في هذا الحوار المطول والمستفيض، يعرج بنا الدكتور الشاب عبد الغني الخنوسي، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان، في مسارات العديد من القضايا التي تعني الشباب المغربي وشباب الأمة، في همومهم وتحدياتهم الراهنة وتطلعاتهم وآمالهم المستقبلية، متخذا من مشروع الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله ورؤيته لقضية الشباب منطلقا في التحليل ومركزا أساسيا في معالجة الموضوعات.
الفاعل المدني والسياسي، بسط عددا كبيرا من الأفكار والرؤى التي عرضها الإمام وهو يستحث الشباب ويقترح المداخل الكبرى والأساسية لينهضوا إلى مهامهم في بناء الأمة وإحياء أدوارها الرسالية، دون أن يغفل سلوكهم الفردي حتى يكونوا من الفائزين المقربين من المولى الكريم سبحانه.
الحوار الذي أجرته بوابة العدل والإحسان بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين، وانسجاما مع الموضوع الرئيسي للذكرى “الشباب” و”طوفان الأقصى”، تطرق إلى سمات وخصائص الشباب، وموقع الشباب في مشروع الإمام التجديدي والتغييري، وأهمية غرس الأساس التربوي الإحساني في سلوك وحياة الشباب، وأبرز التحديات التي تواجه الشباب والقيم التي تمكنهم من مواجهة هذه العقبات، والمقترحات الأساس لمواجهة مشاكل الشباب كالبطالة والعزوف عن الشأن العام… وغيرها من القضايا الشبابية الهامة. فإلى نص الحوار:
هل أعطى الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله سمات وخصائص محددة للشباب؟
بداية، نشكر بوابة العدل والإحسان على هذا الحوار الذي يثير موضوعا هاما يتعلق بالشباب في مشروع الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله؛ هذا الرجل الداعية الرباني الذي نحيي الذكرى الثانية عشرة لرحيله كان له فضل كبير بعد الله عز وجل في تربية أجيال من شباب المغرب تربية إيمانية إحسانية وفق رؤية متجددة متكاملة لمفهوم التغيير السلمي واللاعنفي، حيث رسخ منهج السلمية والرفق، وبذل جهدا كبيرا في الدفاع عن صوابية الخيار السلمي في التغيير، وأثمر بناء جماعة سلمية معارضة بالمغرب بعد أن كان يُنظر بالتنقيص لمن يتبنى هذا الخيار في زمن الجمر والرصاص في سبعينيات القرن الماضي حين كان العنف والعمل المسلح خيارا لعدة مسارات.
لقد أعطى الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله سمات وخصائص محددة للشباب، واعتبر أن أساس هذه الخصائص والسمات هي مادة الفتوة وقوة الاقتحام 1، فالإمام رحمه الله يحرص كل الحرص على استعمال مفاهيم أصيلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، فاختار مصطلح الفتوة باعتباره كلمة قرآنية وردت في القرآن الكريم ست مرات مذكَّرة ومؤنثة، مفردة وجمعا؛ منها قوله عز وجل: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأهم بِالحَقِّ إنَّهم فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وزِدْناهم هُدًى [الكهف: 13]؛ فخصائص الشاب عند الإمام عبد السلام ياسين تتثمل في نموذج الفتى الراسخ الإيمان، الماضِي العزيمة، البعيد النظر، من يحمل ثقل الجماعة، ويصِل، ويجمع، ويبذل، ويفدي ويخدم أمته. فكان رحمه الله يعمل على تربية الشباب على الرجولة والجندية والاقتحام وتكامل خلاصهم الفردي بالخلاص الجماعي للأمة، معتبرا أن فتوة البناء تريد صبرا وخلقا 2.
الإمام عبد السلام ياسين يقترح مشروعا كبيرا على الأمة أفقه إقامة خلافة ثانية على منهاج النبوة، ما موقع الشباب في هذا المشروع؟
كان الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله يدرك أهمية الشباب ودورهم المحوري في مشروع التغيير باعتبارهم عماد الأمة ومستقبلها ولما يتميزون به من خصوصية وحضور كمي وتأثير نوعي؛ فدعا رحمه الله إلى تمكين الشباب وجعله عنصرا فاعلا مساهما في نهضة أمته وتشكيل مجتمعه. كما خصص لهم مكانة خاصة في مشروعه الذي اقترحه على الأمة. ويمكن إجمال موقع الشباب في مشروع الإمام التغييري في الآتي:
– واجهة البناء الشخصي: حثّ الإمام الشباب على طلب العلم، معتبرا أن بناء الأمة يحتاج إلى شباب يمتلك أدوات المعرفة الحديثة إلى جانب الفهم الصحيح للدين. ودعا إلى التميّز والتفوق في الدراسة والعمل لتحصيل الكفاءة المطلوبة والاستحقاق في ظل التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي أضحت تفرض التميز والعطاء لضمان الحضور المجتمعبي القوي. قال رحمه الله مخاطبا الشباب: “فتسلحوا بالتحصيل العلمي وتحصنوا بعقيدة التوحيد، وتجندوا للدعوة كيلا تسرق منكم الأيدي الآثمة المتآمرة المطبّعة أجيالا غضة يريدون سَوقها لدار الهوان. كونوا بعيدي النظر، لا تستنزفوا قواكم، ولا تضعفوا فتوتكم في عنف رافض وحوار غامض” 3. كما أوصى الشباب بأن يكونوا أشِحاء بوقتهم، لا يضيعوه ولا يضيعوا وقت غيرهم في مناقشات ومُحادّات عَقيمة. معتبرا أن التحصيل العلمي جهاد في حد ذاته مهما بَدَت الآفاق منسدة. مؤكدا على أن يتعلم الشباب الانضباط في عمل منظم، فالجهود المبعثرة ضياع 4.
