أفعال الحج
أولا: الإحرام من الميقات
الإحرام أحد أركان الحج الأربعة، وهو نية الدخول في أحد النسكين: الحج أو العمرة أو هما معا. وأنواعه ثلاثة:
أ- الإفراد: وهو نية الدخول في الحج فقط.
ب- القران: وهو نية الدخول في الحج والعمرة معا دون التحلل بينهما.
ج- التمتع: وهو نية الدخول في العمرة والحج والفصل بينهما بتحلل المحرم من إحرامه.
واعلم أخي المسلم أن للحج ميقاتا مكانيا لا يجوز لمن أراد الحج أو العمرة أن يتجاوزه إلا وهو محرم. ففي الصحيحين عن ابن عباس ، قال : “إن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشأم الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هن لهن، ولمن أتى عليهن من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك، فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة”.
وهكذا إذا كنت متوجها من المغرب إلى جدة في الطائرة قاصدا مكة وأردت الحج، فإنه يجب عليك أن تحرم من رابغ أو من ساحل البحر حين تكون الطائرة فوقه، وربان الطائرة يذكر المسافرين بذلك. أما إذا كان القصد المدينة المنورة أولا فلا يحرم الحاج حتى يخرج منها متوجها إلى مكة. وإحرامه يكون بذي الحليفة ـآبار علي ـ إذا كان السفر بالحافلات أو بمطار المدينة المنورة إذا كان السفر بالطائرة.
ومن السنة الاغتسال للإحرام 1 لما رواه الترمذي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تجرّد لإهلاله واغتسل. وهكذا يجمل بالحاج قبل أن يحرم أن ينظف بدنه ويتطيب 2 ويراعي سنن الفطرة.
واستحب بعض أهل العلم أن يكون إحرام الحاج على إثر صلاة نافلة أو فريضة. 3 كما يجب أن يكون إحرامه مقرونا بتجرده من الثياب التي تحيط ببدنه كله أو بعضو كامل منه. روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال: يا رسول الله، ما يلبس المحرم من الثياب؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يلبس القمص، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين، فليلبس خفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين”.
وبعد أن يعقد الحاج نية الإحرام 4 يشرع في التلبية قائلا: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.) 5 ويرفع بها صوته ـ والمرأة تسمع نفسها ـ لما رواه ابن ماجه وغيره عن خلاد بن السائب، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أتاني جبريل، فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال”. ويستحب تجديد التلبية عند كل صعود أو هبوط، وعند كل ركوب أو نزول، وعند ملاقاة الرفاق واجتماع الناس 6 .
محظورات الإحرام
قال علماؤنا: المحرم إنما سمي محرما لأنه دخل في عبادة يحرم بها عليه معان مباحة إذا دخل فيها) 7 . والمحظورات التي تمنع على المحرم هي:
1ـ إزالة الشعر من الجسد، ولا بأس فيما يتساقط من الشعر عند الوضوء أو غيره. 8 .2ـ تقليم الأظافر.
3ـ مس الطيب “العطر” أو ما فيه طيب “كالدهن وصابون الحمام” 9 .
4ـ صيد الحيوانات البرية. ومن قتل صيدا في البر أو أكله حكم عليه عدلان بمثل ما صاده أو أكله من الأنعام يقدمه هديا. 10 .5ـ مباشرة النساء (الجماع ومقدماته) 11 . وجمهور الفقهاء على أن من جامع امرأته قبل رمي جمرة العقبة فسد حجه ولم يجبر بشيء 12 ، ومن فعل ذلك بعد رمي جمرة العقبة وقبل طواف الإفاضة فعليه هدي.
6ـ قتل الحشرات وهوام الأرض كالنمل وغيرها، ويستثنى من ذلك بعض الحشرات والدواب التي يجوز للمحرم قتلها وهي: العقرب، الفأرة، الكلب العقور، الحدأة، الغراب، الحية.
