بالصيام والقيام والدعاء والمشاركة في الفعاليات.. العدل والإحسان تدعو الشعب والأمة إلى التضرع لرفع البلاء عن غزة

Cover Image for بالصيام والقيام والدعاء والمشاركة في الفعاليات.. العدل والإحسان تدعو الشعب والأمة إلى التضرع لرفع البلاء عن غزة
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه

نداء إلى الشعب المغربي وإلى عموم الأمة الإسلامية

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواننا الكرام وأخواتنا الكريمات:

مرت سنتان بأيامها ولياليها وساعاتها الطويلة الشديدة على أهلنا في غزة رجالا ونساء وأطفالا عانَوْا خلالها الأهوال والمصائب مما شاهده العالم أجمع، ومما لم يشاهده أحد ولا يعلم فظاعته وشدته إلا الله. ولا يشك المرء لحظة في أن الأغلبية العظمى من المسلمين والمسلمات في كل بقاع الأرض توجهوا ويتوجهون إلى الله الكريم بالدعاء لتفريج هذه الكربة.

ونحن على أبواب الذكرى الثانية لبداية هذه الفاجعة نهيب بكم أن نجتهد أكثر وبتوجه قلبي جماعي خلال هذه الأيام التي تفصلنا عن 7 أكتوبر، في التضرع والتقرب إلى الـبَـرِّ الرحيم بالدعاء وبصالح الأعمال، عساه سبحانه -وهو القريب الودود- أن يرفع عنا هذا البلاء وأن يبدلنا به عزًّا ونصراً.

ونستحضر بقلوب حية ويقظة ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن “الدعاء مخ العبادة” (أخرجه الإمام الترمذي)، بل “الدعاء هو العبادة” (أخرجه أصحاب السنن)، و“لا يرد القضاء إلا الدعاء” (أخرجه الإمامان أحمد والترمذي)، وأنه “لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء” (أخرجه الإمام الحاكم)، وأن “الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض” (أخرجه الحاكم وصححه). وأنه “لا يهلك مع الدعاء أحد” (أخرجه الإمام ابن حبان). ونستحضر أساسا ما أخبرنا به عليه الصلاة والسلام عن ربه عز وجل عندما ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول وهو المعطي الوهاب: “من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه …” (رواه الشيخان). ونتذَكر بقلوبنا وضراعتنا ما أخبرنا به سبحانه عن نفسه: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان.

فلنجعلها بإذن الله أياما وليالي للوقوف بين يدي أكرم الأكرمين، ولنتَحَرّ الأوقات المباركة: في السحر، وعند الأذان، وعند ختم القرآن، ونزول المطر، وإثر الصلاة، وحالة السجود، ولنتذكر أنه من هذه الأوقات المستجاب فيها الدعاء كما أخبر بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ساعة زحف العدو كحالنا تماما الآن.

وليصحب كل ذلك حسن الآداب في الدعاء ظاهرا وباطنا، ومن أعظم هذه الآداب التوبة ورد المظالم والإقبال على الله بكنه الهمة كما يقول علماؤنا رحمهم الله، وكذا الإيقان بكرم الله: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة” (أخرجه الترمذي) إلحاحا وتكرارا. ولنحذر أشد الحذر الأسباب المانعة لإجابة الدعاء وعلى رأسها العقوق وقطع الرحم وأكل الحرام وظلم الخلق وعدم التوبة من المعاصي…

أما ما يمكن أن نتواصى به من الأعمال الصالحة إن شاء الله في هذه الأيام فيكون كالتالي:

1. صيام أيام الاثنين والخميس ما قبل السابع من أكتوبر وكذا الأيام البيض من شهر ربيع الثاني1447 والتي توافق الاثنين والثلاثاء والأربعاء 6-7-8 أكتوبر 2025م، وتخصيص دعاء الإفطار في كل أيام الصيام هذه لأهلنا في غزة والضفة والقدس وعموم فلسطين بل كل الأمة.

2. الإكثار من تلاوة القرآن، وقراءة السور والآيات التي وردت الآثار في فضل تلاوتها، وإهداء أجرها وبركتها للمجاهدين وأهل فلسطين مددا ونوراً.

3. القيام بين يدي الله في الثلث الأخير وصلاة الوتر النبوي، ونشكو بثنا وحزننا في سجدات الليل إلى السميع العليم، ونتوج ذلك بدعاء السحر واستغفاره وتوبته.

4. الإقبال على الله بذكر الكلمة الطيبة لا إله إلا الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تضرعا ومناجاة.

5. بسط الأيدي بالصدقات، فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع البلاء كما هو مقرر في ديننا وسنة نبينا “وصدقة السر تطفئ غضب الرب” (أخرجه الإمام الطبراني).

6. المرابطة في بيوت الله بين العشاءين للذكر والتلاوة والدعاء خلال هذه الأيام ما أمكن.

7. الانخراط الصادق في كل الفعاليات التي ستجرى خلال هذه المدة وعلى رأسها مسيرة الأحد 5 أكتوبر 2025 إن شاء الله.

كل هذه الأعمال وغيرها بإذن الله يكون -كما دلنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم- توسلا وتذللا لا منّاً ودلالا.

نسأل الملك الوهاب بحق لا إله إلا الله وبأسمائه الحسنى التي أمرنا أن ندعوه بها أن يرفع عن غزة وفلسطين وسائر الأمة هذه الكربة العظيمة، وأن يكفينا شر كل ذي شر بما يريد وكيف يريد فهو سبحانه الفعال لما يريد، لا راد لحكمه ومشيئته، ولا فاعل في الأرض ولا في السماء على وجه التحقيق إلا هو. وصلى الله وسلم وبارك على من وصفه ربه بقوله عز من قائل: عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.

وحسبنا الله ونعم الوكيل، لا مولى لنا سواه، نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان

الأحد 5 ربيع الثاني 1447 الموافق لـ28 شتنبر 2025