لقد أكد الإمام رحمه الله على ضرورة تخلق الشباب بالقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، فألح رحمه الله على تمثل الشباب لخصال الصدق والأمانة النزاهة والكفاءة والاستقامة باعتبارها شرطا أساسيا لبناء التغيير المنشود الذي ينطلق من تغيير النفس إلى تغيير المجتمع؛ موردا قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 12]؛ معتبرا أن التغيير كذب على النفس وعلى الناس إن لم يحدث في قلب الرجل والمرأة، إن لم يصبح الصدق والأمانة والنزاهة والكفاءة هي القيم المعتبرة لا الرشوة، والمحسوبية، والخيانة، والنفاق. ولا سبيل إلى ذلك إلا بتنشئة أجيال سليمة من الزّغل مشبَعَة القلوب بخوف الله، والحياء من الله، وحب الله، والاتباع لسنة رسول الله، لا إله إلا الله محمد رسول الله، عليه صلاة الله وسلام الله 5.
– واجهة العمل الجماعي خدمة للأمة والوطن: دعا الإمام ياسين إلى انخراط الشباب في العمل الجماعي المنظم ضمن إطار الأمة، حيث لا يمكن تحقيق مشروع التمكين للأمة إلا بتعاون الجميع؛ فأكد على أهمية الشورى والعمل الجماعي لبناء مجتمع متكامل ومتماسك، ورأى أن الشباب هم أمل الأمة وقادة المستقبل. ودعاهم إلى رفض الظلم والاستبداد والفساد، والسعي إلى تحمل مسؤولية تغيير الواقع وبناء النموذج الناجح للتجديد في شتى مجالات الحياة، وجمع طاقات الشباب وتوجيهها في عملية التغيير والبناء، اتباعا للمنهاج النبوي في التغيير، وتحقيقا لنموذج المؤمن الشاهد بالقسط. وأكد رحمه الله على ضرورة أن يكون الشباب واعيا بالقضايا المعاصرة التي تواجه الأمة، سواء كانت تربوية، سياسية، اقتصادية واجتماعية، والعمل على إيجاد حلول واقعية عملية لهذه التحديات. وشجّعهم على أن يكونوا روادا متطوعين لخدمة المجتمع، وأن يبنوا جسور التواصل والحوار الجاد والبناء مع الآخر وتقوية العمل المشترك، لمعارضة الاستبداد الداخلي ومواجهة التآمر الخارجي. ودعاهم إلى الإسهام المباشر في إقامة العدل والدفاع عن القيم والأخلاق؛ يقول رحمه الله: “يُنتظر من الشباب المسلم أن يُنقذ الأمة من مهواة الموت، وأن يُنقذ العالم من الاستكبار الجاهلي، وأن يقاتِل التخنث والترف والظلم، وأن يسهر على إقامة دولة العدل والأخلاق، وأن يرابط مستعدا لنجدة المستغيث، وأنَ يُفرِغ كل طاقاته لحماية القومة الإسلامية، ودفع العاديات عنها. وَيُنتظر من الشباب المسلم أن يكونوا أسْد العرين، وحماة الدين، وعمادَ الأمة 6. داعيا الشباب وعلماء الامة إلى إعمال الفقه الجامع؛ فقه الكليات والمقاصد الذي يمكننا من منهج النظر والتقويم والإبصار الشمولي للشريعة ولتاريخ الأمة وواقعها ومستقبلها 7.
شدد الإمام في مشروعه على أهمية التربية الإيمانية الإحسانية باعتبارها الأساس المتين لسلوك الفرد وإصلاح المجتمع وتغيير الحكم. كيف خاطب الشباب على هذا المستوى؟ وما المداخل الأساسية لغرس هذه التربية في نفوس الشباب؟
طرح الإمام ياسين رحمه الله عدة تساؤلات تراود الشباب تحت إلحاح فطرته الإسلامية الظامئة تتمثل في: كيف أكتمل راشدا في ظروف سفيهة؟ 8 كيف أخرج من هذه الدنيا سعيدا بسعادة أهل الجنة؟ كيف أعبر مخاضة حياة أنا فيها مظلوم مكبوت مقهور؟ بأية عقيدة؟ لأية غاية؟ لأية أهداف؟ مع أي سراب؟ بأية أخلاق؟ 9 كيف السبيل إلى أن أسمُوَ على نفسي وأهوائها في هذه الأزمنة العصيبة وسط هذه المغريات المتأججة؟ كيف السبيل إلى أن أشعُرَ بلذة المناجاة للخالق إذا وقفت بين يديه في صلاة أو جلست أقرأ قرآنا؟ كيف أصنع لأرقي مشاعري إلى الرتبة التي أعبد الله فيها كأنني أراه؟ كيف أجعلُ محبة الله ملءَ كياني حتى لا أحب مع الله سواه؟ وكيف أجعل المخافة منه ملء شعوري حتى يذوب من قلبي الخوف من كل ما عداه؟ 10.