7ـ تغطية الوجه واليدين (لبس القفازين) بالنسبة للمرأة.
8ـ تغطية الرأس بالنسبة للرجل. روى مالك في الموطأ أن عبد الله بن عمر كان يقول: ما فوق الذقن من الرأس فلا يخمره المحرم).
9ـ الخطبة أو الزواج. روى مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينكح المحرم، ولا ينكح، ولا يخطب”.
حكم من فعل محظورا من محظورات الإحرام
ومن وقع في محظور من محظورات الإحرام السابقة ماعدا الصيد والجماع فعليه فدية من صيام 13 أو صدقة 14 أو نسك 15 .
الوصول إلى مكة
إذا دخل الحاج إلى مكة قطع التلبية عند وصوله إلى الحرم 16 لما رواه مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقطع التلبية في الحج إذا انتهى إلى الحرم. فإذا دخل المسجد الحرام فليدخل من باب السلام، إن تيسر له وأمن الضياع، برجله اليمنى وليقل: “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنبي وافتح لي أبواب رحمتك”. فإذا وقع بصره على الكعبة المشرفة، فإنه يستحب له أن يدعو قائلا: “اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا”. وبعد ذلك مباشرة يشرع الحاج في أداء طواف القدوم إن كان مفردا أو طواف العمرة إن كان متمتعا أو قارنا. وهذا الطواف واجب من واجبات الحج، من تركه فعليه هدي، وهو ركن في العمرة لا تصح بدونه. وتشترط فيه الطهارة لأنه كالصلاة غير أنه يجوز فيه الكلام 17 .
كيفية الطواف
يبتدئ الحاج الطواف مستقبلا الحجر الأسود 18 ، ويقبله إن استطاع 19 أو يضع يده عليه ثم يقبلها 20 ، ويستحب له أن يقول عنده وكلما وصل إليه مشيرا إليه بيده: بسم الله والله أكبر 21 ويقول أيضا: “اللهم إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، واتباعا لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم” 22 . ثم يشرع في الطواف جاعلا البيت على يساره. ويستحب له في هذا الطواف الأول الرّمل 23 والاضطباع 24 . وليكثر من الذكر والدعاء بما شاء 25 . فإذا وصل الركن اليماني ـ وهو الذي يأتي قبل الحجر الأسود أثناء الطواف ـ قال: بسم الله والله أكبر 26 ، ثم استلمه بيده إن أمكنه وقبلها 27 . ومن السنة أن يقول الحاج بين الركن اليماني وبين الحجر الأسود: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 28 فإذا وصل إلى الحجر أو قبالته فقد استكمل شوطا. ثم يواصل حتى يستكمل سبعة أشواط. وإذا حضرت صلاة مفروضة أثناء الطواف فليصلها مع الجماعة ثم يستأنف طوافه بانيا على ما أدى منه.
وإذا فرغ الحاج من الطواف صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر له ـ وإلا في أي مكان من المسجد ـ بعد أن يقرأ قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، ويقرأ في الركعة الأولى بـقل يا أيها الكافرون وفي الثانية بقل هو الله أحد.
29 .
بعد ذلك يقصد الحاج المُلتزم للدعاء 30 إن تيسر له، وهو ما بين الحجر وباب الكعبة، فيدعو الله تعالى متضرعا بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، رافعا يديه وباسطا ذراعيه، وواضعا صدره ووجه على الكعبة المشرفة. ثم يستلم الحجر إن تيسر له وينصرف إلى السعي.
