الحمد لله لبى القلب واعتكفا
الحمد لله كلي بالحبيب صَفا
الحمد لله ربي خالقي فبِه
تَمَّ انجماعي وهمي نحوه صُرِفا
الحمد لله هذي يقظتي انبعثت
والعبد ما كان في شكر له، عرفا
والعبد ما راقب المولى سيلْبسه
ثوب الرضا كرما والعِلْمَ مختلفا
يسمو بِيَ الذكر في علياء حضرته
فأطلب الحِبَّ عَلِّي أبلغ الشرفا
أهيم في إسمه ألفي محاسنه
برد الرضا وصفي الود منه دفا
إذا همى القطر من تلك العيون فهل
يَرْوي العليل إذا استسقى وإن رشفا
أردد ” الله” في سري وفي علني
وفي شهودي ويفنى القلب لو وصفا
وأطلب الغفر من جل الذنوب ومن
خطا عثراتي دمعي انذرفا
فترفل الروح في نعمائه كرما
وتسكن النفس في جناته غُرفا
أحظى بأنسك يا مولاي في سبح
وفي محامد ظل القلب معتكفا
لم يلتفت لسِوىً حاشا، فَقبلته
رب العباد وشوق من هواه هفا
ومن يكن وجده بادٍ تفرده
وأخلص القصد واستهدى وما عزفا
فسوف يدرك ذاك المقام فهل
يقوى على النور لما يَرفَعِ السُجُفَا
هي العطايا توالت منه تكرمة
اهدى الحبيب الينا، روضة أُنفا
هي المرايا فر الألطاف نازلة
وذي العهاد تدلت في السما وطفا
هي العواطف قد ضجت مداركها
تبغي الوصال وتهفو نحو من عطفا
محمد المصطفى الهادي الذي رفعت
أعلامه وتجلى رحمة وصفا
محمد لهجة المشتاق رددها
محمد بسمة المحزون إن ضعفا
محمد خير خلق الله صفوته
محمد ركنه، سعد الذي كنفا
لعل رَبِّيَ يؤتيني محبته
قولا وفعلا وتصديقا ومُعترفا
وألتقي في جنان الخلد صحبته
أمتع العين والقلب الذي كلفا
فالحمد لله زال الهم وانكشفا
والحمد لله عيشي بالحبيب ضفا
يا طيب مجلسنا وعذب منهلنا
الله يجمعنا في صحبة الشرفا
أرواحنا وصلت بالله فاتصلت
وعاينت لطفا قد اتبعت لطفا
هذا التعارف بالقرآن مكرمة
هذا التوادد بالإيثار كم قطفا
هذا التراحم بنيان له لبن
رصت فتم بناء واحد، وكفى
فالصحبة المثلى كنز لصاحبها
تزكو مصارفها إن انفقت بخفا
كل المدارك قامت في مسارعة
ترجو العطاء وتخشى سوء ما اقترفا
عين يسيل وثغر باسم لهج
بالذكر يا سعده من بالرضا اتصفا
عقولنا سبحت في ملك خالقها
قلوبنا ملئت حبا له فحفا
يا رب اصغر إخواني أَنِلْهُ رضا
يا رب اكبر إخواني أَعِرْهُ شفا
يا رب من عكفوا يتلون ذكرك في
صبح وفي غلس بلغهم الشرفا
واكتب لهم طرفا من صحبة صدقت
وبالجماعة تمم سعيهم طرفا
هذي الصلاة على المختار سيدنا
هادي الانام وكل الآل والخلفا