وكعادته رحمه الله فهو لا يعطي الأجوبة الجاهزة المجردة، وإنما يقترح مداخل للأجوبة ومشاريع عمل معززة بأمثلة إيضاح من نماذج شبابية ناجحة في سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضي الله عنهم، جازما رحمه الله أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها؛ ومبتدأ هذا الأمر الجلل عند الإمام هو التربية الإيمانية الإحسانية التي يعتبرها مرتكز بناء الإنسان المتوازن، العنصر المحوري في المشروع التغييري؛ التربية المتكاملة الشاملة التي تعرج بالإنسان نحو مقامات الإحسان ليعرف الله عز وجل حق معرفته، وتسمو بروحه إلى درجة النبل والرحمة والرفق. باعث إيماني تنتظم به حياة الشاب والشابة في الدنيا بمصيرهما في الآخرة؛ فيعي الشاب والشابة سؤال المصير والمستقبل، الفردي منه والجماعي، ليربطا اختياراتهما في الدنيا بمآلات الآخرة. هذه الركائز السلوكية لا يمكن لسالك مقامات الإحسان أن يتنكبها، وإلا كان كمن يبني على غير أساس. منبها رحمه الله الشباب من منزلق الانزواء والانطواء والقعود أحلاسا في بيوتهم وزواياهم لا حقوق عليهم لأهل ولا ولد ولا جار ولا أمة. مؤكدا رحمه الله على ضرورة اقتحام العقبة النفسية الأخلاقية الاجتماعية لمخالطة الناس وتبليغ دعوة الله عز وجل؛ وأبلغ الدعوة أن يكون المؤمن نموذجا صالحا يسعى على قدميه في المجتمع، يُعلن بالمثال والاقتناع واللزوم عن أخلاق الإيمان، وجدية المؤمنين، وصدقهم، ولين جانبهم، ودماثة أخلاقهم، وأدائهم للحقوق، وزيادتهم الإحسانَ والخدمةَ والفتوَّةَ والتَطَوُّعَ. موردا رحمه الله نموذجا قدوة ناجحا وهو الصديق أبو بكر رضي الله عنه الذي كان محمولا زمان رسول الله ﷺ على أنه العطوف الرؤوف الليِّن، فلما ولي الخلافة تكشَّف عن رجل هو أقدر الرجال على القيادة، ثابتُ الجنانِ ماضي العزم. واتخذ من أصحاب رسول الله ﷺ وزراء وأعوانا. فكان حسن استعماله لعمر وعلي وأبيٍّ وغيرهم رضي الله عنهم جميعا عنوانا آخر لكفاءته 11.
وتجدر الإشارة هنا إلى إن العديد من شباب المغرب مدين للإمام عبد السلام ياسين رحمه الله ولمحاضن جماعة العدل والإحسان التربوية والتعليمية بدَيْن خاص، لما أولتهم به هذه المجالس من جميل احتضان وتوجيه، ولما غرست فيهم من معاني الفضيلة والرجولة، وما منحتهم من نظرات فاحصة من أعالي التاريخ، وتوجيهات قيمية وأخلاقية قيمة، حولوها إلى ممارسة سلمية فاعلة فعلا نافعا في المجتمع، حصنتهم وأنقذتهم من أتون التطرف، وحمتهم من مختلف موبقات الميوعة والانحراف.
ما هي أبرز التحديات التي يرى الإمام أنها تواجه الشباب اليوم؟ وكيف عالجها مشروعه؟
حظي الشباب بعناية خاصة من طرف الإمام ياسين رحمه الله، حيث كان يقدر معاناتهم وسط تحديات ومتطلبات العصر، ففي رسائله ومجالسه وتوجيهاته واحتضانه للشباب يتحدث إليهم، من موقع المتفهم لمعاناتهم وواقعهم المغالب لسعيهم إلى الاستقامة ونيل رضى الله عز وجل، ويبث فيهم اليقين في موعود الله تعالى، وينهض هممهم ليضطلعوا بدورهم الطليعي في بناء غد الأمة المشرق الذي قوامه الحرية والكرامة والعدل. ولا يملُّ رحمه الله من تذكيرهم بالأمر الجلل، أمر المصير بعد الموت والاستعداد للآخرة، موضحا أن العدل ملازم للإحسان.