السعي بين الصفا والمروة
يتجه الحاج إلى جبل الصفا داخل الحرم ليأتي بالسعي. ومن شروط السعي أن يكون بعد الفراغ من طواف صحيح 31 ويجوز للحاج أن يرقى جبل الصفا أو يقف عند أسفله، والجبل علامته اليوم أنه مرصع برخام مختلف عن رخام المسعى فيه مربعات صغيرة، وينوي بقلبه ركن السعي، ويستقبل القبلة ويقرأ إن الصفا والمروة من شعائر الله. ويقول: أبدأ بما بدأ به الله، “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، ثم يدعو بما شاء. ثم ينزل من الصفا متوجها إلى المروة، فإذا وصل إلى بطن المسيل، وهو الواقع بين العلامتين باللون الأخضر، أسرع في مشيه. فإذا أتى المروة وقف عليها مستقبلا القبلة ودعا كما فعل على الصفا. وبهذا يكون قد استكمل شوطا واحدا، فإذا رجع إلى الصفا استكمل شوطين وهكذا حتى يقف أربع وقفات على الصفا وأربعا على المروة.
التحلل للمتمتع
وبعد الطواف والسعي يتحلل الحاج المتمتع من إحرامه بحلق شعر رأسه أو تقصيره، والحلق أفضل للرجال، وليس للنساء إلا التقصير أو القص. وبالتحلل من الإحرام يجوز للحاج ما كان ممنوعا عليه من المحظورات إلا الصيد بمكة لحرمتها 32 . أما من كان مفردا أو قارنا فإنه يبقى على إحرامه حتى يوم النحر (العاشر من ذي الحجة).
يوم التروية: الثامن من ذي الحجة
يحرم الحاج المتمتع من مكة يوم الثامن من ذي الحجة ثم يتوجه إلى منى 33 ملبيا فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصبح يوم التاسع 34 . وتصلى الرباعية قصرا. ويحرص الحاج على الصلاة في الجماعة والتلبية والإكثار من ذكر الله عز وجل.
فإذا طلعت الشمس من يوم التاسع توجه الحاج إلى عرفات ملبيا ومكبرا 35 . فإذا وصل إليها يستحب له أن يستمع إلى خطبة الإمام ثم يصلي معه الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين. ويمكث الحاج بعرفة حتى تغرب الشمس 36 مكثرا من التلبية وذكر الله عز وجل والتضرع لله تعالى في الدعاء 37 . وهذا الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم. والسنة أن يبقى الحاج بعرفة بعد الغروب هنيهة، وهو شرط صحة في الوقوف بعرفة عند مالك رحمه الله، وقال جمهور العلماء: من وقف بعرفة بعد الزوال فحجه تام وإن دفع ـ أي رجع من عرفات ـ قبل الغروب) 38 .
[2] روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين يحرم ، ولحله قبل أن يطوف بالبيت”.\
[3] وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم بعد أن صلى الظهر ركعتين.\
[4] قائلا: لبيك اللهم عمرة متمتعا بها إلى الحج إذا نوى التمتع. أو: لبيك اللهم بحجة إذا نوى الإفراد. أو: لبيك اللهم بحج ومرة إذا كان قارنا.\
[5] هذه هي الصيغة التي رواها ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري.\
[6] روى ابن أبي شيبة عن خيثمة قال: “كانوا يستحبون التلبية عند ست: دبر الصلاة، وإذا استقلت بالرجل راحلته، وإذا صعد شرفا، وإذا هبط واديا، وإذا لقي بعضهم بعضا”.\
[7] المنتقى للباجي.\
[8] قال ابن المنذر: وأجمع أهل العلم على أن المحرم ممنوع من أخذ أظفاره… وكذلك أحذ الشعر”.\
[9] روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهم، قال: بينما رجل واقف بعرفة، إذ وقع عن راحلته، فوقصته – أو قال: فأوقصته – قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه في ثوبيه ، ولا تحنطوه ، ولا تخمروا رأسه ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا”.\
[10] قال تعالى: “لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم”.\
[11] لقوله تعالى: “فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولا جدال في الحج”. روى ابن جرير عن ابن عباس قال: “الرفث غشيان النساء والقبل والغمز وأن يعرض لها بالفحش من الكلام”.\
[12] قال ابن رشد: “ومما يخص الحج الفاسد عند الجمهور دون سائر العبادات، أنه يمضي فيه المفسد له ولا يقطعه وعليه دم ـ أي هدي ـ” بداية المجتهد.\
[13] ثلاثة أيام.\
[14] إطعام ستة مساكين\
[15] هدي.\
[16] هذا على مذهب المالكية والحنفية. وعند الشافعي: لا يقطع المحرم التلبية حتى يشرع في الطواف.\
[17] روى الترمذي عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الطواف حول البيت مثل الصلاة ، إلا أنكم تتكلمون فيه ، فمن تكلم فيه فلا يتكلمن إلا بخير”.\
