قصيدة تأبين في الذكرى الثانية لفقيد العدل والإحسان ومؤسسها الإمام المجدد، الولي المرشد سيدي عبد السلام ياسين رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
إمام العصر أغلى من فقيد
ومن يسليك عن فخر الوجود
يذكرني بخلي نور بدر
يذكرني بحبي فجر عيد
تذكرني الأبوة رفق راع
سعيد من حذا حذو السعيد
تذكرني قطوف دانيات
من الشذرات، من حب الحصيد
تذكرني به الذرر اللآلي
من الثمرات في طلع نضيد
يذكرني به سحر الليالي
وسجدة قانت بين الرقود
يذكرني به ذل الموالي لمن
فرض الركوع بلا سجود
تذكرني به قمم العوالي
ترى، لكن تعز على الصعود
يذكرني به بذل الغوالي
خبيئة بتلة من بحر جود
يذكرني الأقارب والأهالي
من الأحباب خير أسى العقود
يذكرني الترفع والتعالي
على كيد المؤبلس والجحود
وحلم السمح يعفو لا يبالي
بلمع البرق أو قصف الرعود
يذكرني به المنهاج علما
يؤسس للخلافة من جديد
يذكرني به الإسلام حلا
أو الطوفان برهان الوعيد
تذكرني به الأذكار نورا
تجلى في أسارير الخدود
يذكرني به العدل اقتحاما
ومن يقوى على كسر القيود؟!
سوى عبد تقي ليس يخشى
من المعبود في ثوب العبيد
ويرفض أن يوالي من تولى
عن الوثقى إلى عرض زهيد
يذكرني به القرآن حفظا
أمينا للحروف وللحدود
يذكرني به الإحسان سفرا
وبرا بالقريب وبالبعيد
وإتقانا سما قولا وفعلا عن
السفساف في دنيا القعود
يذكرني به الميثاق جسرا
إلى جمع الأساة على حميد
لدرء الهرج والفتن الدواهي
ورأب الصدع في لم الحشود
تذكرني به الرؤيا بشيرا
بمبعوث من الجيل الفريد
حمى عدل وإحسان وفضل
لمظلوم طريد أو شريد
وطالب توبة عبد منيب
وصاحب يقظة بعد السرود
يذكرني به إنكار ذات
تواضع راحم حب ودود
وبرا عاصما من كل خزي
قرى ضيف وحملا للقعيد
وإكسابا لمعدوم ووصلا
لأرحام وعونا في صعود
يحببني إليه جمال سمت
وخفة مؤنة زهد الرشيد
وتسألني أكان الفقد يتما؟!
فيغني الدمع عن كل الردود
وتحرجني، ألا رفقا بحالي
ألم ينبئك عن يتمي شهودي ؟!
أنيني والحنين لدفىء حضن
حباني العطف حتى اشتد عودي
سقيت بحضرته أحلى لبان
وما أقسى الفطام على الوليد
يجيبك على سؤالك ما ببالي
وكتم الوجد من شيم العميد
يذكرني بعزمته اتكالي
يذكرني بهمته برودي
يذكرني برفعته ابتذالي
يذكرني بقومته خمودي
يذكرني بشدته انفعالي
يذكرني بجدته جمودي
فأصرخ لا أشك ولا أغالي
فقيد أنت من بعد الفقيد
أعزي النفس بالحقب الخوالي
أمنيها بإبداء المعيد
فإن لم أبتدع في الشعر سحرا
فعي المبتلى بيت القصيد
وإن أك لم أوف الخل شكرا
فعد خصاله أعيى جهودي
وإن قلتم كفى كذبا وزورا
تركت الحكم للعدل الشهيد
ومن يك آمنا في سرب أمين
كفاه الصحب من ضنكالسمود
ومن أمارة بالآثام تدسي
ومن شره الهوى وأذى الحسود
ومن وهم المنى ولظى عدو
غليظ القلب منتقم لدود
بأدعية وتحصين وذكر
وتقوى الله أجدى للمريد
يواري القبر خلا طي شبر
ويبقى ما له من علم مفيد
ودعوة صالح عملا عصيا
على الإقبار في أزكى رصيد
وجارية من الصدقات تبقى
بديلا عنه قربى للخلود
إلهي زده نورا فوق نور
وعطر لحده بين اللحود
بقرآن وأذكار و أنس وقطر
من ندى سعف الجريد
من الأحباب من نسب وصهر
وأرباب الثبات على العهود
ومن زاروا ومن حضروا لذكرا
ه في الأقصى، ومن أقصى الصمود
ومن كل الحواضر والنوادي
ومن أنأى، ومن أدنى صعيد
ومن شهدائنا هيهات ننسى
أسانا من سجين أو شهيد
ومن لا يعرفون ولا نراهم
ونشعر أنهم ضمن الوفود
ألا صلوا على هاد وآل
وصحب عهدهم خير العهود
ألا صلوا على إخوان طه
لهم أزكى الأماني والوعود
من البر الرحيم جدا ونورا
وشوق المصطفى أوفى مزيد
ألا صلوا وصلوا لا تملوا فما
للصب عنها من محيد