اختتام الندوة بفقرة تكريمية تخلد تضحيات المغاربة في أسطول الصمود والدعم الطبي لغزة

Cover Image for اختتام الندوة بفقرة تكريمية تخلد تضحيات المغاربة في أسطول الصمود والدعم الطبي لغزة
نشر بتاريخ

أسدل الستار على فعاليات الندوة، التي نظمتها جماعة العدل والإحسان بسلا صباح اليوم الأحد 23 جمادى الآخرة 1447 الموافق لـ14 دجنبر 2025 بمناسبة ذكرى رحيل الإمام عبد السلام ياسين 13، بفقرة تكريمية عكست روح التضامن والمسؤولية الأخلاقية التي وسمت مختلف فقرات الندوة، قدم المنظمون خلالها شريطا يعكس حجم وقوة مشاركة الشعب المغربي في الوقفات والمسيرات خلال عامين من الاعتداء على قطاع غزة، وإسناده لإخوانهم بكل الأشكال وفي كل المجالات؛ الثقافية والفنية والرياضية والطبية…

وجرى خلال هذه الفقرة التكريمية الاحتفاء ببعض المغاربة الذين شاركوا في أسطول الصمود لفك الحصار عن قطاع غزة، تقديرا لمواقفهم الإنسانية الشجاعة والتزامهم بنصرة القضايا العادلة، على رأسها قضية الأمة المركزية؛ القضية الفلسطينية، هم الأساتذة: عزيز غالي، وعبد الحق بنقادى، وخديجة الرياضي، وأحمد ويحمان.

كما شمل التكريم الأطباء المغاربة؛ عبد الكبير الحسيني وأمغار أيوب وزهير الهنا وأنس اشباعتة وعثمان زروال، الذين التحقوا بقطاع غزة وقدموا خدمات صحية ميدانية داخله، اعترافا بجهودهم المهنية والإنسانية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السكان، وما أبدوا من تضحيات جسام، إذ عرّضوا أنفسهم لمخاطر حقيقية بالالتحاق بالقطاع في وقت كانت فيه الحرب على أشدها، مجسدين بذلك أسمى معاني التفاني الإنساني والواجب المهني. وقد اختار هؤلاء الأطباء أن يجعلوا من خبرتهم الطبية وسيلة لخدمة إخوانهم، غير عابئين بتهديد القصف ولا بقسوة الظروف، في تعبير عملي عن عمق التضامن الأخوي والمسؤولية الأخلاقية تجاه معاناة المدنيين من أهل القطاع.

عرفت هذه الفقرة إلقاء كلمات، أولها للأستاذ عبد الصمد فتحي منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، الذي أكد أن ما شهدته غزة من تقتيل وإبادة وتدمير جعلت كل إنسان في قلبه غيرة على الدين وعلى الدم وعلى الإنسانية، يقف في صف المقاومة ضد الصهيونية وحلفائها، منوها بتضامن المغاربة القوي والفاعل وعلى أصعدة متعددة خلال فترة العدوان، وخاصة المبادرتين: المشاركة في أسطول الصمود والمشاركة في القافلة الطبية.

الدكتور عزيز غالي اختار أن يتحدث في كلمته باسم المشاركين في أسطول الصمود، عن التجربة التي يتم التنظيم لها حاليا، الأولى برية قرر انطلاقها حوالي 15 فبراير، في حين أن أسطول الصمود الثاني سينطلق الأسبوع الثاني من شهر ماي. وكشف بعض المعطيات؛ منها أن التجربة المقبلة ستعكس المد الجماهيري الموجود في المغرب، إذ المعول أن يكون هناك أكثر من 100 سفينة، بمشاركة إفريقية ومن أمريكا اللاتينية بشكل قوي. ومقارنة مع التجربة الأولى التي ضمت أربع ديناميات ستنضاف ديناميتين جديدتين، وستعرف هذه التجربة مشاركة نوعية، فمثلا هناك 20 طبيبا كوبيا سيشارك في هذا الأسطول.

وفي كلمته باسم الأطباء المكرمين قال الدكتور عبد الكبير الحسيني: “ذهبنا إلى غزة بالشوق”، ولفت إلى أن الإمام عبد السلام ياسين كان يذكرهم بأن المسلم يساعد نظيره في الإنسانية “بالأحرى إخواننا في غزة الذين تعرضوا إلى عدوان لا يطاق”، كاشفا أن ما عاينوه على أرض الواقع لا يقارن بما شاهدناه في الإعلام، حيث كل المستشفيات حينها خرجت عن الخدمة إلا مستشفى واحدا.

في كلمته بهذه المناسبة، وفي نهاية هذا اليوم الأول من فعاليات تخليد ذكرى الإمام، بارك فضيلة الأستاذ محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، للحاضرين والمتابعين هذا اليوم المشهود، سائلا الله تعالى أن يجمعنا في الآخرة مع أحبابه النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين. وقال بأن ما تعانيه الأمة من ويلات التخلف والمهانة أحد أسبابه الرئيسة هو الخوف من الموت، الخوف من الطغاة، الخوف من البشر، وأوضح أنه مرض قلبي دفين، متسائلا: كيف نعالجه؟

واستدعى فضيلة الأمين العام قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: إذا هابت أمتي أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُودّع منها. معلقا بأنهم حرموا معية الله ونصره، مستدعيا أيضا القول المأثور “ما ترك قوم الجهاد إلا ضربهم الذل”. منبها إلى أننا أصبنا بمرض الوهن، حب الدنيا وكراهية الموت.

وأشار إلى أن التصدي للظلم الاجتماعي الذي يمارِس علينا من الداخل والخارج الاستبداد والقهر، لا يمكن أن ننتصر عليه إلا إذا انتصرنا على الظلم الداخلي الكامن فينا “فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة”. كيف نفك رقابنا عما يكبلها؟ ولهذا كان الإمام رحمة الله يركز على التربية ثم التربية ثم التربية لأنها هي التي تحرر الإنسان.

واستحضر فضيلة الأمين شعر فضيلة الإمام:

ألا من مسعف حولي على أمر أحاوله

تيتم بيننا العدل وكل الناس خاذله

هلموا ننكر الظلم ننازله نقاتله