في شريط جديد بثته قناة بصائر الإلكترونية للإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله للقاء تم يوم الأحد 24 شوال 1426 الموافق لـ 27 نونبر 2005، أكد فيه الإمام أهمية دعاء الرابطة وأوصى به.
وأصّل الإمام لدعاء الرابطة بحديث رواه الإمامان البيهقي وابن خزيمة رحمهما الله، عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما المَيِّتُ في القَبرِ إلَّا كالغَريقِ المُتَغَوِّثِ، يَنتَظِرُ دَعوةً تَلحَقُه مِن أبٍ، أو أُمٍّ، أو أخٍ، أو صَديقٍ، فإذا لَحِقَتْه كانتْ أحَبَّ إليه مِن الدُّنيا وما فيها، وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَيُدخِلُ على أهلِ القُبورِ مِن دُعاءِ أهلِ الأرضِ أمثالَ الجِبالِ، وإنَّ هَديَّةَ الأحياءِ إلى الأمواتِ الاستِغفارُ لهم”.
الإمام أكد أن دعاء الرابطة يصل بين أهل الإيمان عبر الأزمان، صلة قلبية لا تحبسها برازخ الموت. فهو هدية لحبل الأخوة الإيمانية واتصال روحي مع من سبقونا بالإيمان من رسل الله وأنبيائه عليهم السلام والصديقين والشهداء والصحابة الكرام وصالحي الأمم السابقة وعلمائها ومن لهم الفضل علينا وأجدادنا وآبائنا وذرياتنا إلى يوم الوقت المعلوم.
ونهدي في دعاء الرابطة ما نتلوا من قرآن كريم وذكر وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل صالح. ودعاء الرابطة رباط تربوي روحي يربطني بالمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم برباط المحبة والاتباع. وكذلك تربطني علاقة المحبة والاعتراف بوالدينا ومشايخنا ومعلمينا وكل من لهم الفضل علينا في كل مرحلة من مراحل حياتنا.
تدعو في دعاء الرابطة وتستحضر من تدعو لهم بأسمائهم -وقد تعمّم أحيانا-، عسى أن يندرج اسمك في سلك الموكب النوراني -موكب الإيمان والجهاد- من لدن آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، فيدخل الداعي في بركة أمة الخير التي تولاها الله عز وجل، ويزداد صلة إيمانية ومحبة بمن يدعو لهم عن ظهر غيب.