مقتطف من بيان الجماعة (5): لهذه الأسباب نقاطع انتخابات الجماعات الترابية وندعو إلى مقاطعتها
تجري هذه الانتخابات في ظل تحكم مخزني في مفاصل اللعبة الانتخابية طيلة كل مراحلها، وهو ما يفقد هذه الانتخابات حدها الأدنى من ضمانات النزاهة، ويكرس جو الشك والريبة والعزوف وفقدان الثقة: التردد في تحديد تاريخ الانتخابات، والسرية والتسريبات بخصوص مشاريع القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية، وإجراء الحملات الانتخابية وتحديد يوم الاقتراع خلال العطلة الصيفية، واستعمال التقطيع الترابي كآلية للتحكم في صياغة المشهد الانتخابي، والاكتفاء بالتحيين الجزئي للوائح الانتخابية، والاستمرار في اعتماد التسجيل بطلب عوض التسجيل التلقائي.. والتأخر الكبير في إعداد وإصدار القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية.. ناهيك عن مضامينها غير الديمقراطية، وصياغة المراسيم والقرارات التنظيمية المتعلقة بالانتخابات في ظروف استعجالية وأوقات قياسية.. وأما نمط الاقتراع، فلا يسهم إلا في مزيد من إفساد الحياة السياسية بما يسفر عنه من بلقنة المشهد السياسي، ويشجع على بروز أعيان ولوبيات انتخابية تعتمد الرشوة للظفر بالمقاعد ونسج التحالفات الغريبة لصناعة مجالس غير متجانسة، قابلة للتحكم والانفجار في أي لحظة. وبذلك تصبح الانتخابات في المغرب وسيلة لإفساد الحياة السياسية والنخب والشعب عوض أن تكون وسيلة دمقرطة وتخليق.