لقد كان رحمه الله واعيا بالتحديات الكبرى التي تواجه الشباب، وقدم لها مداخل معالجة ضمن مشروعه التغييري؛ يمكن تحديد بعض هذه التحديات ومداخل حلها في الآتي:
تحدي الاختراق الهوايتي القيمي: اعتبر الإمام رحمه الله أن صناعة التغريب تستهدف الشباب في عنفوان الصبا لتنفث في أسماع العقول والنفوس تمجيد حضارة الأسياد، ولغة الأسياد وازدراء تاريخ الإسلام وعقيدة التوحيد. وتكتمل صناعة الشخصية المسْخِ، باعتلاء الفئة المغربة مناصب الحكم، وسُدة الإدارة، ومقاليد السلطة، وكراسي التعليم ليُلقوا رجيع الدنَس الذي أُشربوهُ صغارا، وتكونوا عليه استمرارا، على أرض المجتمع، وفي الفِطَرِ الغضة. فينبهر شبابنا بنماذج حياة بعيدة عن القيم الإسلامية الأصيلة بسبب الهيمنة الثقافية الغربية. وينادي رحمه الله بإحياء الوعي التاريخي والحضاري للأمة، مع التأكيد على دور الشباب في إعادة البناء وتقديم نموذج حياة إسلامية متوازنة 12. لذلك كان اهتمام الإمام بالشباب مبني على التربية، وعلى تجنيدهم في معركة العلم والتحصيل المعرفي ثم إدماجهم في المهام وتحميلهم المسؤولية من أجل أن يصبح الشباب دواء لمشكلة الشباب. يقول رحمه الله: “مسؤوليتنا أن يصبح الشباب دواء لمشكلة الشباب” 13. كما نبَّه رحمه الله إلى خطورة الضياع الهوياتي لشباب الأمة، الذي تعمل مخططات أعداء الأمة من خلاله أن تجعل الشباب كما مهملا قاعدا ممسوخ الفطرة، مسلوب الإرادة، معطل المبادرة، لا يعي ذاته ولا الغاية من وجوده، فيصبح عرضة للرذيلة والانحلال الخلقي وضحية مستنقعات المخدرات والتفاهة، وسجين سيولة إعلام التفاهة والاستهلاك. قائلا رحمه الله: “فترة العنفوان مهب للرياح والأهوية من داخل وخارج. وتنبغي العناية بالأشبال، وحوطهم من الآفات، حتى يشتد عودهم، وتكتمل رجولتهم” 14.
تحدي الاستبداد السياسي: يعتبر الإمام ياسين أن أصل الداءِ هو فساد الحكم 15، فمبتدأ التغيير الذي ينادي به يبدأ بالمعرفة الدقيقة بأصل الداء فينا المستوجب للتغيير؛ فمن الفقه العميق لما حل بنا من انحطاط أمس البعيد والقريب يبدأ التغيير 16. ولذلك يرى الإمام أن الاستبداد السياسي يخنق الحياة السياسية والاجتماعية ويفقد ثقة الشباب في العمل السياسي والمجتمعي، كما يعطل إرادتهم ويخنق مبادراتهم ويقتل طموحهم، ويؤدي إلى تهميشهم وإقصائهم من المشاركة في صنع القرار، ويقمع حرياتهم الأساسية وأهمها حرية التعبير والتنظيم. ويعتبر الإمام أن أنظمة الاستبداد هم وكلاء للاستكبار العالمي الذي يحمي عروشهم، ويسرق خيرات الأوطان، ويفتت المجتمعات ويغذي الطائفية والفرقة والانقسام ويكبح مسار التغيير.
تحدي الظلم الاجتماعي: يرى الإمام ياسين أن الاستبداد والفساد يعزز الظلم الاجتماعي الذي يتعرض له الشباب الناتج عن التوزيع غير العادل للثروة، والمؤدي للفقر والبطالة، والتهميش، والهجرة، والضياع. ولم يقف الإمام ياسين عند حدود اعتبار الشباب مجرد ضحايا للظلم، بل دعاهم لأن يكونوا قوة محورية في التغيير السياسي والاجتماعي، وحثهم على مواجهة التحديات بشجاعة والمشاركة الفاعلة في مشروع التغيير المجتمعي ورفض الوضع القائم. كما ركز على تربية الشباب على القيم الإسلامية الأصيلة، مثل العدل والمساواة، ونادى بتحرير إرادتهم ليكونوا قادرين على رفض الظلم الاجتماعي وتحقيق التغيير الشامل المرتكز على العدالة والمساواة، ويأخذ بعين الاعتبار احتياجات الشباب ومطالبهم الأساسية في بناء الدولة الاجتماعية العادلة التي ينعم فيها جميع فئات الشعب بالمساواة والعدل، وتضمن لكل فرد من أفراد المجتمع، وخاصة الشباب، الحصول على الحق في التعليم والشغل والصحة وكل مقومات الكرامة الإنسانية.
