أطفالنا هم فلذات أكبادنا، نرجو أن تتحقق أمالنا فيهم ونرى ثمرة أتعابنا فدعاء كل مسلم هو “ربنا اجعل لنا من ذرياتنا وأزواجنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” فالنجاح والتفوق مطمح كل أم وأب وهاجس كل أسرة تتمنى أن يكون ابنها شامة بين أقرانه حائزا على أفضل النتائج.
فماذا علينا فعله لكي يكون أبنائنا كذلك؟ وما هي الإجراءات التي ينبغي أن نتخذها لكي تتحقق فيهم أمالنا؟
وما هي الأسباب التي ينبغي توفيرها لكي ينجح أطفالنا بامتياز؟
على الآباء إيجاد الطريقة المثلى للتحصيل الدراسي وتسخير كل ما يساعد على ذلك من وسائل دينية وعلمية. وفي هذا الصدد أدلو بدلوي لعلي اشفي غليل بعض الآباء. وألخص الجواب عن هذه الأسئلة في ستة أبواب أساسية:
1 ـ ربط التعليم بالأخلاق
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبواعن أسامة بن شريك قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه أناس فقالوا: من أحب عباد الله إلى الله تعالى؟ قال “أحسنكم أخلاقا”. وفي رواية ما خير ما أعطى الإنسان؟ قال خلق حسن. وقال: إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا. وسئل أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال أحسنهم خلقا.
وحسن الخلق لا يؤسس في المجتمع بالتعاليم المرسلة، أو الأوامر و النواهي المجردة إذ لا يكتفي في طبع النفوس على الفضائل أن يقول المعلم لغيره أو الأب لابنه افعل كذا أو لا تفعل كذا فالتأديب يحتاج إلى تربية طويلة ويتطلب تعهدا مستمرا.
ولن تنجح التربية إلا إذا اعتمدت على الأسوة الحسنة فالرجل السيئ لا يترك في نفوس من حوله أثرا طيبا. وحين يريد الأبوان أن يتدرج طفلهما على خلق الصدق، الأمانة، العفة، الرحمة، ومجانبة الباطل… فعليهما أن يعطيا من أنفسهما القدوة الصالحة في فعل الخير والابتعاد عن الشر، في التحلي بالفضائل ، والتخلي عن الرذائل، في إتباع الحق ومجانبة الباطل، في الإقدام نحو معالي الأمور والترفع عن سفاسفها.
إن الولد الذي يرى أبويه يكذبان… لا يمكن أن يتعلم الصدق، والولد الذي يرى أبويه يغشان أو يخونان… لا يمكن أن يتعلم الأمانة، والولد الذي يرى أبويه في ميوعة واستهتار… لا يمكن أن يتعلم الفضيلة، والولد الذي يسمع من أبويه كلمات السب والشتيمة لا يمكن أن يتعلم حلاوة اللسان، والولد الذي يرى من أبويه الغضب، العصبية والانفعال لا يمكن أن يتعلم الاتزان، والولد الذي يرى من أبويه القسوة والجفاء… لا يمكن أن يتعلم الرحمة و المودة.
و هكذا ينشأ الولد على الخير ويتربى على الفضيلة والأخلاق… إذا وجد من أبويه القدوة الصالحة أو العكس فإن الولد يتدرج نحو الانحراف ويمشي في طريق الكفر والفسوق و العصيان… إذا وجد من أبويه القدوة الفاسقة.ليس اليتيم من انتهى أبواه من
هم الحياة و خلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى ل
أما تخلت أو أبا مشغولا.