بعد تهديدات صهيونية متواصلة، ارتكب جيش الاحتلال جريمة قرصنة بحرية لأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة واعتقال المشاركين فيه منذ فجر اليوم، الخميس 02 أكتوبر 2025، لتنضاف إلى سجل جرائم الحرب المكتملة التي تلطخ بها سجله الأسود في تاريخ الإنسانية.
احتجاجات في كبرى العواصم ضد قرصنة الأسطول
وانتفضت شعوب في بلدان كثيرة منذ ليلة أمس احتجاجا على هذه القرصنة التي تكونت فصولها من تشويش مبالغ فيه على السفن، ثم محاولة إغراق بعضها بالمياه، فبل اعتراضها ثم اقتحامها واعتقال مئات الناشطين المتطوعين في هذه المهمة الإنسانية النبيلة.
وتابع العالم خروج عدة عواصم ومدن في احتجاجات على الجريمة الصهيونية الجديدة، وخاصة في العواصم الأوروبية منها روما وميلانو نابولي وجنوة باليرموا فلورونسا وبولونيا ومدريد برشلونة واثينا وباريس بروكسيل وبرلين وجنيف وأنقرة وإسطنبول.
كما خرجت احتجاجات في جنوب إفريقيا وتونس والجزائر والمغرب. فضلا عن احتلال سكك حديدية ومحطات القطارات وإعلان دعوات للإضراب العام في أوربا كما فعل الاتحاد العام الإيطالي للشغل.
وشدد المحامي عبد الحق بنقادى في تصريع صحافي على أن هذه القرصنة هي “خرق سافر لقواعد قانون البحار الدولي في حق أسطول سلمي إنساني يقوم بإنفاذ القانون الدولي والإرادة الدولية بفتح ممر بحري إنساني”، محملا المجتمع الدولي مسؤولية هذا الاعتداء على السفن واختطاف المشاركين والمشاركات الذين على متنها في المياه الدولية.
جميع سفن الأسطول لم تستسلم وواصلت المسار
وبينما عبر عن استنكاره لهذا “الصمت والعجز المخجل”، قال بنقادى إنه لحد الآن جاري رصد وتوثيق كل الخروقات التي يرتكبها الكيان المحتل وإعداد ملف شامل يقدم أمام محكمة الجنايات الدولية.
وعممت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة منذ الساعات الأولى لفجر اليوم، عددا من مقاطع الفيديو في صفحتها، على صيغة “نداء استغاثة” يتحدث فيها الناشطون بصيغ تؤكد تعرضهم للاعتقال، جاء فيها “إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو فقد تم اختطافي..” وبعد التعريف بالاسم والبلد، يذكر كل مختطف اسم السفينة “التي تم اختطافها من قوات الاحتلال الصهوني بعد اعتراضها وهي في طريقها لكسر الحصار على غزة في مهمة إنسانية”.
وسجل بنقادى في تصريحه الصحافي بكل فخر واعتزاز هذه الملحمة الإنسانية التاريخية التي جري في أعالي البحار في اتجاه غزة، وقال إن باقي سفن أسطول الصمود العالمي لم تستسلم أو تتراجع عن مسارها، رغم سيطرة الاحتلال الغاشم في البداية على طلائع السفن واقتحامها واختطاف الناشطين على متنها، لافتا إلى أن عزيمة وتحدي الإبحار نحو غزة لكسر الحصار دون أي تردد “كان أكبر من جبروتهم وسطوتهم”.
مغاربة مشاركون اعتقلهم الاحتلال
وبينما كان أسطول الصمود يسطر هذه الملحمة، كانت الجبهة البرية على أهبة الاستعداد للدعم والاسناد والضغط على الحكومات بالاحتجاجات التي شهدتها كبرى العواصم الأوروبية.
وأكد الممثل القانوني للمحامين العرب في هذا الأسطول أن المغاربة المشاركين المختطفين في المياه الدولية من طرف كيان الاحتلال هم الدكتور عزيز غالي، والناشط أيوب حبراوي، والصحفي يونس أيت ياسين، والناشط عبد العظيم بن الضراوي، الناشط يوسف غلال، ثم الناشط ياسين لفرم.
وفيما عبر عن افتخاره بهم وبكل أحرار وشرفاء الإنسانية، حمل بنقادة سلطات الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن سلامتهم وما لحق أو سيلحق بهم من جراء هذا الاختطاف المخالف لكل القوانين والمواثيق.
نعاهدهم أننا سنبقى سندا ودعما
وطالب بنقادى السلطات المغربية لتتحمل مسؤوليتها كاملة في حماية مواطنيها وعدم السكوت عن جرائم الاحتلال والسعي لإرجاعهم في أقرب وقت ممكن إلى ذويهم وأهليهم بما يليق بهم، وتابع: “نعاهدهم أننا سنبقى سندا ودعما لهم حتى يعانقوا الحرية بإذن الله تعالى”.
وكانت بحرية الكيان المحتل اعترضت بشكل موثق 22 سفينة بما في ذلك الاقتحام والاختطاف، بينما اعترضت 19 سفينة أخرى بدون توثيق. فيما سفينة “مارينيت” ما زالت تبحر باتجاه غزة لكنها بعيدة بعد التحاق متأخر بسبب أعطال فنية.
أما السفينة الأخيرة “ميكينو” فقد ظهرت على مواقع التتبع داخل المياه الإقليمية الفلسطينية على بعد 8 أميال من غزة، في حدث غير مسبوق منذ 20 عامًا من الحصار، ولم يتأكد بعد إن كان وصولها فعليًا وتوقفها هناك، أم نتيجة خلل تقني، أو اقتيادها بعد اعتراضها.