نعرض في هذه المقالة المختصرة رؤية إسلامية لبناء الفرد في المجتمع الإسلامي ليكون شخصية مؤمنة فاعلة مؤثرة، وبناء علاقات جماعية لكيان عضوي متماسك ومؤهل لإنجاز مهمات التغيير الجوهري والتاريخي لأحوال المسلمين أولا والمجتمعات الأخرى ثانيا، حرصا على تحرير الإنسان من الاستلاب والقهر والتضليل والتبخيس.
نتحدث في هذه المقالة انطلاقا من نظرية المنهاج التي صاغها الإمام عبد السلام ياسين، أحد أعلام العمل الإسلامي في القرن الخامس عشر الهجري، النظرية التي تضمنت نسقا من التصورات الفكرية والتربوية والسياسية والأخلاقية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
1. سياق البناء..
خاطب القرآن الكريم الإنسان ودعاه إلى الخروج من الغفلة والإعراض والانبهار بالدنيا إلى سعة الذكر والإقبال عليه سبحانه والإسراع إلى مغفرته ورضوان. وفي كل عصر، يحتاج هذا الإنسان إلى من يجدد النداء لإسماع فطرته، وإحياء صلته بربه عز وجل. ولأجل هذا جاء الأنبياء والرسل، وكان الوارثون المجددون على أثرهم في أوقات وأزمنة متتالية.
وإذا خصصنا الحديث في الموضوع بحالة الأمة الإسلامية في العصر الحديث، فإننا سنذكر جملة من الخصائص والصفات والمعطيات التي تميز تلك الحالة على مستويات متنوعة؛ تربوية وعلمية واجتماعية وسياسية وحضارية. ذلك أن عموم الشعوب المسلمة تقع تحت تأثير مفاعيل الأنظمة والأنساق المهيمنة، محليا وعالميا، ولا نستطيع أن نخفي معالم الضعف والتفكك والغفلة والتفرق والاستبداد ومعاداة العلماء والمصلحين وتضليل الشعوب، وهي سمات مرحلة الملك الجبري من تاريخ المسلمين، ومرحلة الاستكبار العالمي.
وعلى الرغم من تلبد سماء الأمة الإسلامية بتلك الغيوم، فقد استمرت… تتمة المقال على موقع مومنات نت.