ما هي القيم الأخلاقية والاجتماعية الأساسية التي يدعو إليها مشروع الإمام لتعزيز مكانة الشباب في المجتمع؟
دعا الإمام ياسين رحمه الله إلى الرفق في القول والفعل ورفض جميع أشكال العنف وجعلها من اللاءات الثلاث التي يرفضها المنهاج النبوي، لما تحمله معها من أخطار تهدد مستقبل الدعوة وتمنع إقامة عمران أخوي أساسه الرحمة والمودة. خصوصا وأن مرحلة الشباب يوازيها يقظة عقلية وطفرة جسمية وانفعال قلبي ورغبة جامحة لنصرة الدين. كما اعتبر أن الأخلاق الحسنة رأس مال الشباب وما فتئ رحمه الله يدعو الشباب إلى التخلق بالخلق النبوي الجامع لمكارم الأخلاق الفاضلة، وكان هذا ديدن لقاءاته ومحور توجيهاته ومجالسه وزياراته واستزاراته؛ فلا يمل في كل مناسبة أن يدعو إلى بر الوالدين والتزام الحياء والتواضع أمام خلق الله تعالى وترك التنطع والجدال والسعي الحثيث لتأليف القلوب، قائلا رحمه الله في إحدى رسائله الموجهة للشباب: “أنتم الطلبة المؤمنون والطالبات تحصَّنوا وحصّنِوا الناس بعقيدة التوحيد، تخلقوا بأخلاق المؤمنين والمؤمنات. كونوا يَقِظي العقل والقلب وأيقظوا الناس. أرسوا الشعور بمسؤولياتكم على دعائم الإيمان بالله، والخوف من الله، والصدق مع الله، والشوقِ إلى لقاء الله بصفحة ناصعة طاهرة بعد حياة تَجاف السفاسِف والتفاهات، وعمَرها الجهاد في سبيل الله” 17. ويقول في موضع آخر: “شخصية أنا من معدن صلب من عنصر صاف شفاف مؤمن بالله ومؤمنة أصدق الحديث وأوافي الوعد وأوفي بالعهد وأحفظ الأمانة أم شخصية زائفة من خشب بشري، ناصية خاطئة كاذبة، لا ذمة لها ولا وجهة ولا قرار ولا وزن عند الله العلي الكبير” 18.
لقد ألحَّ الإمام على أن يعمل شباب الأمة على حفظ ما بقـي من فطرة متوارثة، وأن يجـددوا فـي مسلسل توريث الإيمان ما بَلـي، وأن يُلقِّحوا بالبذور الإيمانية ما عـقــم. مهمتهم الدعوة لصلاح النشء وإعادته إلى الفطرة والاستقامة لله 19. كما نهى الشباب عن الشكوى العاجزة والانتظارية والخمول والاتكالية وسيطرة العادة الجارفة والأنانية المستعلية والشح والأثرة… ودعاهم إلى أن يرتقوا بهمتهم من سفاسف السهول الواطئة اقتحاما للعقبة نحو معالي الأمور، ويتحرروا من الخوف ويشمروا عن سواعد الجد للعمل وجمعا للطاقات، وتسديدا للجهود لتحقيق حاضر ومستقبل الأمة المشرق.
كيف يمكن للشباب أن يجسدوا تلك القيم ويبدعوا في مواجهة تحديات العصر؟
الشباب اليوم يعيشون في عالم متغير مليء بالتحديات والتحولات المجتمعية العميقة والمستمرة والتي تتطلب منهم الوعي بحجم هذه التحولات والتكيف معها. كما يتحتم على كل فعل شبابي يعنى بقضايا الشباب أن يواكب هذا الواقع الشبابي المتغير، وابتكار وإبداع وسائل عمل جديدة تستجيب لحاجيات ومتطلبات هذا الجيل الجديد وتستحضر خصوصية البيئة الشبابية مجال الاشتغال، وتستطيع احتضانه وتحصينه من دعايات الباطل والانحلال والانحراف والتطرف، وتغرس فيه القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة من خلال مواجهة السلوكيات الهدامة، وإبراز النماذج الشبابية الناجحة لمحاصرة النماذج السيئة التي يراد لها أن تسود. كل ذلك بتدرج وصبر وأناة، اقتداء بالتربية النبوية المتئدة الرحيمة الرفيقة.
وينبغي أن نستحضر أنه في كل عمل جاد يوجد الثابت والمتغير، ولكل فترة معالمها وسماتها وظروفها وتحدياتها، ولكل جيل خاصياته وثقافته، وحاجياته وأعرافه، واستعداداته واهتماماته وهمومه، وهممه وكبواته؛ لذا من الحكمة وحسن التدبير عدم الجمود على نمط وأسلوب ووسائل تعالج الواقع بغير أدواته ولا خطابه. بل يجب أن ينفتح العمل الشبابي على المستقبل الواعد بإذن الله عز وجل، وينظر برؤية دقيقة للواقع الشبابي كما هو على حقيقته وليس بالمقارنة الالتقاطية مع ما مضى، حيث يطلب من الفاعلين الشباب تطوير أدائهم على مستوى ابداع وابتكار وسائل تتناسب وطبيعة كل مرحلة، وترشيد جهود مختلف واجهات الفعل الشبابي، باعتماد الآليات والوسائل المناسبة في الخطاب والبناء والاشعاع، تحقيقا للأهداف المرجوة والنتائج المنتظرة والأثر المأمول.
