب ومساهماتهم في مشاريع التحرر والبناء.
§ خطاب المسألة الشبابية وأسئلة التأثير والمواءمة والتجديد.
§ الشباب ومشاريع الحوار المجتمعي ومسارات العمل المشترك والنضال الوحدوي.
تدابير الندوة:
§ تنظم هذه الندوة ضمن فعاليات الذكرى الثانية عشرة لوفاة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله.
§ تعقد هذه الندوة حضوريا يوم الأحد 8 دجنبر 2024 صباحا.
§ تقدم مداخلة المشاركين في الندوة في حدود 15 دقيقة.
نسأل الله السداد والتوفيق في القول والعمل.