في لقاء عام للإخوة المنضمين إلى الجماعة انعقد ببيت الإمام المرشد بسلا نهاية شهر نونبر 1981، سأل أحد الإخوة:
– سيدي عبد السلام، إنكم تقولون في المنهاج النبوي (وفتح النسخة التي أحضرها معه وبدأ يقرأ):
من أهم ما يربط المؤمنين أيام وليال أمضوها في فسحات الإيمان والأخوة والتعاون الجاد والمثمر بعيدا عن ضوضاء الناس).
ينفع كثيرا، خاصة المبتدئين من الشباب، أن يشاركوا في معسكرات خارج البلد ما أمكن..).
وينبغي تنظيم برنامج كل معسكر بدقة. فيركز فيه على موضوع للدراسة معين وتوزع أوقات الليل والنهار لقيام الليل والتلاوة والوعظ والرياضة والتعارف وتبادل الخبرات وإعداد المستقبل).
وفي فترات غير متباعدة يجلس المؤمنون في رباط يعكفون فيه على ذكر الله عز وجل ليتجدد الإيمان وتتقوى العزائم) 1 .
أفلا ترون – سيدي – أن نشرع في تنظيم رباطات تكون على النحو الذي ذكرتم؟
– أولا مخاطبتي بصيغة الجمع… هذا لا ينبغي. إنها كسروية أن يُخاطَبَ الفرد المفرد بصيغة الجمع 2 . أما ما طرحته حول الشروع في تنظيم رباطات تربوية على النحو الذي ذُكِرَ في المنهاج، فأنا أحب هذا وأوصي به. لكن لعقد رباط يلزم مكان متسع يحتوي على المرافق الضرورية، وهذا لا يتوفر لنا حاليا…
– إن لي قريبا يملك ضيعة قد تليق بتنظيم رباط بها، فإذا وافقتَ وكان الإخوان مستعدين للرباط بها ثلاثة أيام من العطلة المدرسية الفصلية كَلَّمْتُه ولا إِخالُهُ يمانع إن علم ما نعتزم القيام به فيها، فقد عهدته فعالا للخير مساهما فيه.
– ما رأيكم أيها الإخوة، أفلا نتوكل على الله ونقوم بهذه الخطوة؟ يقول الأستاذ ياسين.
– نسأل الله أن يبارك ويشرح صدر قريب أخينا لهذا الأمر (يجيب أحد الحاضرين، متكلما بلسان الجميع)، فعلى الأقل رجال التعليم والطلبة يشاركون، يساهمون بثلاثة أيام “زكاة عطلتهم”، ونترك الباب مفتوحا لمن تيسر له الأمر من موظفين وأجراء وتجار.
– أنتم مستعدون لهذا الأمر؟ يسأل الأستاذ ياسين.
– نعم سيدي عبد السلام، فاستفتح لنا.
ويرفع الإمام كفيه ويجهر بقراءة الفاتحة استفتاحا لهذه الخطوة الجديدة التي تعتزم الجماعة الإقدام عليها.
لم ينتظر الإخوة التوصل بموافقة صاحب الضيعة، فقد كانوا شبه واثقين من أنه سيوافق، وكلفوا إخوة البيضاء بالإعداد المادي، بعد أن سجلوا طلبات المشاركة من الإخوة الحاضرين. كما أناطوا بلجينة منهم إعداد مُسَوَّدَةَ برنامج الرباط يعرضونها على الأخ المرشد، ليوجههم، خاصة في شق البرنامج التربوي.
فجاء البرنامج يمازج ما هو تربوي، من انتظار الصلاة بعد الصلاة (وهو سر تسميته بالرباط) 3 وقيام الليل والاستغفار بالسحر والجلوس لذكر الله وتسبيحه من صلاة الفجر إلى شروق الشمس وختم القرآن، والصوم ثم الإفطار على طعام مبارَك فيه تجتمع عليه الأيدي 4 ، وباختصار مراعاة الزمان القرآني 5 ، بما هو تعليمي مثل مدارسة بعض المعاني التي جاء بها المنهاج واستنباطها وتحصيل الحد الأدنى من العلم الشرعي، وهو ما كان المرشد رحمه الله يسميه محاربة الأمية الفقهية).
