من الواجب على الحاضنات في دور الأطفال أن يعلمن مدى أهمية دورهن في المجتمع، فإذا لم يتخرجن بشهادات تؤهلهن لهذه المهمة وتدريبات تمكنهن من هذه الرعاية التربوية المطلوبة.
دور الرعاية التربوية في السنوات الأولى لدى الطفل من أربع سنين إلى سبع وأقول التوجيه الذي يضمن سلامة الصحة النفسية عند الطفل الذي أودعه أبواه لفترة يومية زمانية تحت مسؤوليتك أيتها الحاضنة فماذا تقدمي لهذه الوديعة الغالية من رعاية؟.
إنك أمام حق من الحقوق التي ستحاسبين عليها أمام الله إن أخللت بمستقبل هذه الأجيال الصاعدة بين يديك.
أنت المعلمة الحاضنة تتعهدين ما أودعه الآباء بين يديك لفترة زمانية محدودة وعليك بتوقف التوجيه الفعلي للطفل في تعامله مع الآخرين عليك بتوقف مدى الصحة النفسية لدى الطفل من خلال المجموعات من الأطفال الذين تحت جناحيك الحاضنة الراعية.
تتجلى حكمتك وبعد نظرك في الرعاية في ثلاثة نقط:
أولا: كيف تتعاملين مع اشتباك بعضهم بعضا.
ثانيا: كيف تتعاملين مع المنطوي الساكن ومع الصاحب المتدفع الجريء.
ثالثا: مع الهادئ اللين الحساس، طباع متباينة ومختلفة حسنة وسيئة يستمدها الأطفال من محيطهم في محيط أسرهم. فهل ترين أن دورك يتمثل في قيادة راشدة أم أمومة حانية أم حكمة لقمانية أم تربية إيجابية أم في دور طبيب ماهر يشخص الداء ويحدد الدواء أم أن المهمة تتطلب منك كل ذلك.
أقول إن في الأمومة الحانية يكمن البحر الزاخر الذي يعطي دون أخذ ودون ملل أو ضجر فهل أنت أم للأمومة الضائعة أرجوك رفقا بهذه الأزاهير والبراعيم العابقة والأحاسيس الناشئة واسقيها من ابتساماتك ماء زلالا ولا تسقيها حنضلا وعسقلا.
فيا أيتها الحاضنة في روض الأمومة هل تسمعين ندائي، أتدرين مدى ما أودعت؟ أاتدرين أن أبناءنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، فبأي عيون تحفظين الوديعة وأي قلب تحملين بين جنبيك؟
لهذه الرعاية مسؤولية أخروية قبل أن تكون دنيوية، فهل أنت في مستوى هذه الأمانة أم أنك ظلومة جهولة؟