نظمت عائلة وأصدقاء الشهيد كمال عماري رحمه الله، ليلة يوم السبت 01 يونيو 2013، حفل تأبين أمام بيت العائلة إحياء للذكرى الثانية لاستشهاده.
افتتح الحفل بعرض شريط مصور يتحدث عن الشهيد وحياته ويرصد سياق وتفاصيل الاعتداء عليه، قبل أن يستمع الحاضرون لآيات بينات شنف أسماعهم بها القارئ “يوسف قاق”، ثم ابتهالات نبوية من أداء فرقة الصفاء المحمدي، ليتم الانتقال إلى عرض شهادات حية في حق الشهيد رحمه الله افتتحها أخوه محمد الذي تحدث عن الشهيد رحمه الله وبصمته في العائلة؛ قائلا أن الشهيد لم يكن يترك منفذا للشيطان فكان لا يتكلم إلا بخير ولا يفعل إلا الخير حيث عُرف بسبقه للوقوف على شؤون العائلة وخدمته لها بكل حب وتفان، كما عُرف ببرنامجه الإيماني اليومي فلم يكن يتوانى في الاستيقاظ لصلاة الليل وذكر الله وتلاوة القرءان الكريم، وكان للأب عبد الرحمان كذلك شهادة في ابنه حيث أكد أن فراقه لا يزال صعبا على النسيان لأنه كان بمثابة اليد اليمنى له فلا يترك شغلا يعرف انه عازم على قضائه في البادية أو المدينة إلا أعانه عليه، ملفتا الانتباه من جديد إلى أن قتله كان جريمة نكراء بطلها سبعة من رجال الأمن انهالوا على كمال ضربا في كل أنحاء جسمه –حسب ما حكى كمال رحمه الله–، الشيء الذي لم يقوى الشهيد على احتماله ليلفظ أنفاسه بعد أيام، وقال الوالد كذلك أنه لن يتنازل عن دم ابنه مهما كان وأنه لن يخضع للمغريات ولا الضغوطات متسائلا عن سبب التماطل في الملف قضائيا رغم أن الحقيقة ظاهرة للعيان.
وفي إطار الشهادات أيضا تحدث أحد رفقاء الشهيد في درب العدل والإحسان والذي سبقته دموعه وهو يتحدث عن الشهيد في مجالس الإيمان كيف كان سباقا لاغتنام خيراتها والنهل من مدارساتها بقلة كلامه المعهودة وكثرة أعماله المشهودة. وقد نظم أحد الحاضرين شهادته شعرا أبدع في صياغة أبياته جاعلا قضية الشهيد محوره ومؤرخا لأحداث القمع التي عرفتها المدينة والتي سقط على إثرها كمال شهيدا رحمه الله.
واستمرت الفقرات وسط حضور جمع من أبناء المنطقة لبوا نداء العائلة وجذبهم الوفاء للشهيد المحبوب رحمه الله، ليكون الختم بعد ذلك بكلمة بين فيها الأستاذ عبد الباسط اذهيبة عدة معان وعبر مُستخلصة من حياة الشهيد وسيرته ووفاته والتي وجب أن تكون نبراسا لكل طالب للكرامة ناشد للحرية مبتغ بعمله وجه الله والسعادة في اليوم الآخر.