شاركت الأطر الصحية المغربية في مسيرة اليوم الأحد 24 دجنبر 2023 بالرباط، بلباسها الأبيض رمز الرحمة والخير والأمان، وهم يعبرون عن مساندتهم لإخوانهم المزاولين لمهنة الطب الإنسانية في غزة؛ الذين يتعرضون لشتى صنوف التقتيل والأسر والتعذيب، وتتعرض مقراتهم للتخريب والقصف.. من أجل منعهم من القيام بدورهم في التخفيف من آلام المصابين في الحرب المسعورة ضد المدنيين وإسعافهم وإيواء النازحين منهم، ضدا على كل القوانين المؤطرة للمهنة ولحقوق الإنسان عامة.
اجتمعوا في مسيرة اليوم تحت لواء التنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين” التي أنشئت إثر هجوم “إسرائيل” على فلسطين في 2014، وهي تضم أطباء وأطر صحية وصيادلة ومسعفين.. كما أبان الدكتور محمد أتيتيش، قبل أن يجلي دافع مشاركتهم في المسيرة: “جئنا نندد بالاستهداف الممنهج للنظام الصهيوني على القطاع الصحي داخل غزة، وبقتل الأطفال والنساء والأطر الطبية بمن فيهم مدراء مستفشيات، وبانهيار المنظومة الصحية بسبب العدوان على المقرات الاستشفائية واستهداف الطواقم الطبية سواء بشكل مباشر أو استهداف عائلاتهم”.
وعبر أخصائي طب العيون بالدار البيضاء عن تضامن أطر المغرب الصحية مع نظرائهم في غزة، مخاطبا إياهم: “نحن كأطباء نساندكم، ومستعدون للالتحاق بكم ومساندتكم ميدانيا”.
وكشف أتيتيش أنهم منذ بدء العدوان الصهيوني الهمجي النازي على غزة وعلى الأطر الصحية والمستشفيات والمساجد والكنائس.. “سارعت التنسيقية للتضامن معهم، حيث نظم الأطباء مسيرات ووقفات داخل المستشفيات المغربية، وشاركوا في مسيرتي الدار البيضاء والرباط”. وأعلن أنهم مستعدون أيضا للالتحاق بهم ميدانيا ليقدموا الخدمات الصحية، وأنهم يعملون من أجل جمع الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية، مطالبا الحكومة المغربية ببناء مستشفى ميداني يستطيعون العمل من خلاله على مساعدة زملائهم بغزة، وتقديم السند لكل من يعاني الظلم، سواء أثناء أو بعد الحرب، معتبرا القضية الفلسطينية “قضيتنا جميعا، كأطباء وكشعب وكأمة إسلامية وعربية، ننتظر فقط أن تفتح الحكومة المصرية معبر رفح”.
الرسائل ذاتها عبرت عنها الدكتورة خديجة أمنقور من مدينة تارودانت، التي صرحت لبوابة العدل والإحسان أنها جاءت للمشاركة في “هذه المسيرة المليونية في مدينة الرباط استجابة لدعوة التنسيقية الوطنية أطباء من أجل فلسطين لكي نعبر عن دعمنا اللامشروط واللامحدود بكل ما نستطيع للشعب الفلسطيني عامة ولقطاع غزة خاصة، خصوصا الأطر الطبية”، وأيضا “لنستنكر ما يتعرض له الجسم الطبي في القطاع من عدوان مختلف الأشكال على يد الكيان الصهيوني الإرهابي، ومن تفجير المستشفيات، وما يتعرض له المرضى من استهداف”، وهو ما “يخالف القوانين الدولية الإنسانية التي تؤطر مهنة الطب، بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة، وتنطبق هذه الحماية على الجرحى والمرضى، وكذلك على العاملين في المجال الصحي ووسائل النقل الطبي” تقول المتحدثة.
وأعربت أمنقور بدورها عن استعداد المنضوين تحت التنسيقية “لدعم إخوتنا الأطباء في غزة بكل ما نستطيع من إمكانيات”.
وعبرت “عن سخطنا وغضبنا لما يتعرض له هذا الشعب من وحشية ومن جرائم ترتكب من طرف الكيان الصهيوني الغاصب”، مطالبة “بوقف الحرب وبمحاكمة الكيان الصهيوني لأنه فعلا يرتكب جرائم حرب”.