وأنت مار إلى شوال وباقي الشهور الأخرى، ومقبل على فصل الصيف.. اصطحب معك رمضان، لا تتركه وراءك يئن حزنا على فراقك..
لا تطل انتظار ملائكة الليل وقت السحر.. ارفق بحالك واستحي أن تراك وقد ألفتك على حال غير حالك.. عهدتك في موعد سام من مواعيد الآخرة.. فلا تخلف موعدك معها..
لا تدع الغبار يعلو مصحفك من جديد.. ولا تترك خيطه عند آخر آي قرأتها ليلة ختمك..
تمتلك القدرة على مسك زمام لسانك حتى لا تفسد صومك.. فاجعلها عادة ترافقك دائما أبدا؛ فلا تفسد حسناتك وتذروها مثل الرياح..
تعلمت أن تجدد نيتك في كل حركاتك وسكناتك، عند كل خطوة تخطوها وكل جهد تبذله.. وعلمت حقا أن الله يجزي عن النيات بأفضل منها.. فاجعل ذاك منطلقا في حياتك، ولا تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا..
اصطحب معك رمضان.. لا تتركه وحيدا وراءك فمعه رأيت الخير.. كل الخير..
ليلتك القدرية جوهرة نادرة مصانة.. احتفظ بها داخل قلبك وزين بها كل أيامك.. لا تتركها في خزانة الأيام، ولا تعرضها للتلف والنسيان.. فهي قدرك، اعتني بها كل سحر، وعرضها لنسمات الفجر وشروق الشمس.. آنذاك ستغسل بزمزم الصدق وتطوف بكعبة النور وتزين كل لياليك وأيامك..
لا تترك وراءك رمضان.. وقد جعلك كالريح المرسلة تنفق بوقتك ومالك وجهدك.. فلا تعد بعده شحيحا لا تنفق إلا بما فضل منك..
إنه ينظر إليك نظرة إشفاق وحنو.. أو ينسى الحبيب حبيبه وقد عاشا ليالي الوصال وأيام الود والحب؟
أو يهون عليك الفراق وقد كتب عليكما الاجتماع؟
اصطحب معك رمضان، لا تتركه خلفك، شد بكلتا يديك عليه.. وبكليتك تشبث به.. واجعله كل حياتك..
اعتن به جيدا حتى لا ينفرط من بين يديك فتبقى ضائعا، هائما على وجهك..
ففيه تعلمت العفو؛ فعفوت عمن ظلمك وأعطيت من حرمك ووصلت من قطعك.. واستجاب المولى عز وجل دعاءك، وحظيت فيه بالقرب بعد البعد وبالوصل بعد الهجر.. وبالعطاء بعد الحرمان..
اصطحب معك رمضان ولا تتركه خلفك..