المفطر… معه الله

Cover Image for المفطر… معه الله
نشر بتاريخ

يقول الحق سبحانه وتعالى: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون
الابتلاء اختبار وامتحان من الله جل وعلا لعباده. يكون تارة بالمنع وبالعطاء تارة أخرى.
لكن قد يكون المنع عين العطاء إذا تحقق في الإنسان فضيلة الصبر، التي من مزاياها أن يكون المولى سبحانه وتعالى معك وأعظم به من عطاء يقول جل شأنه: إن الله مع الصابرين. ومن جزاء الصبر أن يغفر لك ويغمرك برحمته وبالثناء الحسن. وأحسن به من فضل. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة… 
فيكون الصبر بذلك علامة على أن الإنسان يقتفي سبيل الهداية الرشد: وأولئك هم المهتدون.
فأحبتنا الذين ابتلاهم الله عز وجل بمرض مزمن أو غيره مما يتعذر معه الصيام، هم من هذه الفئة التي أحرزت هذا الشرف.
فصبرهم على مشقة المرض والتداوي نجاح لهم في الإختبار لا يلزمهم باختبار آخر، بل يستلزم الجائزة وهي رحمة الله وكينونته معهم.
أليس يرجع المسلم عند المصيبة فيقول: إنا لله وإنا اليه راجعون.
فإذا كنتم فعلا ممن يفعلون ذلك (القول) فاعلموا أنكم سلمتم أمركم لله منذ أول كلمة قلتموها:
(إنا لله) يقدر سبحانه ما يشاء ويقضي في الأمور بما يريد ولا نمتلك الإعتراض. لماذا؟ لأن الله عز وجل في قدره كل الخير. وإن بدا لنا عكس ذلك،
إلا أن الخير فيما يختاره الله سبحانه.
ولهذا نقول لأحبتنا من المرضى إقبلوا رخصة الله عز وجل لكم بالرضى والتسليم، فهي هدية منه لكم على صبركم، ووطنوا أنفسكم على مزيد من الصبر فأبواب الطاعة كثيرة منها الصلاة بفرضها ونفلها- التي هي أسبق على الصيام من حيث الوجوب – وكذلك الصدقة وذكر الله وقراءة القرآن وبر الوالدين وغيرها كثير.
واشتغلوا بصيام الجوارح فإنه يورث الحياء من الله عزوجل. فقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استحيوا من الله حق الحياء. قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء”.