المغرب خارج التغطية

Cover Image for المغرب خارج التغطية
نشر بتاريخ

يتحول مغربنا الحبيب في الفترة الصيفية إلى ساحة مفتوحة للعروض الفنية، حيث تنظم مختلِف جهاته مهرجانات صيفية للاستمتاع والفرجة والرقص.. مهرجانات تختلف مناسبات تنظيمها بين ما هو شاطئي وما هو احتفائي بوَلِي من الأولياء و آخر يأتي تخليدا لمناسبة من المناسبات الوطنية أو احتفاءً بفن من الفنون أو صناعة من الصناعات.. فما يهم حكومتنا ( الرشيدة ) هو أن نحتفل و ندعو الشعب للفرجة والابتهاج. و من البديهي أن من يحيي هذه المهرجانات هم مجموعة من الفنانين الأكثر كلفة و الوافدين علينا من الخارج؛ لتصرف بذلك الأموال وتستنزف الجهود وتبذر خزينة الدولة بذريعة إمتاع الشعب والترويح عنه وفي صورة مناقضة لما ذكر نجد حكومتنا المغلوبة على أمرها تشكو من فراغ صندوق المقاصة ومن توالي مسلسل الاقتراض والتسول من الخارج والداخل .. وبين هذه الصورة وتلك يستوقفنا حال المستهلك الذي تدوسه عجلات الأسعار المرتفعة، وتلطمه أمواج الزيادات المتتالية في أثمنة المواد الاستهلاكية في مقابل أجور لم يئن لها بعد أن تناسب مستوى المعيشة المرتفع.

ووسط كل ذلك فالشعب المغربي يبكي نهارا و يرقص ليلا، مهرجانات تكاد لا تخلو منها أية منطقة من مناطق بلدنا الحبيب في وقت يعيش فيه إخواننا المسلمون إقليميا أصعب الفترات بين تقتيل وتذبيح وتجويع وإبادات جماعية؛ لا ذنب لهم إلا انهم ذووا إرادة أفاقتهم من تنويم أُخْضِعوا له طيلة قرون.. شعوب مسلمة مستضعفة استكثروا عليها التعبير عن رأيها أو الصدح بكلمة حق.. فكان نتاج ذلك أن فقدوا أهاليهم ومنازلهم وفقدوا كل شيء حتى الأمان و نحن هنا نرقص و نلهو وكأننا في كوكب غير كوكبهم و ننعم بظروف أحسن منهم .

ولو تأملنا فيمَ يراد بهذه المهرجانات و غيرها؛ لوجدنا إلهاء الشعب وتنويمه لينسى أن له معاناة وأنه الفاعل الأساسي في تقرير مصيره وتغيير ظروفه إلى الأفضل. لكن الأنظمة لا تعي أن هذه الملاهي كالمخدر سرعان ما يذهب مفعوله ويستفيق صاحبه على الواقع المرير.. ولعل ما حدث في مهرجان تطوان _ من طرد لـإحدى المطربات على إيقاع هتافات الشباب المؤيدة لشرعية الرئيس المصري ” الدكتور محمد مرسي ” خير دليل على أن قلوب المغاربة حية و أن صوت فطرتهم السليمة لازال له صدى سيسمع ولو بعد حين، و إلى ذلك الحين “كل عام والشعب المغربي بألف خير “.