بعد استجابة 37 مدينة لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، التي دعت إلى تخليد اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عرفت مجموعة من الوقفات تدخلاً من السلطات من أجل منع تنظيم هذه الوقفات.
ففي مدينة الرباط التي عرفت منعاً شاملاً قال الأستاذ أبو الشتاء مساعف، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، إنه “لا مبرر” لمنع تنظيم هذه الوقفة السلمية التضامنية مع الفلسطينيين، في إطار اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي استجابت لها مدن المغرب من شماله وجنوبه وشرقه وغربه.
واستنكر قيام السلطات، التي تمنع هذه الوقفات، باستقبال واحتضان وزير حرب الكيان الصهيوني المجرم يوم الأربعاء الماضي، مؤكداً أن “منع مواطنين مغاربة من التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، واستنكار هذه الزيارة المشؤومة فهو أمر غير مقبول”، خاصة وأن هدف الزيارة العسكري لن يأتي إلا بالشر على بلدنا، فقد وقع اتفاق عسكري لا ندري هل نحن في حرب؟ وهل ننتمي إلى دول الطوق حتى يمكن أن نوقع مثل هذه الاتفاقية؟ يضيف.
وختم التصريح الذي خص به موقع الجماعة نت بالقول إننا “نربأ بأنفسنا وبالشعب المغربي أن يكون بوابة لتطبيع الكيان الصهيوني مع الدول الإفريقية. هذا التطبيع العسكري هو شؤم، ومنحى خطير تتجه فيه الدولة بوضع يدها مع كيان مجرم عنصري تمييزي“.
أما الأستاذ عبد الصمد فتحي فقد عبّر من مدينة الجديدة عن رفضه لمسلسل التطبيع الذي يسير فيه المغرب، معتبراً أن “هذا المسلسل تعدى كل الحدود” وشمل مجالات متعددة من التطبيع، وصلت إلى التطبيع العسكري. مضيفاً أن هذا التطبيع “يرهن المغرب ويهدد أمنه واستقراره“، لذلك تعرف أغلب مدن المغرب احتجاجات، رفعت فيها الأعلام الفلسطينية تعبيرا عن تشبثها بالقضية الفلسطينية، وتنديدها بهذا المسلسل التطبيعي الذي يهدد أمن المغرب والمنطقة.
وتابع نائب المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، أن خروج ما يفوق من 37 مدينة لتعبر بقوة عن تنديدها بالتطبيع “لكي تجسد هذا الاختيار وهذه المفارقة الكبرى بين الإرادة الشعبية وبين إرادة الحاكمين الذين يزجون بالمغرب وبالشعب في مستنقع التطبيع“.
في حين اعتبر عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة مصطفى الريق قال أن هذه الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني تأتي لتؤكد مجموعة من الرسائل، على رأسها “أن الشعب المغربي غير مطبّع، وإنما الجهة المطبعة هي النظام المخزني وأدواته التي تدور في فلكه“. مضيفاً أن الشعب المغربي في تاريخه مع القضية الفلسطينية وتوجد في أعماقه وليس اليوم فقط.
أما الرسالة الثانية، التي بعثتها هذه الوقفات حسب الريق، فهي “لتصحيح التدليس الذي يتم ترويجه عبر الإعلام الرسمي والإعلام المتصهين الذي يقول بأن هذا التطبيع يأتي كخطوة طبيعية انسجاما مع الأجندة الوطنية وخدمة للقضية الوطنية، هذا تدليس وكذب، لا يمكن أن نخدم قضايانا الوطنية بالتفريط في قضية مركزية وهي القضية الفلسطينية أبداً“، مشيراً إلى أن لنا في درس التاريخ تجارب متعددة، من سبقنا وقال هذا الكلام يكفي أن نرى واقعه اليوم، مثل دول الطوق ومصر والأردن، وغيرها من البلدان التي سبقتنا إلى التطبيع، فكيف كانت مآلاتها.
وختم المتحدث تصريحه بالقول أننا نعتبر “رفض التطبيع ليس فقط خدمة للقضية الفلسطينية، إنما هو تحصين لبلدنا، لأنه ثبت عبر التاريخ أن كل أرض وطأتها أقدام الصهاينة إلا وتعمل على تفكيك النسيج المجتمعي لتصل إلى تدميره، والبليد من يريد أن يعيد الدرس نفسه“.