وفي هذا الصدد يرى الإمام ياسين أنه لا بد لهذه الأجيال الشابة أن تعرف مهمتها الإحيائية بالضبط. وأنه تسود في ثقافة الإسلاميين الأحاديث عن السياسة والاقتصاد والبديل الحضاري وما إلى ذلك من الآفاقيات. وإن مواجهة الثقل التكنولوجي والطوق الإعلامي والهيمنة الجاهلية في الاقتصاد والصناعة والعلوم والفلاحة وكل شيء لا تمكن إلا بالعلم والتخطيط، والكتاب والمحاضرة، والاجتهاد والاستنباط، والتقدم والتعليم، وإعادة بناء العقل الإسلامي 20.
ما الإجابات التي يقترحها مشروع الإمام لقضايا الشباب الضاغطة اليوم مثل البطالة، الهجرة، أو الإقصاء والتهميش الاجتماعي؟
ترتكز رؤية الإمام في معالجة قضايا الشباب الضاغطة مثل البطالة والظلم الاجتماعي وما ينتج عن ذلك من هجرة ومختلف الآفات الأخرى على معالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلات؛ فالإمام لا يقترح إجابات عن هذه القضايا بشكل منفصل وتجزيئي، بل يربطها بالمشروع التغييري الشامل الذي يوازن بين البعد الروحي، والسياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ فليس التغيير في نظر الإمام مجرد استبدال وضعية بأخرى في عاجل الزمن أو تحويل أشكال إلى أخرى استعجالا للنتائج. إنما التغيير في نظريته رحمه الله عمل قصدي مركب يتعلق بإعادة بناء الأمة، وهو ما يستلزم اعتماد استراتيجية ممتدة في الزمن عبر أجيال، تعمل على التعبئة الواسعة للأمة إقناعا لها بجدوى التغيير وضرورته، وتربية لها على المشاركة صبرا وتحملا وتطوعا ومبادرة وتضحية؛ فللتغيير آلامه كما له آماله. وقد طرح الإمام ياسين رحمه الله سؤالا محوريا في مسار التغيير: كيف تنهض الأمة من العجز وتنتقل من الشكوى العاجزة إلى الوعود الناجزة؟ ويحدد من بين مداخل الإجابة عن هذا السؤال أن يتم توريث الشباب معاني الرجولة والفتوة والاقتحام فيكون بمثابة جيل يداوي الأجيال اللاحقة من مرض الوهن والغثائية 21.
ما هو تصور الإمام لدور الشباب في التغيير السياسي والاجتماعي؟
لعل المتتبع لحياة الإمام ياسين سيقف ولا شك على ثقة الرجل في الشباب ويقينه التام في بناء مستقبل الأمة بسواعد الشباب، وقد ضرب المثال الأعلى في إيمانه الراسخ بقدرة الشباب على البناء والإسهام المباشر في تحمل أعباء الدعوة سيرا على نهج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي احتفى بالشباب واحتضنهم وجعل منهم حماة الدعوة المحمدية وقادتها. يقول الإمام رحمه الله: “في الشباب خير كثير، وكان رجاؤه دائما من كرم الملك الوهاب سبحانه أن يقيض في الجيل الحاضر طليعة تتلقى الربانية من أهل الربانية، وتتلقى العلم من أهل العلم، والحكمة من أهل الحكمة، والهمة الجهادية من أهل الهمة، حتى تكون رَسول الأجيال النيرة من سلفنا الصالح إلى أجيال القومة والوحدة والخلافة على منهاج النبوة 22.
