قبل البدء:
في خضم المشاغل الحياتية اليومية المتعددة، والواردات؛ المضللة والموسوسة؛ على الأسماع والقلوب والعقول، قد ينسى، أو يتناسى، أو يغفل الإنسان، ولا ينبغي له، عن مصيره المحتوم، وهو الموت، وبعده الوقوف بين يدي الديان سبحانه وتعالى.
هل من سبيل ـ تزكية وتربية وتهيئة للإرادة ـ كي يجعل هذا الإنسان نصب عينيه ذكر الموت ولقاء ربه؟ ألا من خطاب له وللناس قاطبة، يمزج “بين الإنذار والبشارة، بين الترغيب والترهيب، بين الاستنهاض والزجر، بين التحريض العاطفي والتنوير العقلي” 1، جوهره ومنتهاه التذكير بالآخرة؟ حتى يعمل بجد وتفان وإخلاص، عملا إراديا مقصودا، ينبع من نفسه، ثم يبدع أثناء الإنجاز، ويقتحم العقبات الأنفسية والآفاقية؟ كيف يتحول “الكلام عملا، والفكر إنجازا والشريعة الإلهية قانونا يحكم في الأرض، يعلو ولا يعلى عليه” 2؟
وما السبيل لتبليغ “دعوة الإسلام والإيمان والجهاد إلى أعماق القلوب” 3، كي يربط؛ هذا الإنسان؛ مصيره الفردي واستعداده للقاء الله رب الدنيا والآخرة؛ عز وجل؛ بالمصير الجماعي، مصير الأمة، لتخرج من الذلة والاستضعاف إلى التمكين والعزة؟
لا شك أن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقصص الأنبياء، والقائمين لله في كل زمان ومكان، وسيرة الصحب الكرام، ثم حياة التابعين والوارثين العاملين، وآثارهم المخطوطة والمسموعة والماشية على الأرض رجالا ونساء… لا شك أنها ستنير ما أشكل، وتضع الأقدام على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك، ولكن قبل هذا وذاك، لنا وقفة لتوضيح بعض المفاهيم التي ستصحبنا خلال هذه الرحلة، ثم ننطلق بإذن الله، راجين العون والمدد منه إنه هو الكريم الوهاب.
البلاغ لغة واصطلاحا:
يقول الراغب في مفردات القرآن: البلوغ والبلاغ الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى مكانًا كان أو زمانًا أو أمرًا من الأمور المقدرة، 4 وربما يعبر به عن المشارفة عليه، وإن لم ينته إليه، فمن الانتهاء قوله تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً (الأحقاف/ 15)، وقوله عز وجل: وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ (البقرة /232).
والبلاغ التبليغ نحو قوله عز وجل هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَاب(إبراهيم/52)، والبلاغ الكفاية نحو قوله عز وجل: إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِين(الأنبياء/ 106) ، ويقال بلغته الخبر وأبلغته مثله وبلغته أكثر، قال تعالى: أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون(الأعراف/62)، وقال تعالى: ياأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين(المائدة/67).
كما لاحظنا، فقد وردت لفظة البلاغ في القرآن الكريم في عدد من الآيات، منها كذلك قوله تعالى: “إِلاَّ بَلاَغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (الجن/ 23)، أي لا أجد منجى إلا أن أبلغ عن الله ما أرسلت به. والإبلاغ: الإيصال، وكذلك التبليغ، والاسم منه البلاغ، وبلغت الرسالة أي أوصلتها، والبلاغ: ما يتوصل به إلى الغاية، والبلاغ: بيان يذاع في رسالة ونحوها. 5
الآخرة والدنيا:
إن الناظر في كتاب الله عز وجل، وهو يتدبر معانيه، ليجد ربطا واضحا بين الدنيا والآخرة، لكنه ربط توجيهي للناظر من المؤمنين، وتذكير له بسمو الحياة الآخرة وعلو منزلتها وبقائها ودوامها، ثم هو ربط توجيهي كذلك للناظر، كي يحذر نقيضها المتصفة بالزوال والشقاء والبؤس 6 والتلون والتقلب، والترح والفرح… وكل نقيصة فهي جوهرها، لا يركن إليها، أو يتعلق بشهواتها وتسويفها وتلبيسها إلا الغافلون، لذلك أمر الله سبحانه المؤمنين بالسعي الحثيث ليلا ونهارا، سرا وعلانية، أفرادا وجماعة للفوز برضوانه وجنة عرضها السماوات والأرض، أعدها سبحانه لمن خاف الآخرة وسعى لها سعيها وهو مومن ومع المومنين.
