مسيرة وطنية شعبية ضخمة تلك التي شهدتها شوارع العاصمة الرباط صباح يومه الأحد 15 أكتوبر 2023، قال فيها الشعب المغربي كلمته ووجه عبرها رسائله الصريحة والحاسمة.
المسيرة التي دعت إلى تنظيمها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، ومن ورائهما العديد من الهيئات والمنظمات بينها جماعة العدل والإحسان، رفعت شعارا دالا وواضحا “الشعب المغربي مع طوفان الأقصى وضد التطبيع”، انعكس في اللافتات والشعارات والتصريحات والكلمات.
بدأ التوافد الشعبي من مختلف المدن مع بزوغ الخيوط البيضاء الأولى لصبيحة الأحد، تتجمع المجموعات الكبيرة والصغيرة والأفراد بالجنبات والأزقة والشوارع المحاذية لنقطة الانطلاق، تتجمع وتتآلف كجداول صغيرة تمضي لتصب في نهر عظيم. وكذلك كان، في حجمه وفي سمو القضية التي تشكل من أجلها.
بدأت المسيرة قبيل العاشرة بلحظات من أمام باب الأحد، وبعد أن تجمع القادمون من شرق المغرب وغربه وشماله وجنوبه، وبعد ترديد جملة من الشعارات، أخذت تتململ المسيرة لتدلف مقدمتها إلى شارع محمد الخامس ثم لتواصل مسيرها صوب ساحة البريد ثم البرلمان لتختتم فعالياتها أمام محطة القطار.
وقد حفلت المسيرة بترديد عشرات الشعارات القوية والمعبرة؛ بعضها يعلن الولاء لفلسطين وينصر المقاومة ويدعمها في معركتها البطولية، وبعضها يحمل المسؤولية للمنتظم الدولي المنافق والأنظمة العربية الخائنة المتخاذلة، وبعضها يدعو الدولة المغربية إلى إسقاط قرار التطبيع وطرد الصهيوني من البلاد. من تلكم الشعارات: “غزة غزة رمز العزة”، “شعب المغرب للأقصى مع “طوفان الأقصى””، “المقاومة أمانة والتطبيع خيانة”، “لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله”، “كلنا فدا فدا لفلسطين الصامدة”، “يا للعار يا للعار صهيوني في قلب الدار”، “يا له ارحل يا صهيون.. يا صهيون يا ملعون قدسنا في العيون.. يا له ارحل يا صهيون.. فلسطين أمانة والتطبيع خيانة.. الشعوب تقاوم والأنظمة تساوم.. يا له ارحل يا صهيون”…
كما حبلت المسيرة الحاشدة بالعديد من المشاهد المعبرة؛ هنا لافتة ضخمة يوقع عليها المارون والمحتجون كتب في أعلاها نص يدعم المقاومة ويدين الاحتلال. وهناك رفع المشاركون “قسم الأقصى” يتعهدون ألا تنازل على فلسطين وأن يورثوا القضية لأبنائهم حتى التحرير. وهذه مغربيات حرائر تجمعن واحتشدن وشكلن جزءا معتبرا من المسيرة يرفعن الشعارات بقوة شدت الأنظار. وتلك مقدمة المسيرة ضمت طيفا واسعا من الفعاليات والقوى والوجوه الوطنية من مختلف التوجهات والإيديولوجيات جمعهم حب فلسطين ونصرة الحق ونداء الواجب.
وقد شددت الكلمتان الختاميتان، اللتان ألقاهما كل من منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الدكتور جمال العسري ومنسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين الدكتور عبد القادر العلمي، على أن “طوفان الأقصى” نقلة استراتيجية كبيرة في معركة التحرير، حققت مكاسب نوعية وكبيرة لا يمكن تغطيتها بحجم العدوان الصهيوني وحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال ضد المدنيين في القطاع المحاصر.
كما أدان العلمي والعسري، في كلمتيهما، التواطؤ الدولي الصريح الذي أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لإبادة شعب غزة ضدا على كل القوانين والمواثيق الدولية، وشجبا بقوة التخاذل والخيانة التي أظهرتها الحكومات الرسمية والأنظمة العميلة التي انحدرت إلى قعر التطبيع فأتبعته -تبعا- مواقفها الخيانية تجاه معركة “طوفان الأقصى” الشامخة.
واختتمت المسيرة على إيقاع الفخر ببطولة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، والاعتزاز بموقف الشعب المغربي الدائم الذي ينظر لفلسطين باعتبارها قضية وطنية أصيلة.