تسابقت عصيّ الأمن مع أمطار السماء في أمسية ممطرة، ارتفعت فيها أصوات الحناجر ولم تتأخر معها العصى كثيراً، كما العادة، حتى انهالت على أجساد مئات من المغاربة ضرباً ورفساً وركلاً، ذنبهم الوحيد أنهم اختاروا التعبير في ذكرى التطبيع المشؤومة الأولى عن رفضهم لهذا المسار التي خاضته السلطات العليا في البلد، وترتبت عنه اتفاقات أخرى استنادا إلى مبررات اعتبرها العديد من الحقوقيين “خرافة” استباحت بموجبها حرمة البلد لحفنة من الصهاينة يصولون ويجولون.
وفي استغلال فاضح واضح لحالة الطوارئ الصحية التي تريدها السلطات ممتدة إلى ما لا نهاية، أقدمت القوات القمعية يوم أمس الأربعاء 22 دجنبر على منع التظاهرات الشعبية التي خرجت استجابة لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، الذي دعا إلى تنظيم اليوم التضامني الرابع مع قضية الشعب الفلسطيني تحت شعار: “معركتنا متواصلة حتى إسقاط اتفاقيتي التطبيع والتعاون العسكري الخيانتين“، ورفضاً لاستمرار المسار التطبيعي مع الكيان الصهيوني، فحاصرت ومنعت وقمعت عددا من الوقفات، واعتقلت وضربت وعنّفت الكثير من المغاربة، في كل من الرباط وأكادير ووزان وزايو وسوق أربعاء الغرب والقصر الكبير والعرائش وأبي الجعد، وخلفت إصابات في صفوف المشاركين، كما وصل الأمر إلى اعتقال عدد ممن تنقلوا للمشاركة في وقفة مدينة أكادير.
أكادير
أقدمت تلاوين متعددة من عناصر الأمن والقوات المساعدة والتدخل السريع على تطويق وقفة مدينة أكادير أمام قاعة جمال الدرة، مخلّفة الكثير من الإصابات أربع منها خطيرة، مع اعتقال عشرة مواطنين، وقد احتفظت بهم في الاعتقال قرابة ثلاث ساعات قبل إطلاق سراحهم.
الرباط
كعادتها أصرّت سلطات مدينة الرباط العاصمة، على تطويق ومنع أي تجمع رافض للتطبيع الرسمي، مهددة المحتجين في حالة قيامهم بأي تحرك، وقد حج العديد من الشخصيات والرموز الوطنية إلى الرباط للمشاركة في الوقفة ومن أبرزهم المنسق الوطني للجبهة المغربية الأستاذ الطيب مضماض ونائبه المهندس أبو الشتاء مساعف، ورئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة.
وزان
حوالي الساعة السابعة ليلا توافد عدد من المواطنين لساحة الاستقلال، ووجدوها مطوقة بشتى أنواع القوات العمومية وأعوان السلطة بشكل استحال معه تنظيم التظاهرة، ورافق ذلك قرار أصدرته باشوية وزان يمنع تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية تحت ذريعة “عدم احترام القانون المنظم للحريات العامة، والحفاظ على النظام العام، وتماشيا مع التدابير الاحترازية التي سنتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا“. وإثر ذلك أصدرت الجبهة بيانا للتنديد بهذا المنع.
العرائش
وبمجرد انطلاق الوقفة التي دعت إليها الجبهة المغربية بمدينة العرائش حتى تم تطويقها من كل الجهات، ومنع المحتجين من التجمع ومن رفع أي شعار. لتدخل بذلك ضمن المدن التي لم تسلم من تضييق السلطات على الكلمة الحرة المعبرة عن موقفها الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
زايو
أما في مدينة زايو إحدى مدن الشرق، فرغم المنع والحصار الذي قامت السلطات الأمنية بالمدينة بساحة الشهيد وسط المدينة، لمنع الساكنة من تسجيل موقفها الرافض للتطبيع والمتضامن مع القضية الفلسطينية، إلا أن الجبهة نقلت وقفتها إلى ساحة مجاورة وألقيت كلمة بالمناسبة.
مكناس
بدورها مدينة مكناس شهدت تطويق عدد من القوات الأمنية لوقفة الجبهة المغربية بالمدينة، وبالرغم من ذلك فقد سجلت الساكنة موقفها الرافض للتطبيع، ورفعت صوتها بالوفاء للقضية المركزية للأمة، ولم يفلح المنع والحصار بذلك في إزالة حب القضية واستهجان العلاقات مع مغتصبي الأرض من قلوب المكناسيين.
أبي الجعد
مدينة أبي الجعد بدورها لم تسلم من المنع والحصار، وقد جحت ساكنة المدينة لتسجيل رفضها لقرار التطبيع مع الكيان الصهيوني في دكراه الأولى، وتؤكد بذلك موقفا الداعم للقضية الفلسطينية، إلا أن السلطات كان لها رأي آخر.
القصر الكبير
وفي الوقت الذي حجت فيه ساكنة القصر الكبير إلى ساحة علال بن عبد الله، حيث كان مقررا تنظيم وقفة احتجاجية، وجدتها معسكرة بجميع أنواع القمع ورجال السلطة، مانعين أيا كان من ولوجها للتعبير السلمي على رفض جريمة التطبيع.
سوق الأربعاء
وتم تفريق وقفة بمدينة بسوق أربعاء الغرب بالقوة، مع استخدام أساليب القمع المهينة من دفع وركل، وكانت الباشوية أصدرت قرار منع أي تجمع قبل انطلاق الوقفة.