تمهيد
قال الله تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات، مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا، ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.
إن الحج فريضة من فرائض الدين، وركن من أركانه، ودعامة من دعائمه التي يقوم عليها، والحج شرعه الله موسما سنويا يلتقي فيه المسلمون عباد الله على بساط واحد، غايتهم واحدة، على أصفى العلاقات بينهم وأنقاها، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا الله على أكرم بقعة على وجه المعمور، شرفها الله وهي مكة المكرمة زادها الله تشريفا وتعظيما.
والحج لغة هو القصد مطلقا واصطلاحا هو قصد مكة لأداء المناسك وعبادة الله كما أمر، استجابة لأمر الله وابتغاء رحمته ورضوانه إذ أمر بالحج في قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت.
والحكمة في عبادات الإسلام وشعائره بصفة عامة، أنها تطهر النفوس من آثار الذنوب، ليصبح أهلا لكرامة الله، وهي تهدف إلى خير الدنيا والآخرة. ومن هنا كان الحج عبادة يتقرب به المسلمون إلى مولاهم وخالقهم، فتصفو بها نفوسهم، وتشف قلوبهم، وتزكو بها أفئدتهم، في ظلال النفحات الربانية الإلهية، وترفرف أرواحهم مع نسمات الأنس والقرب من مولاهم، فتعم الأخوة الإيمانية بينهم، وتربط بينهم أواصر المحبة، رغم اختلاف الأقطار وتباعد الديار.
وقد رغب الشارع في أداء فريضة الحج، وإليك بعض ما ورد في ذلك:
منها قوله: “أفضل الأعمال: إيمان بالله ورسوله، ثم جهاد في سبيله، ثم حج مبرور” 1 .
وقوله: “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه” 2 .
وقوله: “تعجلوا إلى الحج -يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له” 3 .
وقول النبي في خطبته “أيها الناس، إن الله قد فرض عليكم الحج فحُجُّوا” 4 .
وقال عليه الصلاة والسلام: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خَبَثَ الحديد، والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة” 5 .
وقوله: “الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم” 6 .
وقوله: “ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج الى مسجد من مساجد الله عز وجل ورجل خرج غازيا في سبيل الله عز وجل ورجل خرج حاجا” 7 .
كما رَهَّبَ رسول الله صلى اللهه عليه وسلم من ترك (الحج والعمرة)، وحذر من التقاعس عن فعلهما، بما لا مزيد عليه.
فقال: “لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من كان له جَدَّةٌ (سعة من المال)، ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين” 8 .
وروي أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: “من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو منع من سلطان جائر ولم يحج، فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا” 9 .
آداب الحج وأسراره
وإن المرء ليعجب من أناس يسرالله لهم الحج إلى بيته العتيق فما انتفعوا بالنفحات الربانية التي تهب سحاء رخاء في تلك البقاع، وما تعرضوا لها، فحرموا والله من ذلك الخير، إذ لم يعظموا حرمات الله، ولربما أضاع بعضهم الصلاة في الحرم واتبع الشهوات وتشعبت به الأهواء. والله يقول: ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه، ويقول سبحانه: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. فلا ينبغي للمؤمن أن يغفل الجانب الروحي والبعد الإيماني الذي هو روح الحج و لبه والذي من أجله شرع الله الحج، والمشار إليه في المقام الأول في قوله تعالى: ليشهدوا منافع لهم، وفي قوله تعالى: فمن فرض فيهن الحج فلا رقث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واتقون يا أولي الألباب. ولا يليق بالمؤمن أن ينسى أن قصده في الحج هو الله جل جلاله و تحقيق العبودية لله وذكر الله الذكر الكثير، يقول المولى جل وعلا: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا.
وقد تنبه الحكيم الهندي العلامة ولي الله الدهلوي في كتابه حجة الله البالغة إلى أهمية الحج في استيعاب أشواق الروح وإرواء غليلها وإرضاء نزوعها فقال: وربما يشتاق الإنسان إلى ربه أشد شوق فيحتاج إلى شيء يقضي به شوقه فلا يجد إلا الحج)، و يقول العلامة أبو الحسن الندوي حين تحدث عن هذا المعنى: ولولا هذه الصفات العليا وأسماء الله الحسنى التي نطق بها القرآن، ووردت في السنة، وهام بها الهائمون وسبح بها المسبحون وسبح في بحارها ونزل في أعماقها الغواصون، لكان هذا الدين خشيبا هامدا، لا يملك على أتباعه قلبا، ولا يثير فيهم عاطفة، ولا يبعث فيهم حماسة، ولا يحدث في القلب رقة، ولا في الصلاة خشوعا، ولا في العين دموعا، ولا في الدعاء ابتهالا، ولا في الجهاد تفانيا، وكانت علاقة العبد بربه علاقة محدودة ميتة، لا حياة فيها ولا روح، ولا مرونة ولا سعة، وكانت الحياة رتيبة خشيبة، لا عاطفة فيها ولا أشواق، ولا حنان فيها ولا هيام، وإذن فأي فرق بين الحياة أو الموت وبين الإنسان والجماد؟).
