أوضاع مقلقة وأسئلة مُحرقة

Cover Image for أوضاع مقلقة وأسئلة مُحرقة
نشر بتاريخ

هي أسئلة مختصرة مركزة تركيز المآسي في بلدي، أعتقد دوافعها صادقة وصريحة، لأنني أعتبر أن الشعب المغربي مل النفاق والمجاملات والغموض…

هي أسئلة أطرحها على كل من يُهمه الأمر، لأنني أعتبر مواطنة المغاربة على قدم المساواة، فلا مزايدة فيها:

الأسئلة:

1- هل قدر العرب، شعوبا وحكاما ونخبا، أن يضيعوا كل فرصة تاريخية قلما يجود بها الزمن؟

2- هل ننتظر بكل غباوة أن تتحسن أوضاعنا ونحن نسير في الطريق المعاكس لمصالح البلاد والعباد بشهادة الجميع، وبإشارات دالة كالاحتجاجات الأخيرة التي تلت فاجعة الحسيمة.

3- هل كانت الدول التي سبقتنا إلى المحرقة تتصرف بغير التصرف الذي نحن سائرون عليه وبإصرار العنيد المكابر الذي لا ينتظر إلا أن يقصمه الله؟

4- ألم تكن تلك الدول، تونس ليبيا مصر سوريا… تتنكر لما كان يحدث، وتتهم جهات خارجية ومتآمرين؟

5- ألم تجند تلك الدول كل الأبواق والوسائل لتحريف الحقائق والتشويش عليها، فهل أفلح ذلك؟

6- ألم تكن تلك الدول تختزل الأمر الأكبر والأخطر في محاولة معالجة ظواهر المرض المنفجرة هنا وهناك كالشرر المتطاير من النار الأصلية، ولا تتشجع لمعالجة الأصل؟

7- فهل حادثة الحسيمة، وسوابقها أمر معزول استغله “الأوباش”، كما يصفهم من ينظر من البرج العاجي الذي رفعته إليه أوهامه أو أحلامه أو استبداده، أو هو نموذج حقيقي لما يعيشه المغربي المطحون الصابر المنتظر لأي فرصة يفجر فيها غضبه؟

8- لو كانت حادثة معزولة هل كان سيخرج للاحتجاج عليها المغاربة في كل ربوع المغرب بالتضامن العفوي…؟

9- إلى متى سيدوم هذا الصبر والتعقل الشعبي، وما مدى تحكم أجهزة الدولة في الأمور؟

10- هل تكون أجهزة الدولة المغربية أكثر شراسة من تلك التي كانت في سوريا ومصر وتونس واليمن، أم أكثر حكمة منها، وهي التي فشلت في امتحانات كثيرة؟ وإذا استحضرنا أن الشرارة الواحدة تكفي لإشعال نار عظيمة، لا قدر الله، فالأمر جد لا هزل…

إن المعول عليه بعد الله تعالى أمران:

الأول: تخوف الشعب المغربي الصبور من المجهول، هذا التخوف الذي يزول بالتدريج مع ضغط الحاجة وكثرة التذمر…

الثاني: حنكة وحكمة المعارضة المتغلغلة داخل الشعب والتي يسعى بعضها جاهدا لضبط غضب الشعب وتوجيهه للبناء لا للهدم، هذه الحنكة والحكمة يتقلص تأثيرهما كلما كثر تمرد المضغوطين والناقمين والساخطين بازدياد الاحتقان…

خلاصة: لماذا ننتظر ببلادة وحقد أن يسير مصيرنا إلى مساق سوريا وأخواتها، ولا تكون لنا شجاعة التعلم من الناجحين مثل جنوب إفريقيا التي بادرت إلى الخروج من التطاحن بين البيض والسود عبر مؤتمر وطني جعل جنوب إفريقيا ضمن الدول الأكثر جلبا للاستقرار في إفريقيا والعالم… لن أذكر تركيا…

ما يمنعنا أن نعقد مؤتمرا وطنيا عاما يطرح فيه أبناء البلد الحل ويتفقون على التنفيد ويشاركون جميعا في التنفيد؟