يبين الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، في هذا المجلس المنعقد يوم الأحد 28 رمضان 1424هـ/23 نونبر 2003م، الحكمة الربانية من إخفاء الوقت المحدد ليلة القدر عن الناس، وندب رسول صلى الله عليه وسلم إلى التماسها في العشر الأواخر من شهر رمضان، والغاية من ذلك هي انتقالنا من عبادة موقوتة بزمان مخصوص إلى العبادة طول الدهر ومدى العمر.
فيسعى المؤمن ويجتهد لتكون كل لياليه كأنها ليلة القدر، خضوعا بين يدي ربه وتذللا، يقول الإمام ثم يضيف: والحديث القدسي الشريف دال على هذا مشهد المهيب، ينزل فيه ربما كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه فيقول: “هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من داعي فأستجيبَ له؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له؟ حتى يَطْلُعَ الفجرَ”. وليلة القدر عند عموم الناس موسم سنوي للعبادة، وإن للمؤمن المريد وجه مولاه في كل ليلة للقاء بربه في الثلث الأخير من الليل، يناجيه ويدعوه ويستغفره، سبحانه من رب كريم قريب مجيب من دعاه.