إنا لله وإنا إليه راجعون

Cover Image for إنا لله وإنا إليه راجعون
نشر بتاريخ

من منا إذا سمع “إنا لله وإنا إليه راجعون” لم يتساءل من الذي سقطت ورقته وتوقف عمله حتى ملأت هذه العبارة الأركان. لقد ارتبطت في ذهننا بمصيبة عظيمة، مجرد قولها يوقع في القلب خوفا ورهبة وفقدا تبدي به الروح، تزداد دقات قلبك ويتوقف بك الزمان لتسمع صوتا واحدا فقط “النحيب” وترى صورة واحدة فقط “الجنازة”.

تعال معي نتأمل قليلا.

إنا لله

بشرا كنا أو جمادا، الإنسان بكليته والكون بشساعته، كلنا تحت ملك الله، يفعل بنا ما يريد. ليس لي أنا الضعيف أن أزاحم الله في ملكه، مضطر رغما عني أو طوعا أن أعلن كامل قصوري أمام كمال الله، وأبوح مكرها أو مختارا بضعفي أمام قدرة الله، وأطأطئ رأسي خجلا من صنع الله بي، فقد أعطاني وأطعمني وسقاني وكساني وسترني، ثم لم أجد لنفسي مكانا بين الحامدين ظاعلن فيه الشكر لله رب العالمين، لم أجد قلبي في داخلي يسكنه  الرضا والفرح بالمعطي المانع. هل صلاتي لله؟ هل حياتي لله؟ هل موتي لله؟ هل سكناتي لله؟ هل حركاتي لله؟ هل كلماتي لله؟ وهذه الكلمات التي أخطها الآن، هل هي لله؟ وأنت يا من تقرأ، هل تقرأ لله؟

إنا إليه راجعون

(إليه) تقتضي ضمنيا (من)، فمن أين أتيت لأعود إليه؟

راجعون من الفوضى إلى بنيان متراص.

راجعون من الضلال  إلى الهدى.

راحعون من الظلام إلى النور.

راجعون من قبضة الخلق إلى رحمة الخالق.

راجعون من الشك إلى اليقين.

راجعون من الشرك إلى التوحيد.

راجعون بكل ضعفنا و فقرنا  وانكسارنا  إلى الله الغني العزيز القوي المتين.

راجعون بكل تفاصيل حياتنا إليك يا الله.

قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام: 162، 163].