الآداب الدقيقة في الحج
1- أن تكون النفقة حلالا وأن يكون قصده زيارة بيت الله وأداء ما فرض الله من مناسك الحج ويكون همه مجردا لله تعالى وقلبه مطمئنا منصرفا إلى ذكر الله وتعظيم شعائره.
2- طيب النفس بالبذل والإنفاق من غير تقتير ولا إسراف وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول: أفضل الحاج أخلصهم نية وأزكاهم نفقة وأحسنهم يقينا. وقال أيضا: من كرم الرجل طيب زاده في سفره.
وقيل في معنى الحج المبرور: طيب الكلام وإطعام الطعام.
3- ترك الرفث والفسوق والجدال كما نطق به القرآن.
والرفث اسم جامع لكل لغو وفحش وخنى من الكلام ويدخل فيه مغازلة النساء والتحدث بشأن الجماع ومقدماته.
والفسوق اسم جامع لكل خروج عن طاعة الله عز وجل، والجدال هو المبالغة في الخصومة والمماراة مما يورث الضغائن ويفرق الهمة ويناقض حسن الخلق. فلا ينبغي أن يكون كثير الاعتراض على رفاقه بل يلين ويخفض الجناح والمؤمن هين لين إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يألف. وقيل سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال.
4- أن يكون متواضعا مبتعدا عن أسباب التفاخر والمخيلة فيكتب في ديوان المتكبرين وفي الحديث “يقول الله تعالى: انظروا إلى زوار بيتي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق” 10 .
5- أن يكثر من الصدقة فإن الدرهم في الحج بسبعمائة درهم، فإن الحج جهاد فكل خسران أصابه أو أذى احتمله بمثابة شدائد في سبيل الله لها ثواب فلا يضيع شيء عند الله والأجر على قدر المشقة.
من فقه أسرار الحج
اعلم أن أول الحج الفهم، ثم الشوق، ثم العزم عليه ثم قطع العلائق المانعة منه ثم إعداد الزاد فالمركب، ثم الخروج، ثم المسير في الطريق، ثم الإحرام من الميقات، ثم دخول مكة، ثم أداء مناسك الحج، وفي كل واحدة من هذه الأمور تذكرة للمتذكر وعبرة للمعتبر وإشارة للمؤمن الفطن. فلنقف على أسرارها فهي بدون شك روح الحج ومغزاه، ولبه ومعناه.
– الفهم
فهو فهم قيمة الحج في الدين فإذا علم أن الكمال إنما هو التجرد عما سوى الله فقد أنعم الله على هذه الأمة بالحج إذ فيه التجرد عن الأهل والترفه وفيه اختيار الغربة عن الأقارب والعشائر والمساكن، بل وفيه أعمال كثيرة لا حظ للنفس والعقل فيها.
– الشوق
فإنما ينبعث الشوق لزيارة بيت الله عز وجل، إذ شرفه بالإضافة إلى نفسه ونصبه مقصدا لعباده. فقاصده قاصد إلى الله طامع في رضاه راجيا النظر إلى وجهه الكريم في دار القرار، فالشوق إلى بيته يشوقه إلى رب البيت والمحب مشتاق إلى كل ما إلى محبوبه إضافة والبيت مضاف إلى الله عز وجل.
– العزم
فإنما يعزم على مفارقة الأهل والوطن ومهاجرة الشهوات واللذات متوجها إلى أعظم بقعة، وليعلم أن عزمه يجب أن يكون صحيحا وتصحيحه هو إخلاصه فليبعد عزمه عن كل شوائب الرياء والسمعة والشهرة والجاه فإن الله لا يقبل من العمل إلا إذا كان خالصا لوجهه الكريم.
– قطع العلائق
ومعناه رد المظالم والتوبة النصوح فلا يقدم على الله قدوم العبد العاصي فيرد.
ومعناه قطع علاقة القلب عن الالتفات إلى ما وراءك لتكون متوجها إليه بوجه قلبك كما أنك متوجه بوجه ظاهرك وقالبك. وليتذكر عند قطعه العلائق لسفر الحج قطع العلائق لسفر الآخرة وهذا السفر آت لا محالة.