وفي توجيهات الإمام ياسين لشباب الجماعة في اللقاءات المباشرة معهم أو من خلال رسائله لهم كان دائما ما يؤكد على تقريب الشقة ومد جسور الحوار والتواصل بين مختلف مكونات الوطن والأمة، واعتبر أنه من آكد الأولويات السعي نحو المزيد من المبادرات الشبابية المشتركة مع مختلف الفاعلين الشباب تقريبا للرؤى حول قضايا التغيير وبناء لجبهة شبابية ممانعة، ويدعو الجميع إلى تجاوز كل أحقاد الماضي التي تغذيها دسائس الأنظمة المستبدة، التي تروج لأكذوبة استحالة التوافق والعمل المشترك بناء لمستقبل الحرية والكرامة والعدل. وقد أثبتت أحداث التاريخ أن منطق المنازعة والمغالبة الذي ينتج التجاذبات الإيديولوجية ونوايا الإقصاء أو الاستئصال وحملات التشكيك والاتهامات الجزافية والشعارات العدائية والحسابات الضيقة، لا يمكن إلا أن يعطل مسار التغيير ويمكن للردة السلطوية. وأن الحوار حول قضايا الماضي بأدوات الحاضر وباستعداد نفسي منفتح، سيساهم لا محالة في وصل الحاضر بالتاريخ، تنمية للمشترك وتوسيعا لمساحات التوافق حول رؤية المستقبل. فلطالما استغلت أجهزة الأنظمة المستبدة العداء التاريخي المصطنع بين مكونات الوطن الواحد لتؤجج التطاحن والانقسام بينها، كي تضعف بعضها البعض ضمانا لاستمرارية مشروع الاستبداد 23. وينبه رحمه الله إلى أن: “بعض الإسلاميين الشباب يستعجلون الوصول إلى الحكم، كأن الاستيلاء على السلطة يمكن أن يحُل محل بناء ذات الفرد والمجتمع. ولا يدرون أن الحركية المستعجلة التي تدفع تنظيمات تحتضن الشباب اليائس نحو التعصب والعنف لن تنجح إلا في تأجيل قدوم الغد المشرق، لا يعلمون أن سنة “تداول الأيام” الإلهية لا تتحقق في عام أو عامين، لان المدة الزمنية تمثل أحد أهم أبعادها” 24. وفي معرض حديثه عن نظرية التغيير يؤكد رحمه الله على أن تغيير دوافع الإنسان وشخصيته وأفكاره، تغيير نفسه وعقله وسلوكه، تغيير يسبق ويصاحب التغيير السياسي الاجتماعي 25.
كيف يمكن للشباب أن يسهموا في تحقيق التغيير المنشود للأمة في ظل المتغيرات العالمية؟
تمتلك الأمة طاقة ديمغرافية هائلة من الشباب والشابات تقارب 40 %، ففي المغرب مثلا يشكل الشباب ما يقارب 12 مليون شاب وشابة، بنسبة 34.2 % من الهرم السكاني 26، وهي نسبة جد مهمة إن حسن استثمار طاقات هؤلاء الشباب، خاصة وأنهم يمتلكون مقومات النهوض؛ فهم جيل الرقمنة القادر على ربح معركة التأثير والتغيير التي أضحى الجزء الأكبر منها يخاض على مستوى منصات العالم الرقمي التي تتطور بشكل سريع في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، وهم قادرون على تقليص الفجوة الهائلة بيننا وبين الغرب على مستوى الإمكانيات والموارد والفرص.
ولنستحضر جزءًا من تاريخ القيادة النوعية للشباب للحركات التحررية ضد الاستعمار والاحتلال، وإبان الربيع الديمقراطي وغيره من الحراكات المجتمعية المطالبة بالتغيير حين فاجأ الشباب الجميع بأنه قادر على التضحية والعطاء وقيادة الحراك المجتمعي السلمي، وبأنه لم يكن يوما عازفا عن المشاركة المجتمعية وإنما كان ضحية الاستبداد والاقصاء والتهميش والتعطيل، والتجهيل، والتضليل، والتفقير.
ولتمكين الشباب من أدوراهم الطلائعية في مسار التغيير المنشود للأمة في ظل المتغيرات العالمية وجب تعزيز العمل المشترك بين مختلف الفاعلين الشباب لإبداع وسائل وصيغ عمل متجددة لتأطير هذا الجيل الشبابي الذي يملك كل مقومات النهوض ولا يزال يصانع ظروف هذا الواقع الأليم ويقاوم من أجل مستقبل حر وكريم، رافضا قبول سياسة الهامش، متمسكا بنور اليقين والأمل رغم كل مخططات التيئيس، متشبثا بهويته وأصوله رغم الحرب المستعرة على ثقافة المجتمع وقيمه، فاعلا ومبدعا من أجل حاضر ومستقبل شبابي جديد. وأمامنا نموذج الجيل الشبابي لطوفان الأقصى بغزة العزة المحاصرة من كل دول الاستكبار العالمي الذي نجح في فرض معادلة حضارية عالمية جديدة شكلت منعطفا تاريخيا في مسار القضية الفلسطينية حين استطاعت نخبة من مجاهدي غزة العزة خلال ساعات معدودة تركيع الجيش الذي لا يقهر وتعطيل أهم فرق جشيه المرعوب؛ ضربة استراتيجية أظهرت ضعف منظومة الكيان الصهيوني العسكرية والأمنية، وكبدته خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، وحطمت الأوهام التي رسمها العدو الصهيوني عن تفوقه العسكري وقدراته التكنولوجيا الحديثة التي خدع بها العالم دهرا من الزمن، وأدرك من خلال هذه الضربة الموجعة أن وجوده كاحتلال لا مستقبل له. وتابع الجميع كيف داست أقدام أحرار العالم من كل الأعراق والثقافات قماشة العار “العلم الاسرائيلي” ورفعت سواعدهم العلم الفلسطيني مرفرفا في كل الساحات المجتمعية والجامعات والمعاهد والمدارس في الغرب والشرق والشمال والجنوب، وتزينت أعناق شباب وشابات ما بعد السابع من أكتوبر بالكوفية الفلسطينية وهم يرددون اسم فلسطين مقرونا بكلمة حرية” Free“، ويغنون بحماس كبير أغنية فرقة الكوفية السويدية “تحيا فلسطين” “Leve Palestina”.
