د. شفيق: مرحلة ما بعد طوفان الأقصى سياسية بامتياز ودعم غزة لتخرج منتصرة مسؤولية الجميع

Cover Image for د. شفيق: مرحلة ما بعد طوفان الأقصى سياسية بامتياز ودعم غزة لتخرج منتصرة مسؤولية الجميع
نشر بتاريخ

أكد المفكر والسياسي الفلسطيني الكبير الدكتور منير شفيق أن عملية طوفان الأقصى تشكل حلقة مركزية في المسار التاريخي للمقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أنها عملية عادلة ومشروعة تندرج ضمن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال ولا تتعارض مع القوانين الدولية أو المبادئ الأخلاقية للمقاومة.

وشدد رئيس الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، خلال مداخلته في الندوة التي نظمتها جماعة العدل والاحسان صباح اليوم الأحد 14 دجنبر ضمن فعاليات الذكرى الثالثة عشر لرحيل الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله، على أن العملية لا يمكن عزلها عن سياق الصراع الممتد منذ عقود، ولا أحد يملك الحق في انتقادها أو اعتبارها خروجا عن “المسار”. واعتبر أن أهم ما كشفته الحرب التي تلت طوفان الأقصى هو “فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه الأساسية، وفي مقدمتها احتلال قطاع غزة والقضاء على المقاومة”، مؤكدا أن استمرار المواجهة لما يقارب عامين، دون تحقيق هذه الأهداف، يمثل هزيمة عسكرية وسياسية للكيان الصهوني، وكذلك للدعم الأمريكي والغربي الذي رافق الحرب.

وبخصوص الاتهامات التي وجهت إلى المقاومة، رد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على من وصفوا عملية طوفان الأقصى بأنها “مغامرة غير محسوبة”، بأن الوقائع الميدانية أثبتت عكس ذلك، مشيرا إلى الإعداد الطويل الأمد للمقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الأقصى، خصوصا في ما يتعلق بالبنية التحتية العسكرية المتمثلة في شبكة الأنفاق، وكذا الاستعداد لمواجهة برية طويلة الذي كان واضحا وجليا في

مشاهد الصمود البطولية للمقاومة واستمرارها في القتال وجها لوجه مع العدو لمدة سنتين دون أن يصل هذا العدو لمبتغاه. واعتبر شفيق أن هذه المعطيات تثبت أن قيادة المقاومة -التي سمى من بينها القائدان الشهيدان يحيى السنوار ومحمد الضيف- كانت قد حسبت نتائج المواجهة على المدى الطويل.

وفي الوقت الذي شدد على ضرورة الفصل بين عملية طوفان الأقصى وبين حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، اعتبر أن حرب الإبادة جريمة مستقلة ومُحرّمة دوليا ولا يمكن تحميل المقاومة مسؤوليتها، بل هي “جريمة قائمة بذاتها، يتحمل مسؤوليتها نتنياهو والداعمون له فقط”.

كما أشار المفكر الفلسطيني الكبير إلى أن أحد أهم نتائج الحرب تتمثل في التحول الواسع في الرأي العام العالمي، حيث انكشفت صورة الكيان الصهيوني “ككيان مارق يمارس جرائم حرب” لا سيما بحق المدنيين والأطفال، في حين تعزّز التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية، مشددا على أن هذا التحول ستكون له آثار بعيدة المدى على شرعية الاحتلال ووجوده من الأساس.

وحذر شفيق من اعتبار وقف إطلاق النار نهاية للصراع، معتبرا أن المرحلة الحالية سياسية بامتياز، يسعى فيها الاحتلال، بدعم دولي، إلى تحقيق ما فشل في فرضه عسكريا. وأكد أن الصراع ما زال مفتوحا، وأن احتمالات العودة إلى المواجهة قائمة، مشددا على ضرورة الاستعداد وعدم التعامل مع الوضع على أنه مرحلة ما بعد الحرب.

وفي ختام مداخلته، دعا الدكتور محمد شفيق جميع القوى الفلسطينية والعربية والإسلامية، إضافة إلى الشعوب، إلى اعتبار غزة القضية المركزية في المرحلة الحالية، وإلى دعم المقاومة سياسيا وشعبيا، والتعامل مع المعركة على أنها مستمرة حتى تحقيق نتائجها النهائية.  وختم بالتأكيد على أن خروج غزة منتصرة مسؤولية الجميع، أفرادا وقوى، سواء وطنية أو قومية أو إسلامية، وأن تظل القضية الفلسطينية القضية الأولى حتى تخرج غزة من هذه المعركة منتصرة.