اتفاق غزة.. أجواء فرح بخيار المقاومة يقابلها “الجنون والتخبط الصهيوني”

Cover Image for اتفاق غزة.. أجواء فرح بخيار المقاومة يقابلها “الجنون والتخبط الصهيوني”
نشر بتاريخ

عمت أجواء من الفرح في قطاع غزة وفي أرجاء العالم الإسلامي، عقب إعلان وزارة الخارجية القطرية مساء أمس الأربعاء 15 يناير 2025؛ التوصل لوقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والكيان الصهيوني برعاية قطرية ومصرية وأمريكية، حيث خرجت مظاهرات عفوية داخل القطاع وفي عدة بلدان عربية وإسلامية للتعبير عن فرحها بهذه الخطوة التي ستضع حدا لنزيف طال لأزيد من 467 يوما من الإبادة والدمار والخراب، الذي طال الحجر والبشر والشجر بدعم أمريكي مخز وعجز عربي مذل وأمام أنظار المجتمع الدولي.

الصفقة تزيد من حدة الخلافات بين مكونات “بيت العنكبوت” الصهيوني

وفور إعلان التوصل للاتفاق عم الاستياء في الأوساط الصهيونية ومن يدور في معسكرهم، ذلك أن الحرب التي طالت هذه المدة، لم تحقق أهدافها المعلنة، المتمثلة أساسا في القضاء على حماس وعلى فعل المقاومة مع الوصول إلى المختطفين وتحريرهم، مؤكدين أن هذا الاتفاق بشروط المقاومة هو “استسلام إسرائيل لحماس”.

وتروج أحزاب اليمين المتطرف من داخل الحكومة الصهيونية ومن خارجها لمعارضتها الشديدة لصفقة التبادل، وتهدد بالانسحاب من الحكومة، كما عبر عن ذلك زعيم الحزب الديني الوطني سموتريتش وبن غفير زعيم حزب القوة اليهودية وزوكوت من حزب الصهيونية الدينية، وقد نقل الإعلام الصهيوني مظاهرات لنشطاء اليمين المتطرف ضد الصفقة.

كما نقل الإعلام العبري أن سموتريتش اشترط للبقاء في الحكومة الالتزام بالعودة للقتال بعد اليوم الـ42 من الصفقة، أي بعد انتهاء المرحلة الأولى منها، بينما عبر مجرم الحرب نتياهو عن انزعاجه من تهديدات بن غفير وسموتريتش بالانسحاب من الحكومة مشددا على أن هذه التهديدات سيكون لها ما بعدها، وهو ما يشي بانفجار الأوضاع من داخل بيت هو أوهى وأوهن من “بيت العنكبوت” قريبا.

حماس تعتبر الاتفاق ثمرة “صمود أسطوري” للشعب العظيم

في المقابل أكدت حركة حماس في بيان لها أن اتفاق وقف إطلاق النَّار والعدوان على قطاع غزَّة “هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهراً”. مشددة على أنه “إنجازٌ لشعبنا ومقاومتنا وأمّتنا وأحرار العالم، وهو محطَّة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة”.

وأعربت حماس عن شكرها لكلّ المواقف المشرّفة الرَّسمية والشعبية التي تضامنت مع غزَّة، ووقفت مع الشعب الفلسطيني، وساهمت في فضح الاحتلال ووقف العدوان، عربياً وإسلامياً ودولياً، وللإخوة الوسطاء، الذين بذلوا جهداً كبيراً للوصول إلى هذا الاتفاق.

خليل الحيةوفي كلمته عقب إعلان الاتفاق، أكد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيسها في قطاع غزة أن القدس والأقصى سيبقى “بوصلتنا وعنوان مقاومتنا حتى التحرير”، لافتا إلى أن الوصول إلى الاتفاق هو “لحظة تاريخية من جهاد شعبنا ونضاله المستمر على مدار عقود، والتي سيكون لها ما بعدها”.

استياء صهيوني من الاتفاق يستحيل غارات جنونية قبل دخول حيز التنفيذ

وقبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؛ يوم الأحد 18 يناير 2025، تشن قوات الاحتلال غارات عنيفة وتواصل نهجها في إبادة الشعب الفلسطيني، حيث ارتكبت أزيد من 8 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية فقط وراح ضحيتها 81 شهيدا و188 مصابا، ما يرفع الحصية إلى أزيد من 47 ألف شهيد وأزيد من 110 ألف مصاب وجريح فضلا عن قرابة 10 آلاف مفقود.

وأعلن المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة في تغريدات هذا اليوم، أن العدو الصهيوني قصف عددا من المواقع التي يوجد فيها الأسرى وأودى بحياة أسيرة كانت مدرجة ضمن لائحة من سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى.