وتمت الرحلة لعشرات الإخوة، يؤطرهم الإخوة المؤسسون: الأساتذة الملاخ وعبادي وبشيري ومتوكل وأرسلان، وتحولت المزرعة إلى خلية نحل بشرية تعمل بنفس التفاني الذي يعمل به النحل وينتظم، فمجموعة أقامت المسجد وبسطت به الحُصُر وأخرى رتبت الأغطية والمِخَدَّات 6 وأخرى نظمت المطبخ وشرعت في إعداد طعام إفطار الصائمين، وكل الإخوة كانوا صائمين إلا من أقعده عن الصيام المرض، كما انبرت ثلة من الإخوة يهيئون مرافق الوضوء وينظفونها…
وبتلاوة القرآن افتتح الرباط وقرئ برنامج اليوم والليلة. وتجمع المرابطون يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. وما مرت إلا ثواني معدودة حتى سارعت إلى مجلسهم جحافل من الملائكة السيارة 7 الذين لا مهام لهم على وجه الأرض إلا تصيد مجالس الذكر تحفها بأجنحتها وتمدها بالسكينة وتغشيها بالرحمة. وما أن استغرقوا في قراءة القرآن وفي ذكر الله حتى كان مجلسهم يُذْكَرُ في الملإ الأعلى.
يا الله…!!! من الذاكر؟ ومن المذكورون؟ إنه الله رب العزة، وإنهم الإخوة المرابطون!!!
وفيمن يُذْكَرون؟ في ملإ هو أفضل من ملئهم، ملإ ينعم بالاستماع المباشر إلى الرب الحليم سبحانه عز جاهه وتعالى ذكره. فأي فضل أكبر من هذا وأي نعيم؟
لكن، حذار! حذار!… ما هذا الذي يقع…؟
إنه إبليس اللعين، ها هو مقبل هو وقبيله نحو شياطين الإنس… انظروا إليه ها هو يخاطب أحدهم:
– أيها “المبلغ” أو “البركاك” كما تسمونه عندكم في المغرب، أما رأيت أولئك الملتحين. إنهم اجتمعوا في تلك الضيعة.
– نعم! لاحظتهم، فبم تأمر؟
– أسرع أخبر المخزن، وستجدني عنده أستفزه وأجلب عليه بصوتي وخيلي ورَجْلِي وسأعده وأمنيه ثم أخيفه منهم وأرعبه.
– حاضر أفعل، ولن أتوانى بل أُسْرِعُ وأُعَجِّلُ.
– نعم! أما سمعت قول القائل “خير البر عاجله”.
وتنبسط أسارير وجه الشيطان ويضحك قبيله مقهقهين من غباء المبلغ وبلادته.
غبي وبليد؟ لا أشك في ذلك، لكنه في مرضاة الشيطان مجتهد وفعال. وفي أمثاله قال الفاروق عمر رضي الله عنه: عجبت لأهل الباطل وحرصهم على باطلهم، وعجبت لأهل الحق وتخاذلهم عن حقهم). فما هي إلا سويعة حتى تزاحمت على المزرعة، بالإضافة إلى جموع الملائكة السيارة والملائكة التي تهبط مع كل قطرة مطر 8 والذي بدأ ينهمر آنذاك بغزارة، جموع من رجال الدرك وأصناف من مكونات المخزن من قائد ورئيس دائرة ومخازنية وأعوان ومخبرين. جلبوا معهم الشاحنات غير المغطاة حشروا فيها المؤمنين طاردين إياهم من محضن الإيمان، فغسلت الأمطار التي تهاطلت على رؤوسهم ما تبقى من ذنوبهم، قبل أن يشتتهم غِلْمَة المخزن وأعوانه في المراكز الحضرية القريبة.
ومرت الأيام وتوالت الأسابيع وتذاكر الإخوة في مجلس الإرشاد بحضور الأستاذ المرشد، في ضرورة تنظيم دورات تكوينية للواردين على الجماعة، يكون محورها الأساس مدارسة المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، وسبل تنزيله إلى الواقع. فقر قرارهم على أن تستغرق الدورة سبعة أيام، وأن تتناوب الوفود للاستفادة منها، بينما يرابط الإخوة المكوِّنون (مجلس الإرشاد) اثنين وأربعين يوما بعين المكان يستقبلون الأفواج تباعا.
وحدد برنامج التكوين وقسمت على المكونين فِقْراته، وبقيت مسألة أساسية واحدة، وهي من الأهمية بمكان: مسألة المكان الذي يحتضن هذه الدورات التكوينية.
وبينما الإخوة يتذاكرون وقد أعياهم الوصول إلى حل، إذ بباب الغرفة التي تحتضن اجتماعهم يطرق ويخبر الطَّارِقُ أن الحاج إبراهيم وصل.
– الحاج إبراهيم الشرقاوي؟ ادعه يلتحق بنا، قد يأتي الله بالحل على يده، فلقد كان طيلة التحاقه بنا حلال المشاكل وجلاب الحلول، جزاه الله خيرا.
