كان المغاربة يشـدون الرحال لزيارة المسجد الأقصى المبارك منذ القرون الأولى للهجرة، ولما كثر عددهم بعد استرداد صلاح الدين بيت المقدس عمد الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين إلى وقف الأراضي والمساكن المحيطة بحائط البراق على طائفة المغاربة وكان ذلك حين سلطنته على دمشق (589 – 592 هـ) وكانت القدس تابعة له، ومنذ أواخر القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي أخذ الحي يدعى بحارة المغاربة أو الحي المغربي.
وفي تلك المنطقة أنشأ الملك الأفضل المدرسة الأفضلية، وأوقفها على فقهاء المالكية في بيت المقدس بالإضافة إلى أوقاف أخرى أوقفها الأفضل نور الدين، وأوقف أعيان المغاربة عدة أوقاف هامة في القرن السابع الهجري.
وتعلق المسلمون من المغرب بالقدس تعلقاً شديداً .. وقد كان المغاربة على الدوام موضع احترام أهل القدس وتقديرهم لما عرفوا به من استقامة وشهامة وحسن جوار.
وفي السنوات العشر الأولى للانتداب البريطاني قامت الصهيونية بمحاولات عدة للاستيلاء على الحائط وعلى منطقة حارة المغاربة، وكان أول عمل قام به اليهود بعد احتلالهم مدينة القدس سنة 1387هـ (1967 م) الاستيلاء على حائط البراق، ودمروا حارة المغاربة، وتم تسويتها بالأرض بعد أربعة أيام من احتلال القدس، حيث توجهت الجرافات اليهودية إلى الحي المغربي داخل أسوار مدينة القدس وهدمته بكامله، وشردت 135 عائلة من سكانه المسلمين بلغ عدد أفرادها 650، كما نسفت 34 داراً أخرى مجاورة ومصنعاً للبلاستيك، وشرد سكانها وعمالها البالغ عددهم حوالي 300 آخرين.
وكان في حارة المغاربة قبل أن تهدم أربعة جوامع، والمدرسة الأفضلية وأوقاف أخرى.
وأصبحت حارة المغاربة في ذاكرتنا بعد أن كانت أوقافاً إسلامية، ويطلق عليها اليهود الآن ساحة المبكى بعد أن دفنوا تاريخ حارة وقفية إسلامية.