أنا وابني والألعاب الإلكترونية

Cover Image for أنا وابني والألعاب الإلكترونية
نشر بتاريخ

لم تعد تكاد ترى طفلا لا يمسك بين أنامله هاتفا محمولا، وأصابعه تتحرك وبسرعة في كل مكان على شاشته، مركزا عيناه عليها، لا يستطيع أن يسمعنا ونحن نناديه حتى وإن كنا قريبين منه.

ألا تستفزنا هذه الوضعية في كثير من الأحيان، فنفكر في السبيل إلى الانتصار على هذه الألعاب التي تأخذ منا أبناءنا شيئا فشيئا.

قبل أن نتناول الخطوات العملية التي تقربنا من أبنائنا وتبعدهم عن هذه الألعاب، يجب أن نعلم أن هذه الأخيرة صممت لتكون ممتعة وجذابة، فإن لم نكن في علاقتنا مع أبنائنا أكثر جاذبية وإمتاعا، فلن نستطيع أن نتغلب على هذه الألعاب.

هذه بعض الخطوات العملية التي أرى أن من شأنها أن تقربنا أكثر من أبنائنا الذين سلبتهم هذه الألعاب الإلكترونية منا.

1. أبناؤنا محتاجون للعب والترويح، هذه من خصائص عمرهم، وعلينا أن نكون مصدر ذلك بالنسبة لهم. علينا أن نكون موردا للسعادة والمتعة لهم. لا يتأتى هذا إلا إن خصصنا وقتا مهما للعب معهم والترويح عنهم والغناء لهم.. يجب أن نكون بالنسبة لهم المصدر الأول للحب والمرح والمتعة والسعادة.

2. يجب أن نرسم خطة لملء فراغ أبنائنا؛ تبدأ مبكرا باكتشاف ميولاتهم لبعض الأنشطة، كالرياضة والرسم والأعمال اليدوية.. ثم ننظمها لهم، ونحفزهم عليها، فنكون بهذه الطريقة قد وجهناهم إلى أنشطة تصبح عندهم أكثر متعة، فلا ينصرفوا للبحث عن المتعة في الألعاب الإلكترونية.

3. بالحوار الهادف نحدد مع أبنائنا فترات محددة للعب خلال اليوم. وعلينا أن نراقب مدى تطبيق الاتفاق، وأن نشجع على الالتزام به. يرى بعض علماء النفس أن الأطفال يمكن لهم اللعب بالألعاب الإكترونية ساعة يوميا، ويعتبرون أن هذا النوع من الألعاب مصدرا ثانيا للتعليم والتربية.

4. يجب أن نحرص على منع الأطفال من الألعاب التي تمس بالأخلاق أو تتضمن عنفا واضحا. وبالحوار والتوضيح والإقناع نبين أسباب المنع، لا بالأمر غير المفهوم. ونختار لتفسير أسباب المنع الوسائل المناسبة لكل سن.

5. لابد أن نبحث باستمرار على الألعاب المفيدة لتنمية مهارات وقدرات أبنائنا، خاصة إن كانت في مجال اهتماماتهم.

6. إن من أسباب تعاطي أبنائنا المدمن للألعاب الإلكترونية؛ العزلة والوحدة والفراغ. لإبعاد أطفالنا عن هذه الوضعية علينا أن نحرص على تشجيعهم على المشاركة في الأنشطة والمبادرات التي تنظمها الأندية والجمعيات والمدارس.

7. من بين أسباب التعاطي المفرط للألعاب الإلكترونية الطبيعة الصعبة للوالدين. فالأب المتجبر والأم القاسية يبنيان سورا جافا بينهما وأبنائهما. والأم المدللة والأب الضعيف يكونان لعبة بين الأيد الذكية لأبنائهما. فالمطلوب الحنان دون تسيب والحزم دون إهانة.

8. “الرقابة الذاتية” من بين الأسلحة الفعالة في جعل أبنائنا يبتعدون عن الخطأ. فالواقع أننا لا نستطيع مراقبتهم في كل وقت وحين. تجعل هذه الآلية أبناءنا رقباء على أنفسهم، فيقفون عند الحدود ولا يتعدونها بشكل تلقائي وذاتي.

9. من أهم الطرق وأنجعها؛ التربية بالقدوة، فلا يعقل أن نمنع أبناءنا من شيء ونأتيه. فالتلقين والأوامر لا تأتي أكلها إن لم يجد أبناؤنا منا القدوة الحسنة.

10.  من بين أهم الوسائل التي لها الأثر الكبير في صلاح أبنائنا الدعاء لهم بظهر الغيب، فسهام الدعاء لا تخطئ، ودعاء الوالدين لأبنائهما مستجاب. فلنختر لذلك أوقات الاستجابة.