– الزاد
أن يعلم أن زاد الآخرة هو التقوى فليعمل على استكثاره فإن سفر الآخرة أطول وأصعب وأن كل ما عداه يتخلف عنه بعد الموت فلا يجده. فليتزود لمعاده قبل حلول رمسه وكنفه.
– المركب أو الراحلة
وليتذكر المركب الذي سيركبه إلى الآخرة وهو الجنازة التي ستحمل عليها وركوب هذا المركب مستيقن وتيسر أسباب السفر فوق مركب الدنيا مشكوك فيه. وليتذكر قوله ناصحا أبا ذر: “يا أبا ذر جدد السفينة فإن البحر عميق، وأكثر الزاد فإن السفر طويل، وخفف الحمل فإن العقبة كؤود.”
– شراء ثوبي الإحرام
فليتذكر عنده كفنه ولفه فيه، فإن كان سيلقى بيت الله إلا ملفوفا بثوبي الإحرام مخالفا عادته في اللباس فإنه سيلقى الله عز وجل بعد الموت في زي مخالف أيضا لزي أهل الدنيا وهو كفنه ليس فيه مخيط.
– الخروج من البلد
أن يتذكر الخروج من القبر إذ لا يدري مآل أمره وليحضر في قلبه رجاء الوصول والقبول ثقة بفضل الله. وليرج أنه إن لم يصل وأدركته المنية لقي الله وافدا إليه، إذ قال جل جلاله: ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله.
– أما دخول البادية إلى الميقات
فليتذكر فيها ما بين الخروج من الدنيا بالموت إلى ميقات يوم القيامة وما بينهما من أهوال.
– أما الإحرام والتلبية من الميقات
فليتذكر المحرم الملبي عند رفع الصوت بالتلبية إجابة نداء الله، ونداء الخلق بنفخ الصور وحشرهم من القبور وازدحامهم في عرصات القيامة مجيبين لنداء الله. فارْجُ أن تكون مقبولا واخش أن يقال لك لا لبيك ولا سعديك.ر وى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله: (اذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال، وحجك مأجور غير مأزور. واذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناَد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور”. قال سفيان بن عينية: حج علي بن الحسين رضي الله عنه فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه ووقعت عليه الرعدة فلم يستطع أن يلبي فقيل له لم لا تلبي فقال أخشى أن يقال لي لا لبيك ولا سعديك. فلما لبى غشي عليه ووقع عن راحلته، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه.)
– أما دخول مكة
فليتذكر أنه في حرم الله آمنا وليخش أن يكون أهلا للقرب فيكون بدخوله خائبا وليكن رجاؤه في جميع الأوقات غالبا.
فليستحضر عظمة البيت في القلب وليقدر كأنه مشاهد لرب البيت وارج أن يرزقك الله النظر إلى وجهه الكريم كما رزقك النظر إلى بيته العظيم.
– الطواف بالبيت
وليتذكر أنه بالطواف متشبه بالملائكة المقربين الحافين من حول العرش الطائفين حوله. واعلم أنه ليس المقصود طواف الجسم بل طواف القلب بذكر رب البيت في حضرة الربوبية واعلم كذلك أن الطواف صلاة وأنك مخاطب لرب العزة وأن الصلاة قسمت بين الله وعبده نصفين كما في الحديث.
– استلام الحجر الأسود
فاعلم أنك مبايع لرب العزة مصمم على الوفاء بهذه البيعة فإن الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها خلقه وأن الحجر يشهد لك أو عليك يوم القيامة على هذه البيعة.
– التعلق بأستار الكعبة والالتصاق بالملتزم
فلتكن نيتك في ذلك طلب القرب حبا وشوقا وتركا للمماسة ورجاء التحصن من النار ولتكن نيتك في التعلق السؤال والإلحاح في طلب الرحمة والمغفرة فذاك مقام العائذ من النار.
– السعي بين الصفا والمروة
أن يتذكر في السعي تردده في فناء العبودية كتردد العبد بفناء دار الملك رجاء الملاحظة بعين الرحمة أو الذي دخل على ملك ثم خرج لا يدري ما يقضي فيه الملك من رد أو قبول.
وليتذكر كذلك تردد كفتي الميزان يوم الحساب بين الحسنات والسيئات.
– الوقوف بعرفة
أن يتذكر عندما يرى ازدحام الخلق وارتفاع الأصوات واختلاف اللغات وكثرة المجموعات، عرصات القيامة واجتماع الأمم مع الأنبياء واقتفاء كل أمة بنبيها وطمعهم في شفاعتهم وتحيرهم في ذلك بين الرد والقبول.