ولما عرض عليه الموضوع، سأل الإخوة:
– ومتى تودون الشروع في هذه الدورات؟
– بعد نهاية السنة الدراسية، في أوائل شهر يوليوز بحول الله.
– فُرِجَت إن شاء الله. عندي اقتراح، لعله يروقكم، إن لي مزرعة بالصخيرات، وسياجها المحيط بها أغراس متشابكة مما جعلها محجوبة عن الأنظار، فبعد موسم الحصاد يمكن أن نجعلها مركزا للدورات التكوينية وأن نبني بها خياما تأوي المتدربين.
رحب الإخوة بالاقتراح، ولم يكن لهم في قبوله من خيار، فبعد ما وقع قبل أشهر للرباط الشتوي من مداهمة المخزن والتضييق على صاحب الضيعة، من يتجرأ على استقبال وفود تتناوب الجيئة والذهاب وطيلة أربعين يوما أو أكثر، إلا الحاج إبراهيم الشرقاوي؟ ذلك الذي وصفه الأستاذ المرشد بالرجل المكتمل الرجولة.
وفي الصباح، رافق وفد من مجلس الإرشاد الحاج إبراهيم لمعاينة المزرعة والبيئة المحيطة بها.
ولما انتهى موسم الحصاد الزراعي والدراسي، وحان موعد بداية السلك التكويني، ها هي مزرعة الصخيرات تتحول، كما تحولت من قبل ضيعة دكالة، إلى خلية نحل، الكل فيها يعمل بجد وانتظام، يبنون مسجدا باللَّبن، إلا أنه لَبِنٌ من التبن الخالص غير مخلوط بالطين، صنعته آلات الحصاد، وأحضر لهم الحاج إبراهيم قماشا مشمعا غير قابل لتسرب المياه جعلوا منه سقفا. وغير بعيد نصبت خيمة شكلت المطبخ، وأقيمت المراحيض وتحول الفضاء الزراعي في سويعات قليلة إلى مؤسسة تكوينية، يتساكن بها المكون والمكون بفتح الواو وكسرها، توفر لمن فيها فضاء يستعمل حجرة للدرس والتحصيل ومسجدا للصلاة والذكر ومأوى للنوم ومطعما للأكل.
وتوالت الأفواج فوجا بعد آخر، تتلقى التكوين وتحظى بجلسة مع الأستاذ ياسين الذي كان يزور كل فوج بصحبة الحاج إبراهيم.
ومر شهر وزيادة، والأمور تسير على أحسن حال، يزور المزرعة يوميا الحاج إبراهيم متفقدا وحاملا للإخوة ما يكلفونه شراءه وتزويدهم به من مؤن يتولى بنفسه إحضارها في سيارة لنقل البضائع كان يملكها، حتى لا تتعدد دخول السيارات الغريبة فتثير فضول المتربصين.
وذات صباح حضر مرسول إلى المزرعة يسأل عن الحاج إبراهيم. فلما أخبر بعدم وجوده بها، ترك له استدعاء من طرف الدرك الملكي. وفي المساء كان في مركزهم يتحدث إلى المسؤول.
– الحاج أنت معروف عندنا ونكن لك احتراما، إلا أننا لاحظنا توافد الغرباء بكثرة على مزرعتك. ولولا أنك صاحبها لداهمناها ومنعنا ما ينظم بها من اجتماعات. لكن احتراما لك، نطلب منك إخلاءها حالا، هذا المساء، فلا يبيتن بها أحد!!
– إنهم ضيوفي، وأنا أتحمل مسؤوليتهم، فما المشكل في أن يستقبل المرء ضيوفه في بيته أو مزرعته؟
– الحاج من فضلك، لقد كنا معك واضحين، نحن لنا تعليمات، بلغناك إياها، فلا تحرجنا الله يجازيك.
رجع الحاج إبراهيم إلى الإخوة بالمزرعة، وأخبرهم الخبر، وقال لهم:
– افعلوا ما بدا لكم، إن رغبتم البقاء والتحدي، فأن مستعد لذلك مهما كانت العواقب، وإن رأيتم غير ذلك فالرأي رأيكم ولن أَعْدُوَه.
تذاكر الإخوة المسؤولون وأشركوا في المشورة الإخوة جميعهم، فرأوا أن يوقفوا حصة التكوين وأن يعود الإخوة إلى بيوتهم إلى حين البحث عن مكان يُمَكِّنُ من تتميم حصص التكوين التي بدأوها. وهنا تدخل الحاج إبراهيم قائلا:
– كيف ؟!! يَقْفِل الإخوة راجعين لمدنهم ولمَّا يكملوا بَعْدُ تكوينهم، ثم تبحثون عن مكان ثم يعودون لإتمام التكوين…؟
– وهل من حل آخر غيره؟
– نعم هناك حل، أن تنتقلوا إلى بيتي، وبه يكمل الإخوة التكوين، صحيح أنهم لن يجدوا به هواء البادية وصفاء ليلها، لكن هذا – في نظري- خير مما تقترحون.