وتأتي هذه الجرائم المتزايدة والمتسارعة في يومي ما قبل الوقف الفعلي لإطلاق النار وفق الاتفاق، للتنفيس عن الغضب الذي تشعر به المكونات الصهيونية عقب هذه المفاوضات التي تقول عنها إنها في صالح حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ما حملها إلى الدعوة للانسحاب من الاتفاق وعدم تنزيله، وما يفسر ذلك هو تأخر الإعلان الرسمي الصهيوني عن الاتفاق إلى حدود اللحظة.

المقاومة.. الخيار الصحيح والصديق الصادق

هذا ويتعالى الصياح والعويل والنواح الصهيوني من الاتفاق، الذي سينسحبون بموجبه من كافة محاور قطاع غزة، بما في ذلك محور نتساريم وفيلاديلفيا ومعبر رفح بعد شهور ذواتي عدد من التقتيل والإبادة، ومن الوعيد بإعادة احتلال القطاع، وبالتوعد بالقضاء على المقاومة. قبل أن يثبت العكس أمام العالم.

وقد أكدت المقاومة في هذه الجولة أنها قادرة على فرض معادلتها التي توعدت بها منذ اليوم الأول، من خلال تصريحات قادتها وخطابات ناطقها الرسمي، وبينت للعالم أنها المدافع الشرس الكفء، والمحامي الصادق عن الحق والأرض والعرض. وأثبتت علو كعبها عندما أخرجت العدو وحدت من حجمه وكسرت هيبته وأذلت قادته ونكست أعلامه وهدمت هيبته.

اليوم بعد هذه الحرب الطويلة، يقدم رجال المقاومة للعالم أجمع رسالتهم الناصعة الواضحة؛ بأن المقاومة هي أفضل خيار وأمضى سلاح، وأقوى صديق في عالم تكبله المصالح والتقاطبات. تقدم المقاومة رسالتها العلية بأن الحق يعلو ولا يعلى عليه رغم علو سطوة الباطل. ومهما اجتمعت شياطين الدنيا وقوى الاستكبار، ومهما خذل الصديق وتراجع القريب، فإن الحق وصاحبه المرتبط بالله، وبالله وحده، لا يهزم إن هو آمن بقضيته، وتوكل على الله، ومضى في عزيمته بعد مسار الإعداد المتقن للرجال والخطط والعدة والعتاد.

أهم بنود الاتفاق

يشمل الاتفاق الذي قبل الطرفان تطبيقه 3 مراحل، انطلاقا من يوم الأحد 19 يناير 2025، تمتد كل مرحلة 42 يوما، في المرحلة الأولى يعمل الجانبان على وقف العمليات العسكرية المتبادلة مؤقتا مع انسحاب قوات الاحتلال شرقا وبعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان إلى منطقة بمحاذاة الحدود في جميع مناطق قطاع غزة.

وسيفرج الاحتلال في المرحلة الأولى عن نحو ألفي أسير فلسطيني بينهم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد، ونحو ألف من المعتقلين بعد 7 أكتوبر مع عودة النازحين إلى مناطق سكنهم، والانسحاب من وادي غزة، بعد إطلاق سراح 7 محتجزين إسرائيليين، تنسحب قوات الاحتلال بالكامل في اليوم السابع من الاتفاق من شارع الرشيد شرقا حتى شارع صلاح الدين، وتبدأ عمليات تفكيك كل المواقع في هذه المنطقة.

وفي اليوم الـ22 من بدء تنفيذ الاتفاق، تنسحب قوات الاحتلال من وسط القطاع، خاصة من  “محور نتساريم” و”دوار الكويت”، إلى منطقة قريبة من الحدود، ويتم تفكيك المنشآت العسكرية بالكامل، مع استمرار عودة النازحين إلى أماكن سكنهم، ومنح السكان حرية التنقل في جميع مناطق القطاع.
وبموجب الاتفاق سيفتح معبر رفح بعد 7 أيام من بدء تطبيق المرحلة الأولى، وتدخل كميات كافية من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود عبر 600 شاحنة يوميا، تنقل 50 منها الوقود، وتتوجه 300 شاحنة إلى شمال القطاع.

وفي عملية التبادل، تطلق حركة حماس سراح 33 محتجزا لديها أحياء أو موتى، بما في ذلك نساء مدنيات ومجندات وأطفال تحت سن الـ 19 عاما وكبار السن الذين تجاوزوا 50 عاما، ومدنيون جرحى ومرضى، مقابل إطلاق أعداد من الأسرى الفلسطينيين.

ومقابل كل محتجز صهيوني يطلق سراح 30 طفلا وامرأة فلسطينية من سجون الاحتلال، ومقابل سراح 30 أسيرا فلسطينيا من من كبار السن والمرضى، تطلق حماس سراح جميع المحتجزين الأحياء من كبار السن والمرضى والجرحى المدنيين. كما يُطلق الاحتلال سراح 50 أسيرا فلسطينيا مقابل كل مجندة تطلقها حماس.