الآخرة لغة: “أخ ر: (أَخَّرَهُ فَتَأَخَّرَ) وَ(اسْتَأْخَرَ) أَيْضًا وَ(الْآخِرُ) بِكَسْرِ الْخَاءِ بَعْدَ الْأَوَّلِ وَهُوَ صِفَةٌ تَقُولُ جَاءَ (آخِرًا) أَيْ (أَخِيرًا) وَتَقْدِيرُهُ فَاعِلٌ وَالْأُنْثَى (آخِرَةٌ) وَالْجَمْعُ (أَوَاخِرُ). وَ(الْآخَرُ) بِفَتْحِ الْخَاءِ أَحَدُ الشَّيْئَيْنِ وَهُوَ اسْمٌ عَلَى أَفْعَلَ وَالْأُنْثَى (أُخْرَى) إِلَّا أَنَّ فِيهِ مَعْنَى الصِّفَةِ لِأَنَّ أَفْعَلَ مِنْ كَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الصِّفَةِ.” 7
الآخرة اصطلاحا: لتوضيح دلالة لفظ الآخرة اصطلاحا ننطلق من قوله تعالى: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لو كانوا يعلمون (العنكبوت/64)، قال صدیق خان: هي “الحیاة الدائمة الخالدة التي لا موت فیها” 8محمد صديق خان، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صَيدَا -بَيروت: 1412هـ /1992م ج: 10، ص: 216.، ويرى الطبري أنها: “الحیاة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع ولا موت معها… حياة لا موت فيها” 9، ويفسر ذلك ما رُوي عن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا عجباً كل العجب من مصدق بدار الحيوان، وهو ليسعى لدار الغرور” 10.
ويزداد اللفظ وضوحا مع السعدي الذي بين لوازم الآخرة بقوله: “الحياة الكاملة، التي من لوازمها، أن تكون أبدان أهلها في غاية القوة، وقواهم في غاية الشدة، لأنها أبدان وقوى خلقت للحياة، وأن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة، وتتم به اللذات، من مفرحات القلوب، وشهوات الأبدان، من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.” 11
لذلك فالذين يعلمون ويعقلون لا يرغبون عن دار الحيوان التي ذُكرت صفاتها، ويرغبوا: “في دار اللهو واللعب، فدل ذلك على أن الذين يعلمون، لا بد أن يؤثروا الآخرة على الدنيا، لما يعلمونه من حالة الدارين.” 12.
ويكفي في الدنيا قوله عز وجل: وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور(سورة الحديد/20)، دار فناء وبلاء، سميت بالعاجلة والفانية، ومتعددة الأحوال، وقليلة المتاع… دار اللهو واللعب والتباغض والتكاثر، بسبب زينتها وشهواتها، لكنها شهوات “تشبه في سرعة انقضائها وزوال متاعها، الأشياء التي يلهو بها الأطفال، يجتمعون عليها وقتا، ثم ينفضون عنها.” 13
وقد وصفها ربها جلت عظمته قائلا: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ. (سورة الحديد/20)
وعلى علاتها ونقائصها وكل ما وُصفت به، جعلها ربها مزرعة الآخرة، فرصة للتوبة والتزود بالطاعات وعمل الصالحات، وترك المحرمات… للحصول على المغفرة وأعلى الدرجات، ومن الصالحات الحض على حقوق المستضعفين ونصرة المظلومين وتنفيس كرب المكروبين، اقتحاما لعقبات النفس والهوى والسلطان، واستحضارا للبعد الجهادي، باعتباره نفَسا اقتحاميا، يحفز الهمم، ويشحذ الإرادات، ويحارب الدعة والذرائع الواهية المقعدة 14، ولا سبيل إلى ذلك إن لم تتوفر الروحانية العالية، والتي بدورها لا تتأتى إلا بالصبر مع الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ (الكهف/28).
المصير الفردي والجماعي:
ويصطلح عليه كذلك بالخلاص الفردي، وهو الانشغال بالنفس والانعزال عن الدنيا، إنكارا لشرورها وعبث ناسها ولا مبالاتهم، أو الهروب من ظلم الساسة وترغيبهم وترهيبهم، أو الهروب من التصدي للمسؤوليات العائلية والمجتمعية، إما عجزا وفشلا، أو خوفا من تبعاتها ووجلا.
وقد يترتب عن ذلك ضياع مصالح الناس، فيتولى الجهال توجيه العباد وإرشادهم، فينتج عن ذلك عدم الاستقرار النفسي والسياسي، فيستأسد المستبدون.
وهو تصور ساد بالخصوص عند المسيحيين، لكنه بعد الفتنة والانكسار التاريخي، حين ذهبت الشورى، وتأمر الملك العاض والجبري أمر الناس، تأثر به المسلمون، فقصر الكثير منهم إسلامه على تزكية النفس طلبا للإحسان.