تذاكر الإخوة في المقترح، فوافقوا عليه وخصوا صاحبه بدعاء خالص، وكيف لا يفعلون، وصاحبهم بعد أن جعل مزرعته تحت تصرفهم، ها هو يدعو أربعين رجلا أو خمسين ليحلوا عليه ضيوفا في بيته، ويغامر باستقبالهم، من جديد، بعد تنبيه رجال المخزن له في عهد، سميت تجاوزاته الحقوقية بسنوات الرصاص 9 .
الأيادي البيضاء للحاج إبراهيم الشرقاوي وبذله وجهاده منذ أن تلقى من عالم الغيب الإشارة بالعمل مع الأستاذ ياسين لم تنته باستقبال الإخوة في دارته بعد المزرعة، بعد أن تكفل بطباعة ونشر مجلة “الجماعة”، ولم تنته بطبع كتاب “رسالة القرن الملكية في ميزان الإسلام” والتي عمل على طبعها واختزان نسخها الثلاثة آلاف في مكتبه، لتوزع من يد ليد في حال إذا ما تم حجز عدد مجلة الجماعة التي نشرت الرسالة 10 ، كما لم تتوقف بسهره على طباعة جريدتي الصبح والخطاب ونشرهما، ولا بمرافقة الأستاذ ياسين لمخفر الشرطة وقضائه الليلة معه في الاعتقال وخضوعه للتحقيق، قبل أن يفرج عنه هو ويودع الأستاذ ياسين السجن ويُحْكم عليه بسنتين نافذتين قضاهما بسجن العلو بالرباط، عقابا له على مضمون جريدة الصبح 11 ، ولكن استمرت بعد ذلك طويلا، لكن مع الأسف، هذه الحلقات لن تستمر طويلا. وها أنتم تعيشون لحظاتها الأخيرة.
رحم الله الحاج إبراهيم، ونفعه بما أسدى ولآخرته بذل فأبقى، وتقبل الله جهاده وجزاه بما صبر جنة وحريرا متكئا فيها على الأرائك لا يرى فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليه ظلالها وذللت له قطوفها تذليلا. ورحم الله مصحوبه بما نظَّر ودعا وجاهد وربى. والصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وآله الأطهار وصحابته الأخيار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
[2] هكذا كان منهج التربية عند الإمام رحمه الله، إذا ارتكب السائل أو المتكلم في مجلسه ما يتطلب التصحيح، فإنه يبدأ يصحح له الخطأ، قبل أن يجيب عن سؤاله أو يعلق على كلامه.\
[3] روى الإمام مسلم في صحيحه عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟”، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط”. وفي رواية: “فذالكم الرباط” مرتين.\
[4] اجتمعوا على طعامهم يبارك لكم فيه.\
[5] المراد به الأزمنة التي أشار كتاب الله إلى فضلها مثل: الاستغفار بالأسحار، والتسبيح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، والتهجد بالليل، والصلاة في وقتها المحدد..\
[6] جمع مِخدَّةُ، وهي وسادة يُوضع عليها الخدّ أو الرأس عند النَّوم، وهي لفظة عربية أصيلة.\
[7] “إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلا يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ يَحُفُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَحُولَ مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ، قَالَ: وَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، وَقَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لا يَا رَبِّ، قَالَ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟!. قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: مِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لا، قَالَ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟!. قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُونِي، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُونِي، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا فِيهِمْ فُلانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، هُمُ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ”. متفق عليه عن أبي هريرة.\
[8] لما جاء في بعض الآثار: “ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقررها في موضعها من الأرض”.\
[9] وإن كان العهد الذي خلفه لم يكن، فيما يخص الجماعة، بأحسن حال ولا أفضله.\
[10] هذه النسخ وزعت بعدما نفذت نسخ المجلة، والتي صودرت في العديد من المدن.\
[11] يجمع المراقبون النبهاء على أن محاكمة الإمام ياسين رحمه الله ومعاقبته بالسجن عامين كاملين، لم تكن بفعل ما ورد في جريدة الصبح، فقد كانت التهم واهية بل وسخيفة، وإنما كان ردا على رسالة القرن الملكية في ميزان الإسلام، إذ لم يُرِد النظام لها أن تشتهر فكظم غيضه مؤقتا إلى أن صبه على الإمام رحمه الله بعد عامين.\