لقد أصبحت القضية الفلسطينية ولله الحمد والمنة بعد السابع من أكتوبر القضية الأولى في العالم، وبات الجميع يدرك وحشية المشروع الصهيوني، وتم الاقتناع أنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما لم يتم تحرير فلسطين وطرد المحتل الغاشم؛ فالصهيونية اليوم أضحت ي مواجهة مباشرة وبدون وسائط مع الشباب الأمريكي وشباب أمريكا اللاتينية وكل الأجيال الشبابية الغاضبة من إرهابها.
إن حركة التضامن الشعبي العالمي بقيادة هذا الجيل الشبابي الجديد على طول وعرض خريطة العالم الداعم للشعب الفلسطيني والرافض للظلم، والمدرك غاية الإدراك لخطورة النازية الصهيونية هو مؤشر على يقظة شباب اليوم ووعيه بمخططات الاستكبار العالمي ووكلائه؛ وفي المحصلة، فكل من يناهض الاضطهاد والاستبداد في العالم سيجد نفسه في صف مقاومة الصهيونية الدموية والاستكبار العالمي المتآمر على الأمة والمهدد لاستقرار وأمن الاوطان.
وختاما، فباستحضار تحديات الواقع الشبابي وإمكانات النهوض ومعالم استشراف المستقبل الشبابي الواعد إن شاء الله، نستصحب مع ذلك كله أعز ما يطلب وهو مقام المحبوبية والقرب من الله عز وجل متمثلين نصيحة غالية للإمام رحمه الله في لقاء له مع الشباب يقول فيها: “إنكم معشر الشباب أُعطيتم ومُنحتم واستودعتم شيئا لا يعوض؛ هو عمركم، وأيامكم، ولياليكم، وحياتكم، وسنواتكم، وشهوركم، ومنحتم قوة بدن، وصفاء فكر، لكي تنفقوا كل ذلك فيما ينفعكم نفعا أبديا.. خصصوا كل ذلك لكي تتقربوا إلى الله عز وجل بالفرض والنفل حتى يحبكم 27.
[2] ينظر: عبد السلام ياسين، المنهاج النبوي، ص 216.
[3] عبد السلام ياسين، رسالة إلى كل طالب وطالبة، ص 25-26.
[4] ينظر: عبد السلام ياسين، رسالة إلى كل طالب وطالبة، ص 29.
[5] ينظر: عبد السلام ياسين، رسالة إلى كل طالب وطالبة، ص 15.
[6] عبد السلام ياسين، إمامة الامة، ص 62.
[7] ينظر: عبد السلام ياسين، نظرات في الفقه والتاريخ، ص 10 وما يليها.
[8] عبد السلام ياسين، رسالة إلى كل طالب وطالبة، ص 8.
[9] عبد السلام ياسين، رسالة إلى كل طالب وطالبة، ص 7.
[10] عبد السلام ياسين، الإحسان، ص 211.
[11] ينظر: عبد السلام ياسين، الإحسان، ص 211-2013.
[12] ينظر: عبد السلام ياسين، الشورى والديموقراطية، ص 308-309؛ العدل، ص 385 وما بعدها.
[13] عبد السلام ياسين، رسالة إلى كل طالب وطالبة، ص 14.
[14] عبد السلام ياسين، المنهاج النبوي، من 314.
[15] ينظر: عبد السلام ياسين، رجال القومة والإصلاح، ص 35.
[16] ينظر: عبد السلام ياسين، تنوير المؤمنات، ج 1، ص 38.
[17] عبد السلام ياسين، رسالة إلى كل طالب وطالبة، ص 29.
[18] عبد السلام ياسين، المنهاج النبوي، ص 352.
[19] ينظر: عبد السلام ياسين، المنهاج النبوي، ص 274.
[20] ينظر: عبد السلام ياسين، سنة الله، ص 263.
[21] ينظر: عبد السلام ياسين، سنة الله، ص 245 – 312.
[22] عبد السلام ياسين، سنة الله، ص 260.
[23] ينظر: عبد السلام ياسين، حوار مع الفضلاء الديمقراطيين، ص 215-216؛ الشورى والديمقراطية ص 269 – 271؛ الإسلام والقومية العلمانية، ص 172.
[24] عبد السلام ياسين، الإسلام والحداثة، ص 241.
[25] ينظر: عبد السلام ياسين، رجال القومة والإصلاح، ص 9.
[26] ينظر: المندوبية السامية للتخطيط، مذكرة نشرت بمناسبة اليوم العالمي للشباب، 2023.
[27] ينظر: عبد السلام ياسين، لقاء مع الشباب بعنوان “الفتوة” منشور على قناة الإمام عبد السلام ياسين Abdessalam Yassine، على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=snIyfPxrgK4.