بالفعل دعونا مرارا إلى تأسيس جبهة أو حلف أو ما شئتم من الأسماء الدالة على الائتلاف والتعاون للتحرر من ربقة الفساد والاستبداد، وقدمنا عدة اقتراحات لإنجاح هذه الفكرة، لكن التجاوب، للأسف، لم يكن بالدرجة المطلوبة. معظم الأحزاب غرقوا في أوحال المخزن ولا يرون مخرجا ممكنا من الوضع القائم القاتم، في حين أصبح العمل السياسي عند آخرين فرصة للمغانم والمكاسب، وأصبح مطلب التحول المجتمعي يأتي في آخر اهتماماتهم، إن كان لا يزال مطروحا أصلا.
لكن حسبنا في جماعة العدل والإحسان أن نبذل ما نستطيع ونبرئ ذمتنا، وسنواصل جهودنا وحركتنا بكل أبعادها التربوية والسياسية والدعوية، لا يضرنا من أعرض أو لم يكترث، وإن كان يؤسفنا ذلك. وينبغي التذكير بأن مسألة التغيير السياسي والاجتماعي تخضع في المقام الأول لإرادة الله الواحد الأحد، ثم لعوامل أخرى متفاوتة في التأثير، بعضها قد يكون نضج وبعضها الآخر في الطريق إلى ذلك. والمهم عندنا هو السعي الحثيث، ومساءلة النفس عن مدى استفراغها للوسع في ذلك، وأما الحسم ومتى وكيف سيكون فالعلم عند الله جل وعلا. نسأله عز وجل أن يفعل بأمتنا وبلدنا خيرا.