جمع منير الجوري الباحث في علم الاجتماع التربوي، في تدوينة له على حسابه بفيسبوك، بين ما يعيشه الإنسان في رحلة حياته من برود عاطفي وعراك لأجل امتلاك أشياء لا تساوي أمام القحط الروحي الذي يعانيه شيئا مهما غلت، فكتب:
“في غفلة منا تتدفق دقائق عمرنا بين زقاق الحياة الباردة…
نستهلك قوانا في عراك حول سراب نحسبه أملا معلقا..
وتسيطر علينا غريزة حب البقاء فتنسينا القدر المحتوم..
وتشغلنا حتى عن لحظات الدفء ..
لا زاد نحمل ولا قلب نؤنس ولا أمل يشبع جشعنا أو يروي عطشنا…“.
وزاد منبها قبل أن ينصرم العمر فلا نجد أنفسنا إلا وقد أدركنا ما يفنى وفرطنا فيما يبقى:
“عطاش نحن والماء الزلال ينساب بين أناملنا
وعيوننا مشرئبة لفقاعات ضوئية
لا هي تنتهي
ولا هي تنير ليالينا الحالكة...”.
واسترسل، في خاطرته التي وسمها بـ”المحطة الأخيرة”، مستحضرا حال الإنسان حين يقترب من النهاية وتصبح معالم الحياة الماضية كالحة، وتختلف نظرته وتقييمه للأمور، فيعلم يقينا أنه فرط بغفلته فيما كان الأولى أن يشد عليه بالنواجذ:
“في المحطة الأخيرة كل شيء يجدد سموه وجماله..
في المحطة الأخيرة يتملكنا الأسف على لحظاتنا الضائعة..
تلك التي بددناها غافلين وسط الانحدار والقبح..
ونعض أناملنا على دقائقنا الثمينة التي هدرناها سذاجة أو عنادا..“.
وختم تدوينته بأسلوب يجمع بين التنبيه والدعوة للاستعداد لهذه الفترة لكي تكون مشرقة، فـ”من صحت بدايته أشرقت نهايته”:
“في المحطة الأخيرة.. إن أدركناها عن وعي
كل شيء يمكن أن يأخذ ألوانه الزاهية
وتشرق أنواره الربانية
حبا وعشقا على الطريق النقي“.