فالموقف شريف والرحمة إنما تصل من حضرة الجلال إلى كافة الخلق بعرفات وكأن تعاون القلوب واجتماع الهمم والتجرد للضراعة والابتهال في صحبة العلماء والصديقين والأولياء سببٌ إلى استدرار رحمة الله.
– رمي الجمار
فاقصد به الانقياد للأمر وإظهارا للعبودية من غير حظ العقل والنفس فيه. واقصد به التشبه بأبيك إبراهيم عليه السلام واعلم أنك في الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم ظهره بامتثالك لأمر الله تعالى. وكأنك بذلك ترمي به في وجه نفسك الأمارة بالسوء التي ما استطاع الشيطان أن يلعب بك ويخلص إليك إلا بسببها.
– ذبح الهدي
تذكر أنه تقرب إلى الله وطمع في أن يعتقك بكل جزء منه من النار.
– زيارة المدينة
تتذكر فضل المدينة، وأن فيها تربة النبي وتربة وزيريه، وفي بقيعها قبور أصحابه المهاجرين والأنصار وغيرهم، وهم أفضل خلق الله تعالى، وزيارتهم تورث بركات الدنيا وسعادة الآخرة، وما من موضع تطؤه إلا هو موضع أقدامه العزيزة، فلا تضع قدميك إلا على وَجَل، وأعظم أَسَفَك على ما فاتك من صحبته وصحبة أصحابه، وأنك قد فاتتك رؤيته في الدنيا وأنك على رؤيته في الآخرة على خطر، كما قال عليه الصلاة والسلام: “يرفع الله إلى أقواما فيقولون يا محمد فأقول يا رب أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول بعداً وسحقا. “ 11
– دخول المسجد
فاذكر أنها العرصة التي اختارها الله سبحانه لنبيه ولأول المسلمين، وأنها جمعت أفضل خلق الله حيا وميتا فادخله خاشعا ذليلا معظما. فقد حكي أن سيدنا أويس القرني لما دخل المدينة ووقف على باب المسجد قيل له هذا قبر النبي فغشي عليه. ولما أفاق قال: أخرجوني فليس يلذ لي بلد فيه محمد مدفون.
– زيارة رسول الله
فينبغي أن تقف بين يديه ولا تقرب منه إلا كما كنت تقترب منه لو كان حيا. واعلم أنه عالم بقدومك وحضورك وزيارتك وأنه يبلغه سلامك وصلاتك.
هذه جملة أسرار الحج ينبغي للحاج أن يستشعرها وهو يقوم بالمناسك. فإذا فرغ منها فينبغي أن يلزم قلبه الحزن والخوف لأنه لا يدري أَ قٌبلَ حجه أم رُد عليه. فإن وجد أعماله بعد الحج قد اتزنت بميزان الشرع فليثق بالقبول، فإن الله لا يقبل إلا من أحبه، فإن أحبه تولاه وأظهر عليه آثار محبته وكف عنه سطوة عدوه إبليس لعنه الله.
يقول المرشد الأستاذ عبد السلام ياسين في المنهاج النبوي:فالحج اختبار وتقوية وتدريب لقدرة المؤمن على ضبط شهواته وجوارحه أشد ما يكون الجسم تحملا لمشقات التنقل. وأشد مايكون النفس حرجا من الغربة والزحمة، والعمرة كذلك. إلا انها أقل وطئا. إنها مدرسة الصبر، منهاج تربية، اخراج المرء من عاداته وأنانيته والفه ورخاوته إلى التقيد بالشرع في الخطرة والكلمة والحركة، الى التواضع والتخلق والتحمل. الجسم في امتحان وشدة فتضطرب النفس حين يضيق عليها في رفاهية مركبها. نقلة وانقلاب في العادات لتنقلع النفس عن أرض كسلها وعبثها وارتفاعها. وذكر الله هو الهدف هو الزاد).
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والصدق في العمل، وأن ينفعنا الله بهذا المقال وأن ينور به طريق الحجاج والمعتمرين، إنه نعم المولى ونعم النصير.
[2] متفق عليه من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه.\
[3] رواه أحمد والبيهقي عن ابن عباس بسند حسن.\
[4] رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.\
[5] رواه النسائي والترمذي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.\
[6] رواه البزار بسند حسن عن جابربن عبد الله.\
[7] رواه أبو نعيم في الحلية بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. \
[8] رواه البيهقي وسعيد في سننه عن عمر رضي الله عنه.\
[9] رواه أحمد والبيهقي وابو يعلى. \
[10] أخرجه الحاكم وصححه من حديث أبي هريرة.\
[11] متفق عليه من حديث ابن مسعود وأنس وغيرهما.\