[18] أخرج الترمذي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم”.\
[19] روى البخاري عن الزبير بن عربي، قال: سأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر، فقال: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. وروى الإما م أحمد عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر، فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله فهلل وكبر”.\
[20] روى مسلم عن نافع، قال: “رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده، ثم قبل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.\
[21] روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده، وكبر”.\
[22] رواه البيهقي في سننه الكبرى عن علي رضي الله عنه.\
[23] وهو الإسراع في الأشواط الثلاثة الأولى لما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه، ثم مشى على يمينه، فرمل ثلاثا ومشى أربعا.\
[24] وهو إلقاء الرداء على الكتف الأيسر وكشف الأيمن. وفي سنن أبي داود عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم” اضطبع فاستلم وكبر، ثم رمل ثلاثة أطواف”.\
[25] روى أبو داود وأحمد وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله”.\
[26] جاء في زاد المعاد لابن القيم: وَذَكَرَ الطّبَرَانِيّ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ جَيّدٍ أَنّهُ كَانَ إذَا اسْتَلَمَ الرّكْنَ الْيَمَانِيّ، قَالَ “بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ”.\
[27] المالكية قالوا بعدم التقبيل هنا، والجمهور على خلافهم لحديث البيهقي عن جابر بن عبد الله “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استلم الحجر فقبله، واستلم الركن اليماني فقبل يده”. قال أحمد بن الصديق رحمه الله: “فلعل مالكا لم يبلغه الحديث أو لم يعمل به لضعفه”. مسالك الدلالة في شرح مسائل الرسالة ص173.\
[28] روى الحاكم وغيره عن عبد الله بن السائب، عن أبيه السائب رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركن اليماني والحجر: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار”.\
[29] في مستخرج أبي عوانة عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عمد إلى مقام إبراهيم عليه السلام، وتلا هذه الآية حين وجه إليه: “واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى” فصلى عنده ركعتين، فقرأ فيهما “قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد”.\
[30] روى أبو داود وغيره عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، قال: طفت مع عبد الله فلما جئنا دبر الكعبة قلت: ألا تتعوذ؟ قال: “نعوذ بالله من النار”، ثم مضى حتى استلم الحجر وأقام بين الركن والباب، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.\
[31] الطهارة للسعي عند العلماء مندوبة وليست واجبة. غير أن المسعى أصبح داخل المسجد بعد التوسعة، فالطهارة أولى.\
[32] في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتح الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: “إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد”.\
[33] وكذلك يتوجه من كان مفردا أو قارنا. قال ابن رشد: “أجمعوا على أن هذا الفعل ـ أي التوجه إلى منى يوم الترويةـ ليس شرطا في صحة الحج لمن ضاق عليه الوقت” بداية المجتهد 1/515.\
[34] روى مسلم من حديث جابر “فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس… فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة”.\
[35] روى مسلم عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه، قال: “غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات ، منا الملبي ومنا المكبر”.\
[36] روى مسلم من حديث جابر: “واستقبل القبلة -أي النبي صلى الله عليه وسلم-، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا، حتى غاب القرص”.\
[37] روى مالك عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة”. وروى النسائي عن أسامة بن زيد قال: “كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته، فسقط خطامها فتناول الخطام بإحدى يديه، وهو رافع يده الأخرى”.\
[38] بداية المجتهد لابن رشد 1/519.\