ويقابل هذا السلوك مشروع الخلاص الجماعي، أي انخراط الفرد وجهاده في أعمال جماعية، مع التحلي بالصبر ابتغاء نيل الخيرية التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ ويَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ على أذاهُمْ “ 15، لأنه “يَجِدُ مِن البلاءِ والأذى ما لا يَجِدُه المعتزِلُ، فإن صبَر على ذلك كان له عظيمُ الأجرِ والثَّوابِ.” 16
الخطاب:
يُطلَق (الخطابُ) في اللغة العربية على: “مراجعة الكلام، وقد خاطبه بالكلام مخاطبة، وخطاباً، وهما يتخاطبان” 17، والخِطاب كذلك: الكلام، وفَصْل الخِطَاب هو خطاب لا يكون فيه اختصار مُخِلّ ولا إسهاب مُمِلّ، والخُطْبة: الكلام المنثور يخاطِب به مُتكلِّمٌ فصيحٌ جَمْعًا من الناس لإقناعهم، ومن الكتاب: صدْرُه جمع خُطَب، والخَطَّاب: وصف للمبالغة للكثير الخطبة [بضم الخاء وكسرها].
أما الخطيب فهو الحسن الخُطبة، أو من يقوم بالخَطابة في المسجد وغيره، والمتحدث عن القوم. جمع خُطباء، والخَطْب والمخاطبة والتخاطب: المراجعة في الكلام، ومنه الخُطْبة، ويقال من الخُطْبة: خاطِب وخطيب، ومن الخِطبة: خاطب لا غير. والخَطْب: أيضًا الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب. 18
وكلما وقفنا على لفظ الخطاب اصطلاحا، إلا وسبقت إلى أفهامنا دلالته على معنى التعامل 19والتواصل وإشراك الآخر وإفهامه أمرا مخصوصا ومشتركا، بغرض الإقناع في دوام هذه العلاقة، أو دفع انتقاد ورد شبهات، أو زيادة في يقين باعتقادات معينة، ويعتمد في ذلك على الحجة والحجة المضادة المؤثرة، ليس بغرض التسلط والإجبار، ولكن بهدف الإشراك في القناعات، وفي الفضل وتجنب الشرور المادية والمعنوية.
تعددت في الاصطلاح استعمالات هذا الخطاب: لسانيا ولغويا وفكريا وفلسفيا وأصوليا، لكنها كلها تهدف التأثير واكتساب المواقف وتبنيها، تأثير معرفي وسلوكي، ثم وجداني، وكأن الخطاب الذي ليست هذه صفته، أي: خطاب حكيم ورحيم، يعظ بالحسنى، يبشر ولا ينفر، يجادل المعارض والمناوئ بالتي هي أحسن، يوشك أن يجانب صفة الخطاب الذي هدفه الإفهام الذي وردت معانيه في كتاب الله 20، ولعل من أهم مميزاته، أنه يتوجه مباشرة إلى الفطرة البشرية التي فطرها الله، كي يزيل ما ران عليها.
[2] المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، ص: 404
[3] نفسه، ص: 404.
[4] الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، دار القلم، ص: 144.145.
[5] نفسه بتصرف.
[6] فهد بن عبد المنعم صقير السلمي، توجيه نظر المؤمنين في القرآن الكريم من الدنيا إلى الآخرة-نماذج وصور، دراسة تفسيرية، مجلة كلیة الآداب، جامعة بنها الجزء الثاني: اللغات، العدد الرابع والخمسون، أكتوبر 2020، ص: 7، بتصرف.
[7] الرازي، مختار الصحاح، المحقق: يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية -الدار النموذجية، بيروت -صيدا الطبعة: الخامسة، 1420هـ / 1999م، ج: 1، ص: 15.
[9] الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، المحقق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة الطبعة: 1، 1420 هـ -2000 م، ج: 20، ص: 60.
[10] جلال الدين السيوطي، الدر المنثور، دار الفكر – بيروت، ج: 6، ص: 476. أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب وهو مرسل.
[11] السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م، ص: 635.
[12] السعدي، ص: 635.
[13] محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة، الطبعة: 1، ج: 11، ص: 56.
[14] محمد عبادي، هذه أصول دعوة العدل والإحسان، الجماعة. نت، 1 فبراير2022 ، بتصرف.
[15] الترمذي، الجامع الكبير -سنن الترمذي، المحقق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي -بيروت: 1998 م، ج: 4، ص: 243.
[16] https://dorar.net/hadith/sharh/84346
[17] أبو الفضل جمال الدين محمد بن منظور: لسان العرب، المجلد الأول، ص: 361. (خطب)،
[18] الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب القاموس المحيط، تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، باب الباء، فصل الخاء، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السادسة: 1998م، ص: 81.
[19] طه عبد الرحمن، اللسان والميزان، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى: 1998م، ص: 213.
[20] عبد القادر فرطوطي، الخطاب الإسلامي ومآلاته على الإنسان: معرفيا – سلوكيا – وجدانيا، مجلة ابن خلدون، العدد: 8، 1 ماي 2022م، https://www.benkjournal.com/archives/category/current-issue بتصرف.